نشرت : المصدر جريدة الشروق الأربعاء 26 أكتوبر 2016 09:13 عاد في حدود الواحدة زوالا من نهار الثلاثاء، بطل الجزائر محمد عبد الله فرح جلود، المتوج بالجائزة الأولى "في مسابقة تحدي القراءة العربي" من قبل حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منتصرا بذلك على ثلاثة ملايين ونصف مليون مشارك، وذلك في غياب تام للسلطات الجزائرية ماعدا الإعلامي سليمان بخليلي ووزارة التربية ممثلة في مفتشها العام نجادي مسقم التي وصلت في الوقت بدل الضائع!محمد فرح: كنت واثقا من فوزي وقرأت 50 كتابا في ظرف 3 أشهرأكد محمد عبد الله فرح جلود أنه فرح جدا بهذا الفوز، واعتبر كل من حضر معه إلى دبي وسانده في المسابقة فائزا أيضا، شاكرا الجميع على الثقة التي وضعوها في شخصه حيث قال: "كنت أتوقع الفوز منذ بداية المسابقة، لأن ثقتي في نفسي كبيرة وثقتي في الله أكبر وما ذلك على الله بعزيز".وخصّ محمد والديه بالشكر "اللذين شجعاه على خوض المسابقة ورافقاه لحظة بلحظة، جازاهما الله عنه كل خير". وأضاف محمد: "أمضيت عاما كاملا وأنا أحضر للمشاركة في المسابقة دخلتها في الوقت بدل الضائع وقرأت 50 كتابا في ظرف 3 أشهر امتحنت فيها كتابيا وشفويا".حلمي أن أصير عالما مثل الشافعي والبخاري وابن باديس وأن أفتح العالمووصف صاحب لقب "تحدي القراءة العربي" القراءة بأنها غذاء الفكر والروح قائلا: "القراءة ضرورية لحياتي الفكرية كالطعام الذي آكله والماء الذي أشربه والهواء الذي أتنفسه، إنها غذاء العقل والفكر لأنها مقياس الحكم على الشعوب وعندما سئل الفيلسوف اليوناني أرسطو كيف تحكم على الإنسان؟ قال أسأله كم كتابا يقرأ وماذا يقرأ".واستطرد قائلا: "القراءة تحقق لي حلمي المقدس في أن أصير عالما كالإمام محمد إدريس الشافعي ومحمد بن إسماعيل البخاري والشيخ عبد الحميد بن باديس.. أرجو من الله تعالى أن يعينني في فتح هذا العالم وأن أنشر الحب والسلام في كل شبر من هذه الكرة الأرضية لنركب جميعا سفينة النجاة".عبد القادر فرح والد محمد جلود: ألّف كتابين ونأمل طباعتهما كشف عبد القادر فرح والد الطفل محمد فرح عن تأليف ابنه لقصة قصيرة تحت عنوان "سيد الرجال" بالإضافة إلى تحضيره لتأليف كتاب بعنوان "ألف يوم ويوم" يتناول مغامراته اليومية آملا في أن يحظى العملان بالرعاية والطباعة من قبل الجهات المختصة.وأضاف الوالد: "محمد منذ صغره يحب القراءة ويسمع القصص وكان كثير الحوار والمناقشة في البيت وقد تعلم أصول اللغة العربية على والدته أم عبد الله قبل أن يدخل إلى المدرسة، فهو لم يلتحق لا بالكتّاب ولا بالروضة ولا بالقسم التحضيري، ومع انطلاق المشروع في جانفي انطلق مع سرعة الفهم والقراءة". واعتبر الوالد أنّ محمد حقق هدفه من القراءة ولكنه ذهب إلى نهائي المسابقة لرفع العلم الجزائري وذهب لنيل الجائزة التي ستفتح له حياة علمية رغيدة ويتفرغ للعلم والمطالعة دون البحث عن موارد مالية لإكمال مساره العلمي، حيث استفاد من 100 ألف دولار في حين قدم مبلغ 50 ألف دولار هدية للعائلة.وأضاف: "قرأ محمد 50 كتابا في ظرف قياسي يقل عن 3 أشهر أغلبها كتب أكبر من مستواه قرأ في الأدب العربي المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمداني وفي التاريخ الإنسان الحجري وفي السير قصة سيدنا يونس عليه السلام".