الجزائر

حقول مسرغين تتقلص ب 130 هكتار



حقول مسرغين تتقلص ب 130 هكتار
بعد أن كانت بلدية "مسرغين" مشهورة بالأراضي الفلاحية التي تترامى عبرها حقول الحوامض، لاسيما منها مادة "الكليمنتين"، إلا أنها أصبحت اليوم شبه خالية، وكأن الواحد منّا يبحث عن شعرة في جفنة عجين، وهذه النتيجة التي وصلت إليها البلدية التي عٌرفت منذ القدم بإنتاجها الوفير للبرتقال بمختلف أنواعه، تعود إلى اجتماع العديد من الأسباب من بينها غياب مادة المياه وصعوبة الحصول على التراخيص المتعلقة بحفر الآبار بالرغم من منحها لمؤسسات تجارية أخرى، خصوصا وأن هذه الثمار تشترط مياه كثيرة لنموها، فضلا عن غلاء الأسمدة التي قلّل الفلاحون من استخدامها لكونها تكلفهم الكثير، زيادة على تقسيم الأراضي إلى مستثمرات فلاحية، ناهيك عن الجفاف الذي ضرب المنطقة منذ الثمانينيات ما نتج عنه ارتفاع نسبة ملوحة الأرض، هذه الأخيرة التي إذا زادت عن 3 غرامات في الماء فإن عملية غرس هذا النوع من الثمار لن ينجح بطبيعة الحال. وما تجدر الإشارة إليه أن بلدية "مسرغين" تنقسم إلى قسمين، شطر شمالي وهو الذي طغت عليه البنايات هذا الجزء الذي يصلح لغرس أشجار الحمضيات لكونها منطقة تحتوى على الماء، و آخر جنوبي تم ارتكاب خطأ بغرس هذا النوع من الثمار عليه ، بحيث أن هذا الشطر تصلح أراضيه لجميع المنتوجات الزراعية إلا الحوامض لكونه تطغى عليه نسبة الملوحة، فيما تعتبر "مسرغين" منطقة داخلية ومناخها ليس مثل تلك المناطق المتواجدة على مستوى البحر الأبيض المتوسط، أي مناخ حار صيفا، ومعتدل إلى بارد شتاء، وإنما لها طابع المناخ القاري أو شبه الصحراوي أي لها مناخ حار صيفا وبارد شتاء. علما أنّ الميزة التي لازالت باقية على أرصفة البلدية هي صناديق "الكليمنتين" والبرتقال على قارعة الطريق المعروضة للبيع كون أصحابها يملكون أراضٍ صغيرة جدا وعدد قليل من الأشجار يقطفون ثمارها ويبيعونها فقط.إنتاج 120 قنطارا في الهكتاروفي ذات الشأن أفاد رئيس غرفة الفلاحة السيد" براشمي مفتاح الحاج" أن المساحة المخصصة للحوامض على مستوى بلدية "مسرغين" تقدر ب 116 هكتارا، ما يقابله إنتاج 120 قنطارا في الهكتار الواحد، أما عن المساحة المخصصة لمادة "الكليمنتين" فقد بلغت 70 هكتارا مقابل إنتاج يبلغ 120 قنطارا في الهكتار الواحد، مضيفا أنه وخلال سنوات الثمانينيات كانت مساحة الحوامض تقدر ب 200 هكتار، مايعادل إنتاج 150 قنطارا في الهكتار الواحد.ليبقى إنتاج البرتقال بولاية وهران يتراجع باستمرار، الأمر الذي جعل أسعاره ترتفع والعائلات تعزف عن شرائه باعتباره - حسبهم- مادة غير ضرورية رغم الفوائد التي يحويها ، علما أن وهران كانت تضم في السابق حوالي 12 نوعا من البرتقال إلاّ أنّ هنالك أنواعا قد اختفت تماما عن الوجود لأسباب قد سبق ذكرها، حيث أنه لمن الغريب أن تنقرض "الكليمنتين" أو توشك على ذلك بالمدينة التي اكتشفت فيها، في الوقت التي توسعت عبر العالم أجمع. وما تجدر الإشارة إليه أن عددا قليلا من الجزائريين فقط يعرف بأن مصدر هذه الفاكهة هو بلدية مسرغين، فالجزائر كانت من البلدان التي تنمو فيها اشجار الحمضيات البرية في شكلها الأصلي وللكليمنتين وحدها بطل اسمه الاب كليمنت واسمه الاصلي" فنسنت رودير"، هذا الأخير الذي كان مسؤولا عن دار للأيتام للثقافة ببلدية "مسرغين"، وخلال جولة له عام 1892 وتحديدا بالقرب من هذا المركز عثر على شجرة اوراقها خضراء، تحمل ثمارا تشبه ثمار الماندرين فأخذ ثمرة وأكلها وبعد تذوقه لها اكتشف بأنها عكس الماندرين فهي خالية من البذور، وطعمها أكثر حلاوة وقشرتها أسمك وأقسى من قشر الماندرين، وبعد ايام ذهب وقطع منها عدة اغصان وزرعها في الفناء الخلفي للدار، ليخبر بعدها الجمعية الزراعية الجزائرية عن الشجرة التي تحمل ثمارا لم يشاهدها أحدا من قبل ، حيث كان اول وصف علمي للكليمنتين سنة 1902، وأخذت هذا الاسم نسبة الى مكتشفها وزارعها الاول. وفي الأخير يجدرالعلم أنّ للبرتقال فوائد جمة فهو ينظف البلعوم والحنجرو والكلية و المثانة والمعدة والامعاء ويقوي الاسنان ويزيل بعض امراض اللثة في الفم مريح للدماغ يقوي العظام والاظافرروالشعر والاسنان ويقلل من نسبة الكوليسترول، نافع للامراض الجلدية والجرب، كما أنه نافع لجميع حالات التقيؤ، ناهيك عن نفعه للزكام وللمصابين بالأنفلونزا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)