هدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة بإخضاعهم لمجلس علمي في حالة ثبوت تورطهم في الدعاية لأحزابهم والتشكيلات السياسية التي ينتمون إليها، وطالبهم بالاكتفاء “بالتخندق” تحت راية أحزابهم دون الجهر بذلك.
أوضح الوزير خلال إشرافه، أمس، على لقاء تقييمي جمعه مع المدراء الولائيين أن الأئمة مطالبون بعدم الدعاية إلى انتماءاتهم السياسية وعدم الجهر بها، مشيرا إلى أن مصالحه ستعمل على “إنذارهم أولا ثم استدعائهم إلى المجلس العلمي، وإن أصروا على فعلتهم، عندها ستتم معاقبتهم بالطريقة التي نراها مناسبة”، معتبرا أن الأمر مناف ووظيفة الإمام المنوطة به. واعتبر غلام الله أن دور المسجد هو توحيد صفوف الأمة لا تفريقها، خاصة وأن “من يقف على منابر بيوت الله، مسؤولون على الوضع الداخلي للبلاد” داعيا الجزائريين إلى الاجتماع على كلمة واحدة. وتحدث المسؤول الأول عن الوزارة عن دور الإمام في المجتمع، مشيدا بالمكانة التي أصبح المسجد يلعبها اليوم، خاصة إطفاء نار الفتنة في عدة مناسبات، أولها أحداث الزيت والسكر التي عرفتها الجزائر السنة الفارطة ووصف الأمر “بمقاومة شديدة بدأها الأئمة تجاه محاولات الدس وتفرقة الصفوف” بل أن الإمام، حسبه، “أصبح اليوم يقاوم الفتنة”. وأضاف أن “تلك اليقظة أيضا أثمرت خلال ما أصبح يصطلح على تسميته بأزمة الثلوج أين ساهم المسجد كثيرا في الحض على التعاون والتآزر”. من جهة أخرى، برر الوزير عدم ركوب الجزائريين موجة الربيع العربي إلى الدور الكبير للمسجد الذي عمل على إيصال فكرة أن هذا الأمر لا صلة له بالعروبة. وفي سياق آخر، كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله أن موسم الحج للسنة الجارية سيعرف تحسينات إضافية لعمل البعثة من خلال تحديد مهام كل عضو من أعضاء هذه الأخيرة عن طريق تحميل مرشد وهو عبارة عن كتيب فيه كل مهام ذلك العضو من إسكان الحجاج أو استقبالهم، وسيتم العمل لأول مرة في إطار تحسين خدمات الحج في المملكة العربية السعودية التي أثنت على دور البعثة الجزائرية الموسم الماضي.
وقال الوزير إن الغرض من لقاء المدراء هو الإرشاد، مشيرا إلى أن كل إمام يتعرض لإهانة يكتب شكواه في موقع الوزارة الذي يطلع هو عليه شخصيا، وأوضح أن الوزارة خصصت مفتشين على المستوى الوطني لزيارة الولايات والإطلاع على أي أمر يخص القطاع، خاصة ملف الأئمة ومن ثم نقل التقرير وعرضه على الوزير قبل شهر رمضان. وفي سياق متصل، تطرق غلام الله إلى الوضعية الاجتماعية لبعض الأئمة الذين لم يتحصلوا على أجورهم منذ شهر ديسمبر الماضي، معتبرا الأمر “ عيب كبير” وقال إنه رغم هذا “فهم لم يخرجوا في احتجاجات أمام المديريات الولائية، بل واصلوا عملهم على عكس كل القطاعات في الجزائر السنة الماضية.
حسيبة بولجنت
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com