الجزائر

حظي بأكبر غلاف مالي تصرفه الدولة على منشأة رياضية منذ الاستقلال



حظي بأكبر غلاف مالي تصرفه الدولة على منشأة رياضية منذ الاستقلال
300 مليون دولار ميزانية الأشغال مع إمكانية تقليص الفاتورةمنصة VIP مزودة بمصعد آلي و كاميرات مراقبة و أكثر من 14 مقصورة من أصل 50 قيد الإنجاز تحقيق و استطلاع : محمد حبيب بن حمادي تصوير: صحراوي ناديةبعد سنتين من الغياب ها هو ملعب 5 جويلية يستعيد نشاطه بعدما احتضن مباراتين وديتين للمنتخب الوطني أمام كل من غينيا و السنغال في حلة جديدة أعطت انطباعا جيدا لدى الأسرة الرياضية التي وقفت على استعادة القطاع الرياضي لمنشأة طالما كانت محل انتقاد و مهازل في كل موعد رياضي كانت الجزائر تحتضنه. لتستعيد الجوهرة بريقها بعد سنتين من إعادة تأهيل شاملة, مست جميع المرافق بمواصفات عالمية، لتقدم لنا وزارتا الشباب و الرياضة و العمران منشأة رياضية قادرة على احتضان أكبر التظاهرات الرياضية ، بعد إلحاح كبير من الحكومة التي حرصت على أن يستعيد ملعب 5 جويلية بريقه باعتباره من أهم المشاريع التي تم تشييدها بعد الاستقلال. وسيبقى 22 سبتمبر من عام 2013 ذكرى سيئة لأنصار اتحاد العاصمة الذين فقدوا مناصرين إثر انهيار مدرج رقم 13 أثناء الداربي العاصمي الذي جمع فريق الاتحاد بمولودية العاصمة، وهي الحادثة التي شهدت تحولا في تاريخ الملعب الذي تم إعادة بنائه في ظرف قياسي بعدما تيقنت الحكومة أن هذه المنشأة بحاجة لإعادة التأهيل ليتم تشكيل خلية أزمة أفضت بضرورة غلق الملعب و عدم تنظيم أي منافسة فيه لغاية تجديده ، و أعقبتها مهزلة لقاء البوسنة و الهرسك التي حملت الحكومة على مباشرة الأشغال بصفة فورية ، ليكون ملعب 5 جويلية نهاية 2016 جاهزا لأي تظاهرة كبيرة وبمواصفات عالمية .الأشغال التي طرأت على ملعب 5 جويلية ,تم تقسيمها على ثلاثة مراحل ؛إذ اقتصرت بداية الأشغال على هدم المدرجات العلوية للملعب و التي تم إسقاطها مع الاحتفاظ بالأعمدة الحاملة للمدرجات ، هذه الأخيرة تم تسليحها بالإسمنت المدعم ، فيما خصصت المرحلة الثانية للأرضية التي لم تستهلك الكثير من الوقت ، إذ في ظرف ستة أشهر أصبح لملعب 5 جويلية أرضية بمواصفات عالمية بل شبيهة بتلك التي ستحتضن أورو 2016 ، ليتم تأجيل المرحلة الثالثة إلى ديسمبر القادم و التي سيتم تخصيصها للجانب التقني أي كل ما يتعلق بالبرمجة الإلكترونية من سكانير إلى كاميرات المراقبة إلى أمور أخرى سنعرج عليها في هذا التحقيق و الاستطلاع الذي أجريناه على هامش المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الغيني في اللقاء الودي الأول الذي انهزم فيه الخضر.2.3 مليار دينار تكلفة إعادة المدرجات العلويةو حتى نقف على مدى جاهزية 5 جويلية على احتضان مباراة رسمية للمنتخب الوطني ، كنا أول الوافدين على الملعب حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية و نصف أي أربع ساعات قبل انطلاق لقاء الجزائر - غينيا أين كان توافد أنصار المنتخب الوطني بوتيرة بطيئة، هذا ما اعتقدناه في بداية الأمر إلا أن الحقيقة كانت عكس ذلك إذ بداية من الساعة الرابعة بدأت المدرجات المغطاة تمتلئ رويدًا رويدًا و بدأت عملية ملء المدرجات غير المغطاة، الملفت للانتباه هي طريقة دخول الأنصار حيث تستغرق عمليات التفتيش لأكثر من دقيقة مما أحدث نوعا من الفوضى و استياء لدى عشاق المنتخب الوطني، رغم أنها عملية روتينية إلا أن الظروف المناخية صاحبتها الأمطار الغزيرة التي زادت من معاناة المناصرين الذين اضطروا إلى الوقوف في طوابير طويلة لدخول الملعب و أخذ أمكنتهم بالمدرجات المخصصة لهم، و التي كانت وجهتنا التالية حيث وقفنا على الأعمال التي شهدتها المدرجات العلوية و التي شهدت حصة الأسد من الأشغال، كيف لا, و عملية إعادة ترتيب المدرجات استغرقت 11 شهرا بتكلفة مالية قدرت ب 2.3 مليار دينار؟ و هي أقل تكلفة تم تخصيصها لهذا المشروع ,بعدما تمكنت الحكومة من إقناع الشركة الصينية التي أنجزت المشروع على تخفيف الفاتورة خصوصًا بعدما تم إدراج شركة جزائرية أخرى قامت بالتنسيق مع نظيرتها الصينية لإعادة بناء و تشييد المدرجات العلوية ، لتباشر الشركتان عملهما . فكما سبق الذكر ,فقد قامت بهدم المدرجات العلوية مع الاحتفاظ بالأعمدة التي تم تسليحها بالإسمنت المدعم بالزلط أي أنه تم وضع أكثر من 2368 خرسانة جديدة "dalle " على مستوى المدرجات العلوية مع إضافة مدرجين جديدين في انتظار أن تشهد هذه المدرجات غطاء كبيرا و ذلك يدخل ضمن المرحلة الثالثة و الرابعة مع نهاية العام الحالي و لغاية مارس 2016 ، لتكون بحول الله المدرجات العلوية كلها مغطاة، و قد شاركت في عملية التخطيط الهندسي شركتان جزائريتان و واحدة فرنسية،14 ألف مقعد و مدرجان جديدان و أعلام فلسطينية بالمدرجات العلويةو فيما يخص المقاعد فقد تم وضع بهذه المدرجات أكثر من 14 ألف كرسي في انتظار ترقيمها مستقبلا. هذه الكراسي التي أعطت حلة جميلة لملعب 5 جويلية نظرًا للألوان التي تم اختيارها بالأخضر و الأحمر و الأبيض لتشكل ألوان العلم الوطني، و هي الصورة التي وقفنا عليها قبل أن نلتحق بمنصة الإعلاميين حيث لفت انتباهنا مناصرين للمنتخب الوطني و هما يحملان الراية الوطنية ملتصقة بالراية الفلسطينية في صورة تعبر عن عمق تعلق الشعب الجزائري و الجيل الحالي بالقضية .و أبينا ألا نغادر حتى نأخذ صورة مع الشابين، لنسلك النفق المؤدي إلى مدخل الإعلاميين . و ككل مرة فإن عملية التفتيش لازمتنا حتى نحن الصحفيين للتأكد من هويتنا، و قد اندهشنا للقاعة الكبيرة الخاصة بالصحفيين التي تم إعادة تأهيلها من أرضية إلى الصرح المؤدي إلى القاعة و محل تجاري خاص لبيع المشروبات و بعض المرطبات. كما وقفنا على عمليات الترميم التي شهدتها دورات المياه و أماكن الصلاة. إلا أن الحال بالمنصة الخاصة بالصحافة المكتوبة أفسدت الصورة التي كانت من قبل، حيث وقفنا على عدة سلبيات ,من أهمها أن الحجرات الخاصة للصحافة