استمعتُ هذه المرّة إلى مجموعة من المستجوبين حول موضوع الأصالة وما ينجرّ عنها من متعلّقات قديمة وحديثة، فدوّنتُ الكثير من الروايات والحكايات ومن مسموع الجدّ والجدات. لقد جلست مراراً إلى راويَيْن، ولازمتُهما تكراراً، واستمعت إلى حديثهما الطويل والعرض إمعاناً، وعن فعل الأجداد العتيد انبهاراً، وجاريتُهما لاستخلاص المبتغى، واستجلاء الذكرى، من فعل الأجداد الأولى وكانت جلساتي معهم جلسات الأُلْف في فعل السلف، ورُمْتُ بها نفعَ الخَلَف، بما يرفع عنّا الكَلف. والأهمّ فيها أنّني عقدتُ جلساتٍ لم تكن عَدَماً وبَيَاراً، بل كانت تصديقاً وتوثيقاً، ممّا جمعته من أهل التسبيق، بعد أن أخبرتُهما بأنّي أستهدف الكتابةَ في موضوع الأصالة، وألححتُ أطرحُ أسئلتي لحصر الحديث، وتوجيههما إلى الموضوع، فكتبتُ المفيد في ما رمتُ أن يكون سديداً، ويستفيد منه الطالب والمطلوب، فما ضاعَ علم وراءه باحثٌ مِعْناد، وما فسدت بضاعةٌ في سوق المزاد، ولا خاب من استزاد، وكذلك يحصل المُراد، في كلّ مطلوب غير مُعاد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - صالح بلعيد
المصدر : معالم Volume 4, Numéro 1, Pages 179-212 2013-06-01