الشعر رؤيا استباق واستشراف، إنّه الهامٌ روحيّ تفيض به النفس المبدعة، فهو بهذا المعنى ومضة فكريّة تضيء بقدر ما تقبض لحظة انبثاقها على حقيقة "ما "، وهذه الحقيقة تختزنها اللغة في رموز و إشارات تستتر وراء علاقات لغوية متماسكة في بنية نصية تنبض بروحية اللحظة الإبداعية التي لا يمكن القبض عليها، فهي إذ تمنح هيكلها الشعريّ خصوصيته وهويته، تهبه، في الوقت عينه، حرية الانعتاق من سلطة كهنة الفن وخزنة علوم النقد.
يمكن القول إن مشكلة المبدعة العربيّة ترسخها سلطتان، سلطة الموروث الذكوري القابضة على وسائل النشر والإعلان والإعلام، وسلطة الموروث الأنثوي المغيّبة طاقات المرأة وراء عواطفها واستسلامها و انبهارها بالمظاهر والبروز الذي غيّب إبداعها الحقيقيّ في أساليب مبتذلة تضمن بها موقعًا لا يليق بأنوثتها وإنسانيتها.
لا إبداع من دون حضور فكريّ وثقافيّ وإنسانيّ يتكامل فيه صوت المرأة والرجل في خلق سمفونية الحياة بعيدًا عن التجنيس والتصنيف والتمييز، وهذا ما أثبته بقاء إبداعات المرأة الجزائرية واللبنانيّة و التونسية و المغربيّة والسورية والعراقيّة، هذه الإبداعات التي فرضت نفسها بذرة حياة على الرغم من رياح التغيير وعواصف الإلغاء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/03/2011
مضاف من طرف : poesiealgerie
صاحب المقال : DR.Maha Kheir Bek / د . مها خير بك ناصر أستاذة النحو و الصرف و النقد الحديث - Université du Liban الجامعة اللبنانية
المصدر : ملتقى دولي حول " الشعر النسوي بتلمسان" خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية