الجزائر

حب سامية لعملها هوّن الصعاب في وجهها دخلت مجال الاستشارة التربوية لمساعدة صغار الصم



حب سامية لعملها هوّن الصعاب في وجهها                                    دخلت مجال الاستشارة التربوية لمساعدة صغار الصم
رأت في نفسها بأنها إنسانة واعدة وطموحة ولها تطلعات مستقبلية مميزة، واعتبرت صاحبة قدرات وكفاءات عالية، حتى سارت على الدرب وحققت الكثير من النجاحات والإنجازات التي كانت تصبو إليها، وعادت عليها بالفوائد السامية، ولم تستسلم أمام الواقع بل تحدت كل الصعاب بقوتها وإرادتها وثقتها العالية بنفسها دون أي استسلام، وذلك بفضل قوة شخصيتها.
إنها المستشارة التربوية للتلاميذ الصم سامية هلالي، كانت تنوي منذ صغرها خوض مجال تصميم الأزياء وبسبب عدم تواصلها مع المستشارة التربوية عندما كانت طفلة دعمت فكرة دراسة موضوع الاستشارة، وبعد تفكير عميق رأت أن هنالك حاجة ماسة لمساعدة الصم في المدارس في المراحل المتعددة، الأمر الذي جعلها تدرس الاستشارة.
اختيارها جاء نتيجة تجربة شخصية
لم يكن توجه سامية لمجال الاستشارة التربوية لهذه الفئة بالذات بمحض الصدفة، فقد كانت أعز رفيقاتها منذ الطفولة صماء ولما واجهت هذه الأخيرة العديد من المضايقات وبسبب انزعاجها من كثرة الاستهتار برفيقتها التي كانت تخجل التحدث بلغة الإشارة، قررت سامية أن تتجه في دراستها وعملها للاستشارة التي لاحظت كذلك التهميش الكبير الذي يلاقيه هؤلاء الصغار في هذا المجال.
قالت خلال حديثها معنا، لا يعقل أن يتم تهميش الصم وعدم إيجاد أطر مناسبة لهم، لأنهم جزء من المجتمع ومن حقهم التقدم في حياتهم الاجتماعية والمستقبلية لا أن ينحصروا داخل قوقعة فارغة.
واقع الصغار الصم يؤرقها
لا تجد سامية هلالي أنه من الصعب التعامل مع الأطفال من خلال الإشارات، ومن جانب آخر لا تنفي سامية الصعوبة التي يواجهها الكثير من المعلمين في كيفية التعامل مع الطلاب الصم، ومن خلال خبرتها الواسعة في هذا المجال تستطيع فهم توجهات الطلاب والعقبات التي يشعرون بها ومن ثم إرشادهم بطرق مهنية ومناسبة.
فعملها يتركز مع الطلاب الصم، والتواصل بينهم يكون عن طريق لغة الإشارة، وفي السياق، تقول سامية: "أن تخيل الناس أن التعامل مع هذه الفئة صعب لما يشاع عنهم من عصبية زائدة مجرد فكرة نمطية مسبقة، مشيرة أن هذه العصبية قد تكون نابعة بسبب الكبت نتيجة عدم التواصل".
فهي تؤمن بإمكان كل صاحب إعاقة الوصول إلى أهدافه، على أساس أن يتلقى الدعم المعنوي من قبل أهله وأقربائه، مؤكدة أن الصم هم أناس أذكياء يمكن أن يتواصلوا مع المجتمع بكل سهولة.
أما عن خططها المستقبلية فسامية تقول إنها تكمن في إكمال دراستها إلى ما شاء الله إضافة إلى عمل قاموس بلغة الإشارة يعمل على توثيق تاريخ الصم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)