الجزائر

حلم بيع ''التاي'' في العاصمة سويسرا وضعته في السجن :



ماذا يريد شباب الصحراء الجزائرية من وراء خروجهم في مسيرة ضد الوزير الأول عبد المالك سلال؟
يريدون أن يقولوا ببساطة: لم يعد حلم الشباب القادم من الصحراء إلى العاصمة بيع ''التاي'' أو الشاي.
لكن لنعد إلى قصة احتجاج الشباب ضد تصريحات منسوبة للوزير الأول عبد المالك سلال، التي أطلق فيها صفة ''الشرذمة''، أو هذا ما فهمناه. ثم لنعد قبل ذلك إلى مسيرة سلمية طاف خلالها شباب من ورفلة بشوارع المدينة وكانوا يعتزمون الانتقال مشيا إلى عاصمة البترول، حاسي مسعود.
في اعتقادي، فإن تحرك هؤلاء الشباب ليس سوى رسالة قوية للسلطات يمكن التجاوب معها إيجابا عندما تصدق النوايا. وهنا يتعين على الوزير الأول انتقاء كلماته أولا مثلما ينتقي الطرائف التي يشتهر بها. وعلى الوزير الأول أن يفكك ''قنبلة'' التوظيف في الجنوب، ومعضلة التنمية في الصحراء، كما نجح في إيصال الماء الشروب إلى أقاصي الفيافي الجزائرية.
والحديث طبعا ليس موجها للسيد سلاّل وحده، وإنما يشمل السلطة ككل، التي عليها أن تعيد النظر في خارطة توزيع الثروة على مناطق البلاد، وكذلك خارطة توزع السكان.
ففي الإحصاء العام لسنة 2008 ، تقول الأرقام الرسمية إن 95 بالمائة من الجزائريين يعيشون على مساحة 5 بالمائة من التراب الوطني. وتقول الأرقام أيضا إن ثماني ولايات من أصل 48 ولاية، هي وحدها التي يفوق عدد سكانها مليون نسمة فما فوق.
هذا يعني أن الحكومة عليها تشجيع الحياة في صحراء الجزائر من خلال توفير متطلبات الحياة الكريمة، وبالإمكان التعلم من تجارب دول عربية شقيقة حولت الصحاري إلى جنات خضراء، لا تنقطع فيها الكهرباء ولا تتعطل فيها المكيفات الهوائية ولا تشح فيها الحنفيات من المياه الصالحة للشرب.
ويتعين على الحكومة في كل الأحوال أن تفهم بأن ''نشرة الثامنة'' بالتلفزيون الجزائري لا تكفي لحكم الجزائريين وإقناعهم بجهود حكومة الوزير سلال ومن سبقوه ومن سيأتون من بعده.
[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)