منذ مطلع عام 2013 والخط البياني لأعمال العنف في العراق يرتفع شهرا بعد آخر، وسط أزمة سياسية خانقة تعصف بالبلد، ودون أن تلوح في الأفق بارقة أمل بوقف طاحونة القتل اليومي التي تحصد أرواح العراقيين.وتيرة أعمال العنف أخذت ترتفع تدريجياً منذ شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، حيث شهد شهر آغسطس/آب ارتفاعا في أعداد الضحايا لتصل إلى 915 قتيلا ومئات الجرحى. وكان الثامن والعشرون من هذا الشهر أكثر الأيام دموية ب 18 انفجارا سقط نتيجتها 98 قتيلا و260 جريحا. أعمال القتل والعنف تصاعدت حتى بدأت معدلاتها تقارب تلك التي بلغتها في سنوات النزاع الطائفي أعوام 2006 و2008، ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من عودة الاقتتال الطائفي في البلاد، داعية القادة العراقيين إلى ضرورة التحرك بجدية لايقاف هذا التدهور الخطير.وجاءت موجة العنف أشد وقعا من ذي قبل بعد هروب أكثر من 500 عنصر من تنظيم "القاعدة" من سجني أبو غريب والتاجي ببغداد في 21 من يوليو/تموز، حيث شهد العراق بعدها عشرات الهجمات الدامية، بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية. وسجل شهر سبتمبر/ أيلول أعلى معدلات العنف في عام 2013 إذ سقط 1220 قتيلا، وجاء يوم 21 ليكون أعنف يوم في العام فقد سقط فيه وحده 107 قتلى وقرابة ال200 جريح. كما سجل شهر أكتوبر/تشرين الأول سقوط ما لايقل عن 1095 عراقياً ما بين مدني وعسكري نتيجة الإرهاب.جدير بالذكر أن الأزمة السياسية وحالة عدم الثقة الموجودة بين الكتل الرئيسية، وسعي كل كتلة للحصول على امتيازات فئوية على حساب الكتل الأخرى، وغياب المصلحة الوطنية للبلد، ألقت بظلالها على الوضع الأمني الذي استغلته الجماعات المسلحة لتنفيذ هجمات قاتلة، حملت غالبيتها طابعا طائفيا، واستهدفت كل أوجه الحياة لتعميق الجرح العراقي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : اليوم
المصدر : www.elkhabar.com