خرج آلاف السوريين في العديد من المدن والقرى السورية أمس للتظاهر والتنديد بالممارسات القمعية للنظام السوري مطالبين برحيله، فيما اتفق على تسميته ''جمعة معتقلي الثوار''، حيث أكدت المعارضة أن عشرات المعتقلين لا يزالون قابعين في سجون المراكز الأمنية، وهو ما أكده بيان صادر عن مجموعة من المعتقلين في سجن بمدينة حمص.
وقد أكدت هيئة الثورة السورية التي وزعت بيان المعتقلين أن ''ادعاءات الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين الذين سجنوا بسبب خروجهم في مظاهرات مناهضة للنظام عارية من الصحة، مع تأكيد استمرار حملة الاعتقالات لكل المعارضين للنظام.
من جانب آخر كشفت هيئة الثورة السورية نقلا عن ناشطين سياسيين في العديد من المدن السورية مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا في غضون المظاهرات التي عرفتها هذه المدن بالأمس، غالبيتهم في مدينتي حمص وإدلب.
في هذه الأثناء اتجه وفد عن المجلس الوطني السوري المعارض بقيادة رئيسه برهان غليون إلى القاهرة لتسليم تقرير المجلس للجامعة العربية حول انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان، في إشارة إلى عزم المجلس الوطني السوري تجديد طلب إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي، إلى جانب العمل على إحالة ملف الأزمة السورية على مجلس الأمن ليقرر التدخل الأجنبي الذي تطالب به المعارضة. وقد اعتبر برهان غليون في حديثه للصحافة أمس أن هذه الإجراءات حتمية لوقف إراقة الدماء في حق المدنيين.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي استمعت فيه، وعلى مدار يومين، الجامعة العربية إلى نتائج تقرير بعثة المراقبين إلى سوريا، قبل الاجتماع المقرر غدا، لتحديد مصير البعثة. وبهذا الخصوص كشفت مصادر دبلوماسية من الجامعة العربية أن هذه الأخيرة تتجه نحو تمديد مهلة مهام البعثة، في إشارة إلى تصريحات الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، الذي صرح في حوار صحفي لوكالة أنباء ''رويترز'' بأن الأوضاع في سوريا باتت على وشك نشوب حرب أهلية ''أتخوف من حرب أهلية والأحداث التي نراها ونسمع عنها الآن يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية وليس هذا في صالح الشعب السوري ولا في صالح الدول العربية''، مشيرا في سياق حديثه إلى أن الجامعة ستستمر في بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى حل سلمي في أطار الجامعة وبعيدا عن التدويل الذي قال إنه غير ممكن في ظل الظروف الراهنة.
وبالموازاة مع هذا الموقف العربي، جددت فرنسا موقفها المطالب للرئيس بشار الأسد بالتنحي عن الحكم، حيث جدد الرئيس نيكولا ساركوزي تأكيده على أن بلاده ''لن تظل صامتة في وجه القمع بسوريا''، معتبرا أن ذلك من شأنه فتح المجال أمام صعود المتشددين والمتطرفين بكل أنواعهم، فيما اعتبر وزير الخارجية آلان جوبيه أن ''إرسال قوات عسكرية عربية إلى سوريا أمر مستبعد في الوقت الحالي''، مضيفا أن بلاده ستواصل في حث المعارضة السورية على توحيد صفوفها وتنظيم هياكلها من أجل القدرة على دعمها''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/01/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: سامية بلقاضي
المصدر : www.elkhabar.com