الجزائر

حرفة حياكة الألبسة الصوفية بالبليدة تسجل إقبالا خلال الشتاء



لاتزل المرأة البليدية متمسكة ببعض الصناعات التقليدية، وتحاول حث الأبناء على تعلمها للحفاظ عليها حتى لا تزول. ومن بين هذه الصناعات التي تراجعت بشكل ملفت للانتباه، حياكة الصوف بالنظر إلى اكتساح الألبسة الصوفية الجاهزة المعَدّة بالماكينة، الأسواقَ. غير أن هذا لم يمنع بعض النساء الماكثات بالبيوت من التمسك بحرفتهن، وهو ما يعكسه تواجد بعض القطع الصوفية المصنوعة باليد، بالأسواق الشعبية، وبعض المعارض التي تنظمها غرفة الصناعات التقليدية خاصة تلك الموجهة للأطفال الصغار، أو ما يسمى جهاز الرضيع.المتجول في السوق الشعبي بقلب مدينة الورود، تقابله بعض الألبسة الصوفية التي تباع في بعض المحلات العريقة أو على الطاولات؛ حيث نجدها تتباين بين القفازات والأوشحة والجوارب، وحتى بعض الألبسة الموجهة للأطفال الرضع من حديثي الولادة أو ما يسمى "جهاز الرضيع" ، المكونة من كنزة صوفية وسروال وجورب وقبعة، تتباين ألوانها بين الوردي والأزرق، وكذا بعض الكنزات الصوفية الموجهة للكبار والأوشحة. ومع هذا فإن الإقبال على شرائها محتشم، حسب بعض الباعة. وينحصر في النساء الكبيرات في السن، اللواتي يعرفن قيمة هذه الصنعة، فيما تختار أخريات اقتناءها من أجل إهدائها، خاصة تلك الموجهة للرضع.
وحسب الحرفية نعيمة دودوش مختصة في صناعة كل ما هو تقليدي بليدي، فإن حياكة الصوف على مستوى ولاية البليدة، لم تندثر مطلقا رغم تسجيلها تراجعا في الأسواق؛ لكون عملية بيعها تحتاج إلى الصبر عليها، لاسيما أنها من الحرف التي قلّما تجد من يعرف قيمتها أمام المنافسة الكبيرة للسلع المصنّعة. وأوضحت المتحدثة أن الحنين يشد الكثير من النسوة، اللواتي يتجولن في الأسواق؛ من أجل شراء ما تقوم الحرفيات بحياكته بالمنازل، خاصة ما تعلق منها بجهاز الرضيع، وبعض القطع الصوفية مثل الأوشحة والقفازات ". وحسبها، فإن قلة الطلب عليها جعلهم يفضلون العمل بالمنازل بناء على الطلب، و بالاعتماد على الترويج لما يصنعونه، بمواقع التواصل الاجتماعي، التي لعبت دورا كبيرا في إعادة إحياء صنعة حياكة الصوف بالنظر إلى الطلبيات التي يتم تسجيلها، لا سيما في ما يخص جهاز الرضيع "، مؤكدة أن ذلك راجع لكون جهاز الرضيع الذي يحاك بالصوف وبطريقة يدوية، يظل أحسن بكثير من ذلك الذي يُعد بالماكينة؛ من أجل هذا تميل النسوة إلى اختياره كهدية، فضلا عن قيمته المعنوية؛ إذ يحاك باليد" .
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أن الكثير من النساء الماكثات بالبيوت على مستوى ولاية البليدة، عدن بقوة إلى حياكة الصوف في المنازل، والبيع عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأنشأن ما يسمى بالمؤسسات المصغرة. وأكثر من هذا، فبعض النماذج القديمة التي كانت في ما مضى منتشرة، عدن لحياكتها؛ مثل "الشال" و "الجيلي" المزيَّن ببعض الغرز القديمة والأزهار التي يتم أيضا، حياكتها بالصوف" ، مشيرة إلى أن مثل هذه الألبسة الصوفية التي تحاك باليد، يكثر عليها الطلب بولاية البليدة، خاصة في موسم الشتاء؛ تقول :" حيث نتلقى طلبيات لحياكة الشال بأحجام مختلفة، وكذا الجوارب الصوفية " ، لافتة إلى أن مثل هذه الصناعات التقليدية لم تحظ باهتمام التجار الذين لا يحبون المتاجرة فيها؛ من أجل هذا توجهنا إلى منصات التواصل الاجتماعي، التي لعبت دورا كبيرا في إعادة إحياء هذه الحرفة اليدوية، إلى جانب التعاقد مع بعض المحلات المتواجدة في الأسواق الشعبية التي تبيع بعض الأنواع التي تسجل طلبا عليها؛ مثل "البليطات "و "التفريشة " الخاصة بالرضع" وغيرها، مؤكدة في السياق أنها عندما تتلقى طلبيات كبيرة لتحضير بعض القطع الصوفية، توزع العمل على بعض النساء، اللواتي يحكن الصوف من أجل تجهيز الطلبيات في وقت قصير مقابل الحصول على أجر. وتختم الحرفية نعيمة حديثها بالقول: " بهذه الطريقة سعيت إلى إعادة إحياء هذه الحرفة، التي تسجل عزوفا من طرف بنات اليوم، عن تعلمها " .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)