الجزائر

“حماس” أنشأت دولة في غزة وتطرح نفسها بديلا لمنظمة التحرير



كشف السفير الفلسطيني بالجزائر، لؤي عيسى، أن الرئيس أبو مازن، سيعلن هذا الشهر في اجتماع الأمم المتحدة عن قرارات جديدة هامة على كافة الأصعدة، من أجل تجاوز الوضعية الحالية، بعد إعلان واشنطن قطع المساعدة عن الأونروا.ووجه الدبلوماسي الفلسطيني، اتهامات بالجملة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقال في هذا الحوار مع “الشروق” الذي التقته على هامش زيارته المخيم الكشفي العربي ال 32 الذي تحتضنه الجزائر، إنه لا لقاءات بين فتح وحماس، وطالب هذه الأخيرة بالامتثال للتفاهمات التي تمت في أوقات سابقة، وزاد المتحدث أن حماس أقامت دولة في قطاع غزة، وقدر أن التفاهمات التي تقيمها حماس مع إسرائيل للتهدئة هي شكل من أشكال التنسيق الأمني، الذي تتهم به السلطة الفلسطينية.
ماذا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تفعل بعد إعلان واشنطن قطع المساعدة عن الأونروا؟
الولايات المتحدة الأمريكية تاريخيا تقف دائما داعمة لدولة الاحتلال بكل الآليات، والذي حصل الآن هو اصطفاف أمريكي واضح ومباشر، مخالف لكل القوانين الدولية والمنظمات الشرعية الدولية.
هي محاولة لإسقاط القضية الفلسطينية بكل أشكالها، ونحن نأسف تماما لما آلت إليه أوضاع الإدارة الأمريكية، لأنها أصبحت تهدد السلام الدولي، وتهدد المنظمات الدولية بطريقتها، لأنها تأخذ قرارات مخالفة ليس فقط للتنظيمات الدولية، بل حتى لإداراتها السابقة.
وفي نفس الوقت نعتقد أنه شيء إيجابي، من حيث كون القضايا معلنة غير خفية، خاصة أن كثيرا من القرارات هي قرارات الكونغرس، كانت الإدارة الأمريكية تقوم بتأجيلها، إلا أن قضيتنا لا ترتبط بشخص، ولا بدولة، بل إيماننا بربنا وبعدالة قضيتنا، وثقتنا بشعوبنا العربية والإسلامية وبأحرار العالم، بالرغم مما يجري في هذا العالم، من حالات إسقاط، وفوضى، وصراعات مختلفة، وهذه عبارة عن مرحلة ستمر سحابة، وسيكون ثمنها غاليا، في هذه الأثناء نحن مهتمون بأرضنا، لا يستطيع أي أحد أن يسحبنا منها ومن جذورنا.
فإذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها فلتنقلها، وإن أرادت إسقاط دعمها عن الأونروا فلتسقطه، ستظل القدس فلسطينية عربية، وحق العودة سيكون متاحا للأجيال، وقد حكا الرئيس أبو مازن في اجتماع الأمم المتحدة، أنه على العالم أن يختار بين 06 ملايين لاجئ في حاجة إلى حل، أو إلى 06 ملايين إنسان قد يكون لهم وضع آخر نتيجة إسقاط حقوقهم، وظلمهم في قضيتهم، لذلك نحن سنظل متمسكين فيها بكل ما لنا وعلينا، قد يستطيعون ممارسة ما لا يرضاه الضمير الإنساني، ولكن للأسف الشديد النظام الدولي، الذي أوجد إسرائيل يقوم بالحفاظ عليها، وبالتالي نعتبر أن دولة الاحتلال هي الخصم الوحيد في المنطقة، وأن أمريكا هي الحليف الاستراتيجي والداعم لهذه الدولة، لذا لم تعد أمريكا وسيطا، بل أصبحت طرفا، وضعت نفسها في حالة لن نتقابل معها، نحن الآن على أبواب أخذ وتطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني، لإيقاف أي علاقة بدولة الاحتلال، وإسقاط الاعتراف بها، والوقوف ضد تفريق منظمة التحرير، لأنه من أبرز القضايا الأساسية التي تسعى إليها الولايات المتحدة الأمريكية هي إسقاط منظمة التحرير، وتثبيت الانفصال الفلسطيني، حتى لا يكون هناك تمثيل واحد، وتمرر صفقة القرن من خلال هذه القضايا، التي تغطى بقضايا إنسانية، نتيجة الحصار المفروض من العالم وإسرائيل على قطاع غزة، إضافة إلى معاناتنا من الانقسام، فأصبح رفع الحصار والمعاناة الإنسانية مقايضة مقابل التنازل عن حقوقنا السياسية، فقضيتنا سياسية بامتياز وليست إنسانية، فلو كانت إنسانية لماذا طالت مدة القضية إلى اليوم؟ إذن نحن نرفض أي مبادرة لها طابع إنساني، لأننا لسنا نبحث عن لقمة عيش، أو عن الكهرباء والماء، فالذي يريد أن يناضل فليقاتل من أجل حرية فلسطين، لأن الدول الإنسانية اليوم أضحت هي الحركة الصهيونية وتحالفاتها، هدفها أن تنقض على المنطقة وخيراتها، وتقسمها وتصبح هي القوة الفاعلة الأساسية في المنطقة، حتى تغيب فلسطين من الخارطة، باعتبارها النقيض لإسرائيل، فالرئيس أبو مازن قال: “نحن لن نرضخ لأحد، والقدس عاصمة فلسطين، لا دولة من دون غزة، ولا غزة من دون دولة”، همنا الأساسي هو وجوب إنهاء الانقسام، وعلى الكثير أن يفهموا أنّ المتاجرة بالقضية الإنسانية لرفع ما بقي من المعاناة هي إسقاط للقضية السياسية، وتمرير صفقة القرن، فلا يعقل أن نطالب بالتهدئة لعشر سنوات مقابل استرجاع المطارات والممرات البحرية، فهذا إسقاط للقضية الوطنية، وتشتيت للحالة الفلسطينية، لن نسمح بمرورها بأي شكل من الأشكال، وعلى الناس الذين يشجعون مثل هذه المواقف تحمل مسؤوليتهم القانونية أمام التاريخ، لأن قضيتنا ليست جزءا من أي حالة صراع إقليمي وحزبي، نحترم الجميع متمنين منهم دعم القضية، وندعوهم إلى عدم اتخاذها ورقة لنزاعاتهم في المنطقة، تتقاذف بين هذا وذاك، سنظل نرفع الراية، وهدفنا الأساسي تحرير فلسطين، فانتصار أو انكسار الأمة العربية لن يكون إلا بفلسطين، لأننا نحن جميعا وفصائلنا إخوة، فإذا كان هناك ناس لهم قصر نظر فسنحاول إنهاء كلامهم، بغية التكتل ونكون يدا واحدة، لنتمكن من مواجهة المؤامرة الكبيرة، ومن لديه أي تباين يتفضل بحله في الانتخابات، وغير هذا سيؤدي إلى كارثة، فالشعب الفلسطيني موحد غير الذي يتداول في الوسائط الإعلامية، فمن يستطيع أن يصدح بالقضية من غير الرأي الفلسطيني، لذلك نحن ندرك حجم ما نواجهه من تحديات وعقبات، لما قيل بأن الشهداء والأسرى إرهابيين، وتعرضنا لقطع المساعدات، لم نسمع صوتا للأمة العربية يصحح هذا الكلام، أو يدفع لنا المساعدات، إذ نعتبر أنفسنا الحلقة الثانية من الثورة التحريرية الجزائرية، فإذا كانت غيرت العالم في القرن الماضي، فنحن أيضا سنقوم بتغيير العالم، بحيث ندعو إلى السلام والعدل عبر القوانين والقضايا، لكن لا سلام مع الفرد، والهيمنة، فنحن نقاتل بوسائلنا وآلياتنا لأجل فلسطين، لا لتحقيق مشاريع أخرى، وسندفع الثمن بما أنّ كل طرف يريد أن نكون ورقته، ناسين أنهم سيكلفهم غاليا، فالإدارة الأمريكية غادرة، ولم يبق أحد من حلفائها إلا وأسقطته، فلتبحث الأمة العربية عن مصالحها التي تبدأ وتنتهي بتحرير فلسطين.
ما هي مخرجات اللقاءات التي تتم في القاهرة بين فتح وحماس؟ وهل يمكن القول إننا أمام مصالحة وطنية؟
هذا الكلام تعبنا منه، لا يوجد أي لقاء بين فتح وحماس، لم يعد لنا موضوع نتحدث عنه، فقد تم عقد لقاءات عديدة، وإمضاء اتفاقات في مكة، القاهرة، قطر، صنعاء، يكفي هذا فقد تعبنا، يعني كلما صار فيه حاجة يتم الاحتجاج بأي شيء لعدم تطبيق هذه القرارات، إذن نحن الآن لسنا بحاجة إلى جلسة، بقدر ما نحن بحاجة إلى تطبيق ما تم الاتفاق عليه، فلماذا التأجيل؟ حماس أنشأ دولة في غزة، بحيث لديهم جيش، وزارات، مؤسسات، سلطة أراض، وجباية مالية، وغيروا من ميثاقهم القاضي بعدم الاعتراف بإسرائيل من أجل أن يعترف بهم العالم، فهم يطرحون أنفسهم كبديل لمنظمة التحرير، فهذا خطر جدا على القضية الوطنية، إخواننا في حماس جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ونتمنى أن يكونوا ضمن العمل الفلسطيني، وآليات المواجهة، وإذا كانت هناك حاجة محددة فلندخل إلى الانتخابات، ومن يفز فليقد، الفوز بالانتخابات هو المؤشر الوحيد للقيادة، لأن المعارضة في فلسطين أهم من السلطة، في ظل المرور بمرحلة تحرر وطني، وعلينا وضع من هو في الحكم يتحمل أعباء دولية وقيودا كثيرة، من المفروض أن تكون للمعارضة إضافة ثانية، وبالتالي يجب تبادل الأدوار بين السلطة والمعارضة، لأنه يؤدي إلى مزيد من المكاسب.