المكتوبة كانت تغمرها المياه نتيجة تهاطل الأمطار و كانت قريبة من القاطعات الكهربائية مما يشكل خطورة على الصحفيين، ضف إلى ذلك غياب الانترنت و التي تعتبر من أهم الوسائل التي يستوجب توفيرها للإعلاميين، لأسباب تبقى تقنية حسب القائمين على ملعب 5 جويلية كما كشفه لنا بعض الزملاء الذين أكدوا أن الشركة الصينية التي أعادت تأهيل المنصة وقعت في خطأ تقني جعلها تعجز عن إيجاد العطب الذي من المفترض أن يحل قبل بداية المرحلة الثالثة من الأشغال، لنجبر على استعمال جل الوسائل للاتصال و كذا تغطية مباراة المنتخب الوطني بنظيره الغيني...منصة VIP مزودة بمصعد آلي و كاميرات مراقبة و أكثر من 14 مقصورة من أصل 50 قيد الإنجاز:لكن ساعة المباراة لم تحن بعد , لنستغل الوقت المتبقي , و نقوم بزيارة خاطفة إلى المنصة الشرفية و الخاصة بكبار الشخصيات"VIP"المزودة بمصعد يبدأ من النفق المؤدي إلى القاعة الرسمية مرورًا بالمنصة الرئيسية و ينتهي عند المخرج المؤدي إلى بوابة الوفود الرسمية. و نفس الشيء بالنسبة لأصحاب الدعوات فإن هذا الجناح يتوفر عن نقاط بيع بعض المرطبات و المأكولات لتكون وجهتنا التالية إلى المدرجات المغطاة و المحاذية للمنصة الشرفية، و قبل ولوجنا إليها صادفنا في طريقنا عددا كبيرا من الكاميرات لم نستطع في بداية الأمر إحصاء العدد الموجود ما بين جناح و آخر نظرًا لكثرتها و كذا تنصيبها في مناطق يصعب رؤيتها و ذلك لدواعي أمنية . و هذه الكاميرات كانت ضمن المرحلة الثانية للأشغال رفقة شاشتين كبيرة تتم تنصيبها في منعرج الخاص بالمدرجات غير المغطاة ذو حجم 148 متر مربع ؟ و فيما يخص الكاميرات فقد علمنا أنه تم تنصيب 80 كاميرا مراقبة كمرحلة أولى في انتظار إضافة 220 أخرى مع نهاية الأشغال،و كلها متصلة بحجرة كبيرة تدعى مركز المراقبة مزودة بأحدث الوسائل الإلكترونية تقدم صورة شاملة سواء داخل الملعب أو خارجه، و يحدد كل تحركات الأنصار. و فيما يخص الكاميرات التي سيتم تنصيبها بالمحيط الخارجي للمعلب , فهي مخصصة أيضًا للأجواء التي تعرفها عملية بيع التذاكر و كذا تطل على باقي المركب الذي يتضمن على منشآت رياضية أخرى كلها تعتبر تكملة لمركب محمد بوضياف الذي يعتبر القرية الأولمبية الوحيدة في الجزائر في انتظار الانتهاء من تشييد ثاني مركب بالجزائر ألا و هو الذي قيد الإنجاز ببلقايد بوهران، كما سيتم إنشاء كاميرات موجهة إلى مقصورات أخرى خاصة بكبار الشخصيات و التي تم إنجاز لغاية الآن 14 مقصورة في انتظار الوصول إلى العدد ال50، هذه المقصورات ستكون محجوزة أيضا للضيوف الرسميين في حالة احتضان ملعب 5 جويلية لتظاهرة رياضية دولية.