في بلاد كل شيء «منكر» بعد ممكن، تقاطعت الطبقة السياسة على مختلف «محالبها» السياسية في فعل التخوين الإقصاء لكل من يخرج عن طاعة الزعيم المفدى، فمن الإسلاميين إلى الوطنيين فالديمقراطيين، فإن سيف الجلاد واحد، ومن يخرج عن الصف ينتهي إلى التصفية، وحجة القصاص في حق المغرد خارج السرب أن الحزب بعد الزعيم فوق كل اعتبار..
كريم طابو الأفافاس يُجمد نشاطه من الحزب ويتعرض لعقوبات قد تؤدي لإقصائه من حزب كان سكرتيره العام وذلك على خلفية انتقاده تقاضي الحزب كرسيين برلمانيين ليسا من حقه. وزعيمة حزب العمال تعلن ثورتها ضد الشيخ جاب الله، مستعملة عادتها القديمة في العين بالعين والسن بالسن، وذلك في رد منها على اتهام من جاب الله بأنها تقاضت «هدية» من السلطة في مقاطعات انتخابية لم تطعن في نتائجها أصلا..
وفي كلتا الحالتين. حالة طابو وحالة حنون، فإن الديمقراطية المتجنى عليها كانت تقضي بالنسبة للأول أن يدحض الأفافاس بالدليل ادعاءات طابو بأن يثبت لمناضليه أن كرسي ولاية «البرج» نالهما بعرقه، وهو حال حنون بأن تظهر لجاب الله ولمناضليها أدلة طعنها في الأماكن التي أشار إليها الشيخ، لكن كل ذلك لم يحدث، وما حدث أن الأفافاس أقصى طابو. أما حنون فإنها ردت على تهمة جاب الله باتهامه بأنه كذلك تفاوض مع أطراف ما هددت بكشفها. وفي كل «الأهوال» فإن جميعهم متفاوضون ومتغاضون عن الديمقراطية التي تفرض رد التهم أولا، ثم معاقبة المتهم أخيرا، أما بهذا الشكل فإن الصورة العامة لجميعهم عنوانها الوحيد «كل واحد أدا سهمو»، فما فائدة الاغتسال في مياه راكدة؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أسامة وحيد
المصدر : www.elbilad.net