إن الحديث عن حقوق الإنسان في الفكر المعاصر يجب أن ينصرف إلى عالميتها في كل من الثقافة الغربية والثقافة العربية الإسلامية. لأن التأصيل الثقافي لحقوق الإنسان اليوم غدا شعارا يرفع في جميع أنحاء العالم وأن توظيف الإعلام الغربي لهذا الشعار ضد الجهات التي يضعها الغرب في موضع الخصم في خدمة مصالحه. ويبقى العمل بهذه المبادئ وكيفية التعامل معها العنصر الأساس في تقييم ما وصل إليه الغرب اتجاه المسلمين في بلاد الهجرة على أساس ما يطالب حوار الحضارات وحماية حقوق وحريات الجالية الإسلامية المهاجرة. ولعل مسألة ارتداء الحجاب الإسلامي وما صاحب ذلك من مؤيد ومعارض لخير دليل على استعمال الغرب لسلاح حقوق الإنسان ضد المهاجرين في فرنسا خصوصا في المدرسة التي يتمدرس فيها أبناء المسلمين، حيث أصبح مفهوم لباس الحجاب عند البنات مفهوما جديدا في نظر رجال القانون والتربية والدين والسياسة باعتبار أن تلك المبادئ التي ينادون بها تصدر عن ثوابت الثقافة الأوروبية وتعكس خصوصية هذه الثقافة وتتجاهل ثقافة المسلمين وديانتهم وهي بالتالي ثوابت تختلف عن ثوابت وخصوصيات المجتمع الإسلامي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/04/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مصطفى معوان
المصدر : الإحياء Volume 6, Numéro 1, Pages 269-284