استضاف صالون نادية الأدبي بمدينة عنابة، مؤخرا، الروائي والإعلامي غانم حميسي، لتقديم روايته "الفيضان" المرشحة لبعض الجوائز العربية. وانطلقت الفعالية بحضور غفير وعلى أنغام الكمان. ووقّع الضيف روايته "الفيضان"، ولم يقبض فلسا واحدا، معلقا: "أعرف ظروف المثقف". "الفيضان"رواية صدرت سنة 2019م عن دار "المثقف". وأجمع الكثير من النقاد على أنها رواية الفضاء المفتوح، كما أنها أول رواية لهذا المبدع والإعلامي، وهي بمثابة التجربة الروائية التي كلّلت تجارب عديدة في كتابة القصة التي بدأ يكتبها حميسي منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث أسهب في القصة وفي تفاصيلها إلى أبعد الحدود، وحرص على تقديم تصوير مدقّق لكل شخصياته بمختلف أدوارها وحضورها في ساحة النص.وعُرف هذا الضيف بنصوصه القصصية، منها "الجيلاليات"، ليظهر في ثوب الرواية ومعه كل أدواتها، ما أكد أنه متمكن من فن السرد والحكي، الذي يجرّ القارئ إلى أدغال الرواية. ف "الفيضان" تعجّ بالأماكن والأسماء، يذكر منها "بوحمرة، واد الذهب، عين عشير، القطارة"، وغيرها مرتبطة، عضويا، بسيرورة الحكي، علما أنها أماكن مألوفة عند قارئها، وتظل كلها مخزّنة بالأحداث والشخوص والنكهة العنابية، المستمدة من وقائع وحكايات ممتدة نحو التراث الشعبي. وتظهر في الرواية شخصية الدرويش، وهو بمثابة الراوي الذي يظهر أحيانا المنقذ، وأحيانا أخرى الضحية الذي يواجه مصيره مع ركاب القارب المهدَّد بالغرق. كما يتطرق أثناء السرد لعدة مواضيع اجتماعية وتاريخية تخص الجزائر، مثل الثورة التحريرية، وإنجازات مرحلة الاستقلال وغيرهما، فيما يتناول في مرات أخرى، بعض الآفات الاجتماعية التي نعاني منها. للإشارة، فإن صالون "نادية" متنفس ثقافي مهم بمدينة بونة، يستقبل المبدعين والمثقفين من كل مكان. وتَحوّل إلى فضاء يجمع شتات المُبدعين، سيما أن المثقف في حاجة إلى أن يسمَعَ صوته.
وتجتهد الشاعرة نادية نواصر صاحبة هذا الصالون، وتسعى لحلحلة المشهد الثقافي الراكد، ولكسر الجدران التي تقف عائقا في وجه المبدعين، وهي تملك 27 إصدارا بين الشعر والنقد والرواية وشعر الأطفال، ومن بينها أعمال تُرجمت إلى اللغات الإسبانية والإنجليزية والكردية والإيطالية والأمازيغية والفارسية. وتقول دوما: "ألا يحق لي اليوم بعد أربعةِ عقود من الكتابة، أن أسمي الصالون باسمي مثل مي زيادة، سيما أنني أشعر أنني نضجت فكريا، وصاحبة شخصية مستقلة بإمكانها تحمّل مسؤوليتها تجاه وطنها، وترميم انكسارات سياسية واجتماعية وروحية وإنسانية". كما أشارت إلى أن توافد الرسائل في فترة الجائحة، دليل على اقتناع المثقفين بالاستمرار في نشاطاتها، التي عالجت قضايا فكرية وأدبية وفنية كثيرة، وقدَّمت العديد من المُبدعين في مختلف المجالات، ومنهم غانم حميسي صاحب رواية "الفيضان"، التي رشِّحت لجائزة كتارا العربية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مريم ن
المصدر : www.el-massa.com