الجزائر

حالة طوارئ داخل البيوت الجزائرية قبل ساعات من موعد البكالوريا



تتّجه خلال هذه الأيام كل الأنظار صوب امتحان شهادة البكالوريا الذي لا يفصلنا عنه سوى يومين بعد أن شارف العد التنازلي عن الانقضاء وسط تحضيرات مكثفة للمترشحين الذين أعلنوا عن حالة طوارئ داخل بيوتهم…. تمثلت في انتهاج إجراءات مغايرة عن سابقاتها تخلّلها انقلاب داخل الأسر ووسط البيوت التي تحولت إلى ثكنات من حيث المعاملات بين التلاميذ وأوليائهم الذين قرّروا هجر أجهزة التلفزيون ومنعوا السهرات ومواقع الدردشة عبر الأنترنات عن أبنائهم قبل ساعات معدودة من انطلاق الامتحان الوطني لاجتياز شهادة البكالوريا الذي تحول ضغطه من التلاميذ إلى الأولياء أين بات أغلبهم يعيشون على أحر من الجمر وكأنهم من سيجتاز الامتحان ويحاولون بدورهم دفع أبنائهم إلى تحصيل أفضل المعدلات التي تؤهلهم إلى دخول عالما جديدا ومرحلة متقدمة من حياتهم من خلال طرقهم لأبواب الجامعة وولوجهم إلى فضائها من بابها الواسع، ولا تقتصر هذه الحالة من الاستعداد على التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا فحسب، بل امتدت لتطال أولياءهم الذين يدخلون بدورهم في حالة من التأهب والاستعداد الممزوج بنوع من التوتر والقلق الذي يزداد باقتراب موعد الامتحان، خاصة وأنهم يحاولون مع قدوم موعد البكالوريا مساعدة أبنائهم بشتى الطرق من خلال توفير كل الظروف المواتية للدراسة والمراجعة في سبيل تسجيل أسمائهم ضمن قائمة الناجحين والظافرين بهذه الشهادة التي لديها وقع خاص وأثر مميّز لدى قلوب المترشحين وعائلاتهم، وفي ذات السياق فقد رصدت «آخر ساعة» جملة من التصرفات التي تبنّاها تلاميذ الباك المتخوفون الذين يعيشون هذه الأيام أصعب أيام حياتهم خاصة وأنهم دخلوا في سباق مع الوقت مع قدوم موعد البكالوريا وذلك لدرجة أن صارت جميع أفعالهم عبارة عن مراحل تعكس ضغطا شديدا يشوبه حرص على تحصيل نتائج متميزة خاصة فيما يتعلق بتكثيف حصص المراجعة لتوفير كل الظروف اللازمة والملائمة من أجل النجاح في هذا الإختبار المصيري، كما اقتربت « آخر ساعة» من بعض الأولياء الذين عبروا لنا بأنهم يمرّون في مثل هذه الفترة بحالة نفسية صعبة ومهتزّة لدرجة بعيدة كما كشفوا لنا بأنهم يدفعون من وقتهم ومالهم ما يدفعون بلا حساب لتحقيق المستحيل وضمان مصير أفضل سعيا منهم على بثّ روح الثقة في نفوس أبنائهم الذين يمضون أيامهم وكأنهم داخل معسكرات مغلقة، فهم يلازمون خلال الآونة الأخيرة صمتا واسع النطاق ويقاطعون السهرات المطلولة والبرامج التلفزيونية لخلق مناخ مناسب يساعدهم على حسن استعدادهم لخوض غمار امتحانهم القيّم المرتقب أن ينطلق بعد غد الأربعاء حسب ما قرّرته وزارة التربية والتعليم، وأما بخصوص التحضيرات التي تسبق الامتحانات فقد أكدت لنا «نور الجنّة» وهي إحدى المترشحات لاجتياز شهادة البكالوريا هذه السنة في شعبة آداب وفلسفة بأنها تواظب منذ بداية العام الدراسي على المراجعة اليومية للدروس وملتزمة ببرنامج محدد وضعته لنفسها منذ انطلاق السنة الدراسية مما جعلها ملمّة بجميع الدروس وفي أتم الاستعداد لاجتياز الإختبار، عكس ما أوضحه لنا «منير» الذي سيجتاز هو الآخر امتحانه بعد غد الأربعاء، الذي اعترف لنا بعدم جديته وعدم مواظبته في الدراسة خاصة وأن استهزاءه وعدم اكتراثه بمسألة تنظيم الوقت إلى جانب نقص متابعته المستمرة للدروس جعله متأخرا بصفة كبيرة، حيث وجدناه متجها لتلقي الدروس الخصوصية في محاولة منه لتدرآك الوضع، مثله مثل العديد من التلاميذ الذين التقينا بهم وهم بصدد مباشرة دروسهم الخصوصية التي أضحت بالنسبة إليهم وسيلة فعالة لدعمهم في عملية تلقيهم للمعلومات الأساسية وتهيئتهم سواء في الجانب الفكري والنفسي لدخول قاعات الإمتحان بعزيمة وإرادة في افتكاك هذه الشهادة التي تصبّ جميع الأعين والأنظار حولها قبل ساعات من قدوم موعد بدء الإختبارات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)