الجزائر

حرية .. بلا تعبير



حرية .. بلا تعبير
أقيمت المأدبات، ونصبت الموائد، ودعي الأكلة إلى قصعهم، قال قائل: بأي مناسبة هذا؟ فاستغرب الجمع المنهمك في لحس القصع: ألا تعلم يا هذا انه اليوم العالمي لحرية التعبير… فسال الرجل مجددا وفي الجزائر هل هناك حرية التعبير؟ثارت ثائرة احدهم، يبدو انه من أصحاب المعالي: ألا ترى عدد الصحف اليومية والدوريات وعدد القنوات الخاصة التي تتكلم ليلا نهارا؟ اسأل هؤلاء أنهم صحفيين: يخبرونك عن تمتعهم بحرية الكلمة، الكتابة، الرأي…سال الرجل مجددا، لكن يبدو أن هذه المرة سؤاله بدا أكثر إزعاجا: وهل تتحرك السلطة أو تسمع أو تقرا، تنزعج أو تبتهج لما يقوله الصحفيون؟يرد الرجل المحاط بشلة من الناهمين: السلطة لها مسؤوليات اكبر من أن تهتم لما يكتب أو تجلس أمام التلفاز، دعك من هذا يا رجل وكل مما بين يديك ولا تفسد علينا فرحة الاحتفال بالحرية التي ننعم بها.سكت الرجل بعد أن فهم، أن الاحتفال مجرد تقليد دأب عليه علية القوم للتسويق وليس للتقييم، لإيهام الناس أننا أحرار في زمن الحصار، وللتأكيد على قاعدة ذهبية حفظتها السلطة وأتباعها عن ظهر قلب:" قولوا ما شئتم ونحن نفعل ما نريد".حرية التعبير للتوضيح، لا تقتصر على الصحافة، وليست ملك للصحفيين، أنها قضية مجتمع، قضية المناضلين، ولهذا اعتقد انه على الجميع، أفرادا وجمعيات، أحزابا ومؤسسات، أن يتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن حرية التعبير قولا وممارسة، وليس الإلقاء بها إلى رجال الصحافة والإعلام.. وبعد ذلك نبدأ في الاحتفال المؤجل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)