وتعمل العائلة حسب الوالد على توجيه الطفل الراغب في أن يصير عالما ويجدد عصره، ويوضح الأب هنا: "عندما نقول عالما فإن هذا يعني عالما في جميع الفنون الشرعية والفقهية ثم يتوسع إلى بقية الفنون فهو يميل إلى الرياضيات وإلى الفلك، له أن يحدد وجهته بعد ذلك". والدة محمد فرح: مشروعي المقبل مع محمد هو تحفيظه القرآن كاملاكشفت السيدة عائشة أم محمد عبد الله فرح أن ابنها رأى ما حدث له بالتفاصيل في رؤيا قصها عليها أشهرا قبل دخوله المسابقة، مشروعها المقبل مع محمد وأخته التي تصغره بعام هو تحفيظهما القرآن الكريم كاملا، حيث قالت: "عندي بنت في سن 6 سنوات سألقنها مع أخيها محمد العام المقبل كتاب الله وسأبذل جهدي لحفظه كاملا فهما يحفظان الآن حزبين فقط". واعتبرت فوز ابنها "ثمرة لخصت مجهود 7 سنوات من التربية والتنشئة والتعامل الجيد مع الطفل من خلال الحوارات المستمرة والاجتماعات في البيت التي تدير فيها جلسات حوارية وتشاورية". وأثنت الأم على قدرات ابنها قائلة: "محمد يملك ذكاء وقدرة على التحليل وملكة في النقد فهو يناقش ويحاور كالكبار ويستطيع اكتشاف عيوب الأمور".وتعد الوالدة مستشارة في تربية الطفل والإرشاد الأسري وأما عاملة تدرس في المسجد وتلميذة شاعر الجزائر ناصر لوحيش الذي اغتنمت الفرصة للثناء على كفاءته وخلقه وتواضعه. كما أن والد محمد إمام في مسجد ابن قيم الجوزية. استقبال باهت ووزارة التربية تصل في الوقت بدل الضائعمحمد فرح نابغة الجزائر الذي التف حوله جميع الحضور في مطار هواري بومدين خصه المسؤولون في بلادنا باستقبال باهت جدا لم يرق إلى مقامه.. وحفظ الإعلامي سليمان بخليلي ماء الوجه بحضوره وتقديمه التهاني لهذا النابغة بالإضافة إلى وصول المفتش العام لوزارة التربية نجادي مسقم في الوقت بدل الضائع، حيث عبر عن سروره بهذا الفوز الذي يعتبر فخرا لبلادنا معربا عن آليات للتكفل بهذا النوع من الأطفال ضمن استراتيجية الوزارة.وارتأت وزيرة القطاع نورية بن غبريط استدعاءه إلى مكتبها بدل التنقل إليه في المطار دون الإعلان عن أي تكريم رسمي، فهل يعقل أن يحظى من رفع علم الجزائر عاليا في محفل دولي باستقبال كهذا؟ سليمان بخليلي: أهيب بالمؤسسات الرسمية تدارك غيابها في الاحتفاء ببطل العرب أهاب الإعلامي سليمان بخليلي بالمؤسسات الرسمية خاصة وزارة التربية والثقافة أن تستدرك تخلفها عن الاستقبال والاحتفاء بالطفل النابغة، من خلال مبادرات سواء في معرض الكتاب، أم بتنظيم وزارة التربية لحفل على شرفه، حتى يحس وهو في هذه السن بأن الجزائر الرسمية تحتضنه، بنفس القدر الذي احتضنه عامة الناس في المطار لحظة وصوله. وقال بخليلي إن حضوره مبادرة شخصية، وأضاف بخليلي: "سعدت اليوم باستقبال الطفل النابغة محمد فرح جلود، بعد أن قرأت أمنية والدته على الجزائريين وهي في دبي بأن يكونوا في استقبال ابنها وابن الجزائر، المتوج بالجائزة الأولى في محفل دبي للقراءة العربية.فوجئت حقا بالمستوى المبهر للطفل، وهو لم يتجاوز السابعة بعد، حيث وجدته يحفظ كثيرا من مضامين أمهات الكتب في مختلف التخصصات، والفضل في ذلك لله أولاً، ولوالديه اللذيْنِ لمستُ فيهما روح المسؤولية في تربية ابنهما وتهذيبه وتحفيزه بما يؤهله لرفع اسم الجزائر عالياً.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جريدة الشروق
المصدر : www.elheddaf.com