الجزائر

حق الحقرة



 صحيح أن زين العابدين بن على كان عليه أن يتنحى عن الحكم لأنه بقي وحيدا ولم يسانده جزء من شعبه، وكانت تونس من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها تجمع على ضرورة تنحي بن علي عن الحكم، وتم ذلك، بالفعل، دون تدخل لا ساركوزي ولا أوباما ولا حلف الناتو ولا غيرهم. وبنفس الطريقة تنحى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أي بثورة شعبية شاملة كانت بمثابة استفتاء لا غبار عليه. وعلى هذا الأساس بارك العالم أجمع الثورتين.
أما وضع ليبيا واليمن وسوريا فإنه يختلف جذريا، حيث نشاهد يوميا عبر الفضائيات العالمية كيف يتظاهر عشرات الآلاف لصالح المعارضة، تارة، ولصالح الحاكم، تارة أخرى، بمعنى أن الشارع في هذه الدول ليس على كلمة واحدة. فالمظاهرات، الأخيرة الداعمة للقذافي، في كل من طرابلس، زليتن وحمس، على سبيل المثال، كانت ضخمة وربما لا تضاهيها المظاهرات التي نظمت في بنغازي والمطالبة بسقوط النظام. وهنا تكمن الخطورة، لأن المواطنين الليبيين الذين يدعمون القذافي لن يرضون بحكم المعارضة، في حال سقوط قائدهم، الأمر الذي من شأنه إدخال ليبيا والمنطقة في دوامة من العنف لا يمكن لأي أحد التنبؤ بعواقبها.  
لكل هذه الأسباب من حقنا التساؤل: بأي حق يتجرّأ الغرب، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ساركوزي، ويطالبون القذافي بالتنحي عن الحكم في ليبيا لصالح المعارضة الليبية المسلحة، دون المرور على صناديق الاقتراع، وما هو المنطق الديمقراطي الذي يجعل دولة أجنبية تتدخل وتنظم الحكم السياسي في دولة أخرى وكأننا نعيش في عصر النظام الكولونيالي البائد. وبأي حق تختار هذه الدول الجهة التي تعترف بها دبلوماسيا على حساب جهة أخرى وتطرد دبلوماسيين وتعوضهم بآخرين دون استفتاء رأي الشعب الليبي، المعني الأول بقضيته الوطنية. وبأي حق يضع التحالف الغربي أصابعه في أذنيه أمام كل المبادرات الهادفة إلى حقن دماء الأشقاء في ليبيا.. أسمع بعض الأجوبة التي تقول إنه.. حق الحفرة.



kameldjouzi@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)