أرضية بعشب طبيعي محلي مقاوم للمناخ و بإشراف جزائري:و بما أن مواجهة غينيا كانت مبرمجة على الساعة السادسة و نصف مساءً ,كان لابد من إشعال الأضواء الكاشفة، والتي تم إشعالها نصف ساعة قبل بداية اللقاء للتأكد من مدى جاهزيتها لاحتضان الحدث، و طبعًا فقد كانت في الموعد حيث زادت من بهاء الصورة. و قد تم إضافة أكثر من 14 عمودا كهربائيا خاصا بالإنارة يقوم بتغطية أرضية الميدان، بما يقارب 1800 مصباح بمواصفات عالمية و من نوع "LED" و هو ما وقفت عليه الفيفا قبل فتح الملعب. كان ذلك شهر سبتمبر الفارط عندما احتضن ملعب 5 جويلية أول لقاء كان في داربي جمع ما بين مولودية العاصمة و نصر حسين داي، رغم أنه في هذه المواجهة وقع عطب صغيرة على مستوى الإنارة ,إلا أن القائمين على الملعب قاموا بتدارك الوضع، و هو ما تأكد من خلال لقاء المنتخب الوطني أمام نظيره الغيني الذي انتهى بفوز هذا الأخير على الخضر. حيث كانت وجهتنا التالية إلى النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس الخاص باللاعبين لإجراء استجوابات مع اللاعبين عن أسباب الهزيمة .و قبل ذلك أخذنا انطباعاتهم حول أرضية ملعب 5 جويلية التي كان إجماع عليها بأن الأرضية المعشوشبة طبيعيًا لا تختلف عن تلك الموجودة بالملاعب الأوروبية. و هو ما أكده لنا الثلاثي محرز و براهيمي و كذا فيغولي، الذي أكد أن الأرضية تشبه كثيرًا تلك الموجودة بملعب "بيرنابيو". و طبعًا كان علينا التحري عن الشركة التي أشرفت على مشروع زرع العشب الطبيعي و غرسه و التي تمثلت في ثلاث شركات وطنية بالتنسيق مع مخبر فرنسي خاص بمعالجة العشب الطبيعي. و كان ذلك ضمن المرحلة الثانية من الأشغال، إذ تمت إعادة فرش وغرس العشب الطبيعي من نوع "ARENA VISION PHILIPS" في مدة لم تتجاوز الستة أشهر. خاصية هذا العشب هي قوة امتصاص المياه ومواجهة أسوء الأحوال الجوية. و فعلاً فقد وقفنا على صلابة الأرضية بعد المباراة الأولى التي لم تتأثر رغم التهاطل الكبير للأمطار، كما أن المضمار المصنوع من مادة " DAPLAST CRM" له نفس الخاصية.المرحلة الثالثة تنطلق في ديسمبر و الولوج لعالم الرقمنة و العصرنة:ملعب 5 جويلية الذي لم تنته به الأشغال سيعرف مرحلة ثالثة تمت تسميتها بمرحلة العصرنة بداية من ديسمبر القادم و لغاية نهاية 2016. إذ ستشهد هذه المرحلة إعادة ترقيم المقاعد بعدما تصبح هناك تذاكر إلكترونية تجنب الأنصار مشقة الوقوف في طوابير أمام نقاط البيع، إضافة إلى ذلك فقاعة المحاضرات و كذا منصة الإعلام هي الأخرى بحاجة إلى تجهيزات متطورة و هو ما كشفه مدير المركب قارة محمد الذي أكد أن الملعب سيعرف أشغالا تتسع لباقي المرافق المحيطة به كالمسبح الأولمبي و القاعة البيضوية إضافة إلى ملعب الغولف و كذا ملعب ألعاب القوى و التي تكون كلها القرية الأولمبية التي تضم ملعب 5 جويلية...300 مليون دولار ميزانية الأشغال مع إمكانية تقليص الفاتورة: أما فيما يخص التكلفة فقد كشف قارة أن الفاتورة حددت ب 300 مليون دولار, إلا أن الحكومة أكدت بأنها توصلت لاتفاق مع الشركات المشرفة على الأشغال لتقليص القيمة المالية، ليستفيد مركب محمد بوضياف من أكبر غلاف مالي أنفقته الدولة على منشأة رياضية منذ الاستقلال ....




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)