لذلك كفى كذبا وليس هناك ما يدعونا إلى الجلوس، إلا إذا كانت فيه تهدئة لعشر سنين مقابل استرجاع ميناء أو مطار، ما حصل في غزة من معاناة إنسانية هو قصة مفتعلة، فإذا كان هناك من يحاول أن يدفع باتجاه انقسام غزة، سنأخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على القضية الوطنية، وسيكون الوضع مؤلما لنا جميعا، لأن أي برنامج إيديولوجي آخر يتم سيأتي بالتحالفات في المنطقة سيجرنا إلى الوبال، ومع ذلك ليس لدينا مانع في الخضوع للديمقراطية والحالة الإيجابية، فلما يسمع أبناء الشعوب العربية والعالم بأكمله حالة التقاذف والتجاذب الفلسطينية تتغير نظرته تجاه قضيتنا، فالشعب الفلسطيني أكبر من هذا، ونأمل من حماس أن ترجع إلى رشدها، وتعود إلى الحالة الوطنية، وتعمل بما تم الاتفاق عليه في سنتي 2011 و2014، التهدئة ينبغي أن تكون لاحقة لهذا الموضوع، لأن إسرائيل تخطو إلى ما تصبو إليها، ونحن نتراجع إلى الخلف لحسابات ضيقة.
ونأمل من إخواننا المصريين أن ينجحوا في إقناع حماس، طالما أنهم قريبين منها، حتى نقف مع التمكين الحكومي، ونصبح دولة وحكومة واحدة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
اتهامات تطال السلطة الفلسطينية بإجهاض عملية عسكرية نوعية في قطاع غزة، بذريعة التنسيق الأمني، ما تعليقكم؟
هذا الكلام قديم جديد، ونظل نسمع التنسيق الأمني باستمرار، يعني عندما عقدت قيادة حماس اجتماعاتها لأول مرة يدخلون قطاع غزة، أليس هذا تنسيقا أمنيا؟ أوليست مساعي التهدئة تنسيقا أمنيا؟ نحن كلنا تحت الاحتلال، وبالتالي آلياتنا جديدة حاليا، لا بد من أن يكون فيه اتصالات ومتابعات، بصفة أن دولة الاحتلال هي المسؤولة عن الحالة العامة، فالرئيس الفلسطيني قال في عدة محافل دولية “لن نسمح أن نكون سلطة دون سلطة، واحتلال من غير كلفة”.
إذن هذا الكلام هو إعلان عن الحالة الجديدة، ونحن على أبواب اتخاذ قرارات جديدة هامة جدا على كافة الأصعدة لمجابهة الوضعية الحالية، وسيكشف عنها الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة من الشهر الجاري، فهذه الاتهامات التي تطال السلطة يؤدي في النهاية إلى آليات أهم ما توصلنا إليه هو أصبحنا نصارع عدونا فوق أرضنا، ولأول مرة نجمع ثلاثية فلسطينية (أرض، شعب، وسلطة) ضمن آلية واحدة، انتزعنا من خلالها دولة باعتراف العالم، فأعدنا فلسطين من الناحية الرمزية إلى الأمم المتحدة، وحققنا كثيرا من الإنجازات السياسية والدبلوماسية، لذلك يجب الآن أن نناضل لتحويل ما أنجزناه دبلوماسيا وسياسيا إلى قصة عملية، تحتاج إلى مساندة شعبية قوية، بحيث يكون هناك أسلوب جيد في التشابك مع الاحتلال ضمن التوازنات الموجودة، فرغم تألمنا بأوضاعنا الصعبة، يوجد لدينا إيمان بحتمية النصر، بالبحث عن سبل التوحد ليس عن أسباب الاختلاف، من خلال تجميع كل الهمم، حتى نستطيع أن نقدم برنامجا حقيقيا يشجع الناس على أن يقاتلوا من أجله.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)