يتناول هذا المقال واحد من شعراء الأندلس في القرن الخامس الهجري إنه النجم اللامع والكوكب الساطع في سماء الشعر الأندلسي عبد الله بن الحداد، هذا الشاعر الذي حظي بفضل السبق في طرق موضوع جديد على مسرح الشعر العربي، وفن الغزل تحديدا، حيث عني بالتغزل بالمرأة النصرانية، وقد كان لعبق الحضارة الأندلسية الجميلة أثر كبير في إرساء دعائم هذا اللون الجديد من الغزل الذي ميز الشعر الأندلسي عن غيره، حيث انعكست ملامح هذه الحضارة على النتاج الغزلي لهذا الشاعر فأثرت تأثيرا مباشرا في لغته الشعرية مما جعله يوظف اللغة العقائدية في شعره فيكون دقيقا في إختيار ألفاظه من خلال ولوعه بالأجواء التي توحي بعقيدة هذه المرأة النصرانية، كما يعكس هذا الإتجاه في شعر "ابن الحداد" القيمة الإنسانية التي كانت تحظى بها المرأة النصرانية في المجتمع الأندلسي، وكذا التسامح الديني الكبير الذي ظفر به النصارى في كنف الدولة الإسلامية الأندلسية.
في ظل كل هذا الدفق من القيم والأبعاد التي عني بها هذا اللون من الغزل إلا أنه لم يظفر بالعناية الكافية من قبل الدارسين، سيما في رحاب هذا الشاعر الذي يعتبر الأجدر بالعناية والأولى بالإهتمام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - قـــط نسيمة
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 6, Numéro 1, Pages 141-153 2010-01-01