الجزائر

حتى لا تتعارفوا ولا تتشاوروا الجدير بالذكر



حتى لا تتعارفوا ولا تتشاوروا                                    الجدير بالذكر
اللغة هي مشترك وطني. الذين يريدون العيش معا والعمل معا لإنتاج ما يحتاجونة في الحاضر وما سيلزمهم مستقبلا، يتفقون على لغة مشتركة ويرفعونها إلى مقام اللغة الوطنية. يكتبون بواسطتها حولياتهم وتاريخهم ونتاجهم الأدبي والفكري.
ولكن ما تشهده البلاد العربية، أو قل بلاد العالم الثالث بوجه عام، هو تفكيك المشتركات الوطنية والثقافية. خذ إليك مثل الاتحاد الأوروبي. الأوروبيون يؤسسون لهوية أوروبية. إذ يعتقدون أن باستطاعتهم التقريب بين ثقافاتهم ولغاتهم رغم الاختلافات الظاهرة والبارزة بينها. وهم بذلك يقدمون الدليل على أن الوحدة أو الاتحاد يمكن أن يصنع أو يبنى، واللغة هي إحدى ركائز دعائمه الأساسية.
وبالمقابل فإنك تلاحظ التفكك والتلاشي في ديار العرب. وأعراض هذا كثيرة. ابتداء من القضية الفلسطينية، إذ قيل للعرب أن هذه القضية تخص الفلسطينيين وحدهم. ترجم هذا بأن الإسرائيليين ليسوا أعداء اللبنانيين والسوريين والمصريين والأردنيين... إلخ، فهم أعداء الفلسطينيين فقط... مرحبا بالتطبيع إذن. فطبعوا العلاقات مع المستعمر الإسرائيلي.. الاستعمار ليس مدانا في زمان أمراء النفط.
ثم عملوا على إلغاء مشترك آخر هو الدين. فأخرجوا الوهابية من القمقم، وراحت جماعاتها تقتل هنا وتذبح هناك، وتدك المساجد التي يؤمها "المكفرون". بمعنى آخر، تحاول الوهابية مصادرة الدين واستخدامه لمصالحها. أتذكر الصورة التي يظهر فيها شيخ الأزهر ويده بيد الزعيم الصهيوني بيريز.
وأخيرا كما ظهر جليا في ليبيا، ثم في سوريا، وقبل ذلك في العراق.. أسقطوا المشروع العروبي، كمشترك بين شعوب متجاورة تجمع بينها عوامل كثيرة تسهل التعاون والتكامل الإقتصادي. لقد قاموا بتغطية غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، وصفقوا لتدخل حلف الناتو في ليبيا وقالوا "انتصرت الثورة والشريعة في ليبيا". وتراهم، منذ أشهر يرسلون ممثليهم إلى عواصم الغرب، وإلى مجلس الأمن يسألونهم تدمير سوريا، واغتيال العروبة "لكي تنتصر ثورتهم مرة ثانية".
تحية لك، وشكرا على الأفكار التي تطرحها من وقت إلى آخر فتدعونا إلى التفكر.
عماد سالم درويش
بل تحياتي لك أخ عماد على محاولة ملامسة الجرح.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)