الجزائر

حرق بيوت مناضلات.. نذير شؤم؟!



حرق بيوت مناضلات.. نذير شؤم؟!
هل من الصدفة أن يتعرض للحرق بيتا كل من المعارضتين السيدة أميرة بوراوي، مناضلة حركة بركات، والسيدة زبيدة عسول، المحامية ورئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، في ظرف يومين؟!أميرة بوراوي كتبت على حسابها على الفايسبوك تلوم الحماية المدنية التي لم تحضر إلا بعد ساعة ونصف، ما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة ببيتها، أما زبيدة فيبدو أن منزلها تعرض إلى السرقة قبل أن يحرق ويستهدف الحريق خاصة الوثائق المتعلقة بالحزب.الصور المنشورة على الفايس بوك للحادثتين تظهر مدى الضرر الذي لحق ببيتي السيدتين، لكنهما بقيتا حذرتين، ولم توجهن أصابع الاتهام إلى أية جهة، وتنتظران نتائج التحقيقات. ولكن هذا لا يمنع من طرح التساؤل، خاصة وأن السيدتين معروفتان بمواقفهما من الوضع الحالي للبلاد، ومن التيار الإسلامي، وانتقدتا حمداش عبر الفضائيات بقوة ودون مواربة؟!أتمنى أن يكون الحادثان المؤسفان مجرد شرارة كهربائية، لأننا لا نريد الدخول من جديد في مرحلة من القلق والخوف على مصير البلاد، وألا يكون هناك مخطط ظلامي حقير لتكميم الأفواه، وألا يكون هذا إنذارا لبعض الأصوات التي رفضت السكوت على الفساد وتقف في وجه المشروع الظلامي الذي يهدد المجتمع والبلاد.لا أتمنى قلت أن يكون الحادثان بفعل فاعل، وإنذارا لدخول البلاد مرحلة جديدة من الرعب، فيكفي الوضع الأمني المتردي الذي تعرفه المنطقة، ويكفي حزام النار الذي يحيط بالبلاد ويهدد بتفجيرها في أية لحظة، فليس من مصلحة أحد زعزعة الوضع الداخلي، فأي انزلاق قد يدخلنا في جحيم سينسينا جحيم التسعينيات.لا أحد من مصلحته إشعال فتيل الفتنة الآن، والإسلاميون أنفسهم لن يكونوا في مأمن في حال انفجر الوضع الداخلي. ووضعنا الإقليمي حاليا هش بسبب كل الأخطار المحدقة بنا على طول الحدود الجزائرية من المغرب إلى تونس، حيث تتمركز الجماعات الإرهابية ولم تخف أبدا تهديدها للجزائر.للأسف تأتي مثل هذه الأحداث المؤلمة عشية “احتفال” البلاد بالعيد ال53 للاستقلال، هذا العيد الذي يحل علينا هذه السنة والبلاد تمر بظروف صعبة، وأزمة اقتصادية تلوح في الأفق، وركود سياسي مريب، وكأن ذكرى الاستقلال لم تعد تعني أحدا، فعكس البهرجة التي طبعت الذكرى الخمسين وما صرف خلالها من ملايير على المهرجانات والحفلات، تم الذكرى هذه السنة مرور الكرام، باستثناء حفلات الترقيات في صفوف الجيش.ربما سياسة التقشف طبقت على الذكرى، فهناك الكثيرون الذين يزعجهم حلول يوم كهذا، يعكر صفو حياتهم ويذكرهم بتاريخ ذويهم!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)