حسني أيها الحلم الوردي الجميل، في مدينة وهران ذاع صيتك، وفي حي شعبي متواضع تنفس الرجاء ،فتحت عيناك ذات يوم من أيام شهر فبراير، المعروف ببرودة طقسه، وقساوته وسميت على بركة الله " حسني " .. كبرت ، وكبر معك ذلك الحلم ، صبي رقيق حالم ، يبحث عن العطف والحنان.. طفل فقير ..حياته الطفولية جلها أمنيات ..سعادة نصفها أحلام يقظة، كبر مع الحرمان ليصير فتى يافعا، عشق رياضة كرة القدم، لعبها بشغف في ملعب حومته الوهمي، التحق بجمعية وهران، لكن القدر كتب له الشهرة والنجومية من خلال أغنية الراي .. وهنا فقط عرف ذلك الحلم الذي طالما سكن أعماق نفسه، طريقه إلى التحرر و التحقق فعليا، عبر بصوته العذب، الرومانسي الجميل، عن مشاعره الصادقة، مستعينا بصديقه و خليله الميكروفون، ازداد حلمه في البروز أكثر و أكثر، فوصل صوته إلى كل العالم ، ليضع القدر في طريقه امرأة، غيّرت مجرى حياته و كانت نقطة التحول فيها .. إنها " ملوكة " الجميلة ، التي سلبته من أول وهلة ، فقرر أن الإعتراف لها بكل ذلك الحب، فغنى لها " بغيت الشيرة اللي بغاها قلبي" ، وغيرها من الأغاني التي وجهها لوالديه لأنهم رفضوا ملوكة، هذه الأخيرة التي دخلت بيته المتواضع الصغير ولأن المشاكل تفاقمت قررت زوجته الرحيل و أخذ ابنهما عبد الله لتوقع شهادة وفاة حبهما ، و تهجره قلبا طالما أحبها و احتضنها داخله ، أيعقل أن قصة حب جميلة تنتهي هكذا ، و أن الحب ينتهي هكذا بكل هذه المهانة ؟ ، فبكى حسني وغنى " ما ظنيتش نتفارقوا .. ظل حسني ينقل كل هذه الهموم و المشاكل إلى جمهوره عبر كلماته ..و شيئا فشيئا بدأ الحلم الجميل يتلاشى، فمع شعبية حسني و تهافت الجمهور عليه ، كان له أعداء له و لفنه يترصدون كل خطواته خطوة خطوة ، ليلفظ أنفاسه الأخيرة يوم 29 سبتمبر 1994 ،...وكانت النهاية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الوافي مختار سيق
المصدر : www.eldjoumhouria.dz