الجزائر

حسان يبدة “ أمام جمهور كهذا لا نملك أي خيار سوى تحقيق الانتصار”



حسان يبدة               “ أمام جمهور كهذا لا نملك أي خيار سوى تحقيق الانتصار”
ما هي انطباعاتك الأولية بعد اكتشافك لعنابة؟ الحقيقة أنني شخصيا لم أكن أتوقع بأننا سنجد في انتظارنا هذا الجمهور القياسي، لأننا لم نسجل نتائج إيجابية في اللقاءين السابقين من التصفيات، ومع ذلك فقد كان الجمهور الجزائري في الموعد، وقدم لنا صورة واضحة عن تعلقه الكبير بالمنتخب والألوان الوطنية  لأننا وعند وصولنا إلى البوابة الرئيسية لملعب شابو وجدنا الآلاف من المناصرين مصطفين خارج أسوار الملعب لم يتمكنوا من الظفر بمكان في المدرجات، الأمر الذي جعلنا نعتقد أننا سنلعب المقابلة ضد المغرب، إذ أننا لم نكن نتوقع بأن نتدرب أمام جمهور قياسي، فضلا عن الأجواء الكبيرة التي صنعها الأنصار، فالألعاب النارية والحراسة الأمنية المشددة وإقدام العشرات من “الفضوليين” على القفز على السياج واقتحام أرضية الميدان للتواجد على مقربة من اللاعبين صور نادرا ما نشاهدها، وقد ذكرتني بما يحدث في أكبر ملاعب إيطاليا، خاصة بمدينتي ميلانو وروما، لأن دخولنا إلى الميدان قابله المناصرون بتجاوب منقطع النظير، وهي لحظات تاريخية بالنسبة لي.ألا تخشى أن يزيد التفاف الأنصار من زيادة الضغط عليكم؟كلا... بل إن الحفاوة الكبيرة التي استقبلنا بها الجمهور في عنابة ستساعدنا على التخلص من الضغط النفسي الذي عشنا على وقعه لفترة طويلة، لأننا لم نفز منذ أكثر من سنة في مقابلة رسمية، ووضعيتنا الراهنة في سلم ترتيب المجموعة الرابعة تجبرنا على الفوز مهما كانت الظروف، وقد أحسسنا في وقت سابق بأن المسؤولية ستكون ثقيلة على كاهلنا نحن اللاعبين، لكن وعندما وجدنا هذا الجمهور المميز إلى جانبنا تأكدنا بأننا لن نكون بمفردنا يوم المقابلة.وماذا عن جاهزيتك لمباراة الأحد؟كما يعلم الجميع فإنني أتواجد في “فورمة” عالية مع فريق نابولي، وقد استعدت مكانتي كأساسي في التشكيلة، وأكبر هاجس يخشاه اللاعب عند تلقيه الدعوة للمشاركة مع منتخب بلاده في مقابلة رسمية التأثر بإصابة أو نقص المنافسة، لكنني والحمد لله جاهز من جميع الجوانب لتقديم أفضل ما لدي من أجل المساهمة في عودة المنتخب إلى الواجهة والفوز على المغرب أو أي منافس آخر، لأننا مطالبون بالظفر بالنقاط الثلاث مهما كانت قوة الخصم، وبعد الاستقبال الكبير الذي حظينا به، فالأكيد أن كل العناصر الوطنية ستبدي استعدادا كبيرا لخوض هذه المواجهة وبذل قصارى الجهود لتحقيق الهدف المنشود لرد جميل هؤلاء الأنصار الأوفياء.وماذا تعرف عن المنافس؟في مثل هذه الظروف لا تهم قوة المنافس وثراء تعداده، لأننا وكما سبق وأن قلت نجيد محاورة المنتخبات الكبيرة، ونحن منتخب اللحظات الحاسمة والحرجة، ونستمد الثقة في النفس والإمكانيات من المباراة الفاصلة ضد مصر بالسودان، وكذا لقاء ربع النهائي في “الكان” كوت ديفوار، إضافة إلى المقابلة البطولية التي قدمناها في مونديال جنوب إفريقيا ضد إنجلترا، حيث كان لزاما علينا تفادي الهزيمة لتجنب الإقصاء المبكر، وهي مراحل مختلفة تجعلنا لا نفكر في المنافس بقدر ما نحصر انشغالنا في ضرورة التواجد على أهبة الاستعداد من جميع الجوانب، لأننا على دراية مسبقة بأن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب مغربي لا أعرف منه سوى الركائز الأساسية أمثال حسين خرجة الذي ينشط في إيطاليا ولم يسبق لي التحدث معه وكذا مروان الشماخ، لكنني شخصيا أعتبر الجانب البدني المفتاح الأساسي في هذه المقابلة، لأن التحضير الجيد من الناحية البدنية يكتسي أهمية بالغة، وكل منتخب سيظهر استعداده لكي يكون الأكثر سيطرة على الكرة مادام المستوى متقارب، وطريقة اللعب متشابهة إلى حد بعيد، بالاعتماد على المهارات الفردية العالية، فضلا عن كون الاستعداد البسيكولوجي له تأثير كبير على فيزيونومية اللقاء، لذا فإننا بحاجة إلى دعم أنصارنا في اللحظات الصعبة من المواجهة.وماذا عن قرار اختيار ملعب عنابة لاحتضان هذه المباراة؟صدقوني إذا قلت لكم بأنني لم أتصور إطلاقا تجاوبا كبيرا بهذه الدرجة مع المنتخب، لكن الأنصار الجزائريين برهنوا في العديد من المناسبات بأن علاقتهم بكرة القدم ومنتخبهم وطيدة ولا يمكن أن تتأثر بالنتائج، وعليه فإننا ومهما لعبنا في أي شبر من التراب الوطني سنحظى دوما باستقبال الأبطال، وهو شرف كبير لنا. كما أنها المرة الأولى التي أزور فيها مدينة عنابة، وقد حدثني بعض الزملاء عن الدعم الجماهيري الكبير الذي سنحظى به من طرف 60 ألف مناصر، ونحن متعودون على هذه الأجواء في إيطاليا، وكل أملي هو أن نكون في مستوى الثقة الموضوعة فينا لتحقيق الفوز وصنع فرحة كل الجزائريين، لأننا لا يمكننا أن نقصى أمام جمهورنا في منتصف المرحلة التصفوية.باسم زغدي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)