راهن المسلسل السوري "تانغو" الذي يعرض ضمن برنامج رمضان 2018، على اختلاف قصته مقارنة بالأعمال الأخرى التي تتناول قصص الخيانة، حيث لم يقع في فخ الابتذال، ورغم أن الفكرة الأساسية هي الخيانة إلا أن الأحداث تقود إلى اكتشافات أخرى على غرار مافيا المخدرات والسلاح.يبدأ المسلسل بايقاع سريع وكله تشويق عندما تتعرف "فرح" وهي معلمة لرقص التانغو وزوجها "سامي" على الزوجين "عامر" و"لينا" حيث دخل سامي باعتباره مهندسا في مشروع مع شركة عامر، وهنا بدأت الزيارات بين العائلتين، لتتطور الأحداث بعدها ويُعجب عامر بفرح ويصارحها وهي الأخرى لا ترفض وتنساق وراءه ويقعان في حب بعضهما، ويخونان.
تُعرض أحداث المسلسل في شكل "فلاش باك" الذي يروي القصة قبل ثلاث سنوات من حادث السيارة لذي فتح الباب عن حقائق مؤلمة، حيث كشفت الحلقة الأولى قصة الخيانة بعد هذا الحادث الذي تعرضت له فرح وهي مع عامر في سيارته عندها وجدت الشرطة بطاقتا سفر إلى إسبانيا لحضور مهرجان لرقص "التانغو"، وجدت فرح ميتة في مكان بعيد عن السيارة بينما وجد عامر مصابا بالسيارة ودخل بعدها في غيبوبه، الأمر الذي كان صدمة وذهولا لسامي ولينا إضافة إلى التحقيق معهما باعتبارهما من المشتبهين لأنهما القريبان الوحيدان لفرح وعامر، ولكن ولقلة الدلائل تم الإفراج عنهما وتركهما، وبدآ في اللقاء والوقوف إلى جانب بعضهما خاصة لينا التي كانت تتعاطى المخدرات.
تكشف الأحداث الشخصيات، فنتعرف إلى عامر الذي يبدو هادئا ومسالما وتعتقد في بداية الأمر أن ذنبه الوحيد هو استدراج فرح إليه رغم زواجها ولم يشفع له عمل زوجها سامي معه، بل الأدهى أنه تقرب من زوجها حتى أصبح الأربعة يتبادلون الزيارات فيما بينهما وتحولوا إلى أصدقاء اثنان منهما خائنان والآخران بكل رحابة صدر وحب يمضيان وقتهما.
لكن الأمور لا تسير على ما يرام فبعلاقتهما السرية يخلق عامر وفرح جوا من الارتباك والأسرار، كما أن فرح تغيرت تماما مع زوجها سامي ولَم تعد تطيقه وهو بدوره كان يستغرب من تصرفاتها التي تغيرت فجأة ما جعل الأمور تتفاقم بينهما، بالمقابل عامر لطالما كان باردا مع لينا ورغم ذلك أحست بتغيره حتى أنه طلب الطلاق غير آبه بها وبطفله، لكنها حاولت الانتحار بسبب ما تتعاطاه من مخدرات لذلك لم يستطع تركها فيما صم آذانه عن فرح التي كانت تطالبه في كل مرة بترك زوجته ليبدآ من جديد، لكن عامر لم يكن مقتنعا فهو مع فكرة الممنوع لأن فيه سعادة أكبر، وهذا ما لم تكن تحبذه فرح، لكنهما أكملا حتى حملت فرح وأنجبت ابنه دون أن يرف له جفن عندما كتب باسم سامي.
وبتطور الأحداث تكتشف فرح ما يربكها ويخيفها ويغير نظرتها لعامر، في البداية يختفي لفترة ولا يرد على اتصالاتها، فتشك بأن هناك امرأة أخرى لتتبعه في المنزل الذي اشتراه ليلتقيا فيه، وهناك تكتشف وجها آخر بعد أن شاهدت عامر وهو يقتل أحدهم، وهنا كشفت الحلقات اللاحقة عن تورط عامر في تبييض الأموال والتجارة بالمخدرات وأظهرت أحداث أخرى أنه كان على علم بأن زوجته تتعاطى المخدرات وضربها لتذكره هي بأنها أخذتها من مكتبه في إشارة إلى أنه السبب. كما تسارعت الأحداث وطلبت والدة عامر تحليل الحمض النووي على ابن فرح وسامي مدعية أنه قد يكون ابن عامر بعد لاحظت الشبه بينهما، وفعلا تم الأمر وتبين أنه ابن عامر، الأمر الذي أتعب سامي نفسيا.
لم تنتهي أحداث المسلسل بعد، يقبع عامر في المشفى في العناية المشددة غائبا عن الوعي لأشهر، لينا تحاول التماسك بعد أن ساعدها سامي في التخلي عن المخدرات واتباع تعليمات الطبيب، ورغم صرامة والدة عامر وتضييقها الخناق على لينا بحجة أن هناك شيئا بينها وبين سامي، بقيت لينا صامدة ولَم تخطئ لكن قدوم حبيب فرح الأول الذي تركها وتزوج امرأة غنية فتزوجت بعدها بصديقهما سامي وهي لا تحبه، أخلط أوراق لينا التي حاولت التعرف إليه وهو كذلك لكن سامي تدخل وهدده بأنه لن يسمح له بأذيتها لأنه يعرف بأنه رجل مادي ولينا وحيدة ومكسورة وثرية وزوجها في غيبوبة قد يعيش وقد لا يكمل عمره ليلة أخرى.
غير "تانغو" المفاهيم في قصص الخيانة التي تحولت إلى قصة مافيا ومخدرات، فبعد أن عرفت فرح حقيقة عامر وصل الخبر لمن فرقه وطالبوه بقتلها، لتبقى الحلقة الأخيرة هي الحل لهذا اللغز وكيف تم الحادث وهل كان لعامر يد فيه.
المسلسل جميل من الناحية التقنية والفنية، أداء الممثل السوري باسل خياط الذي يؤدي دور عامر مبهر، إلى جانب اللبناني باسم مغنية بدور سامي، فيما تألقت اللبنانية دانييلا رحمة بدور فرح حيث تخوض أول مغامرة لها بالتمثيل، وكذا دينا مارديني السورية بدور لينا، وتدور الأحداث في بيروت مع الاحتفاظ بجنسيات الممثلين في العمل.
يخرج الفيلم الفنان والممثل والمخرج السوري رامي حنا، الذي عودنا بتمثيل عالي المستوى بعد مشاركاته العديدة في التمثيل وهاهو يبرز أكثر في الإخراج الذي كان متكئا على قصة جميلة وقوية، ربما يبقى الأمر مملا عندما نصل إلى دور المحقق "جاد" الذي لم يؤده بشكل جيد، كما أنه في كل مرة يلقي اللوم على سامي أو لينا دون دليل منطقي ورغم الأحداث التي جاءت لاحقا حيث وصلت إلى الحلقة ال27 وبينت أن عامر يشتغل في تبييض الأموال وله علاقات بالمافيا والتهريب والمخدرات بقي المحقق على رأيه، في انتظار ما تسفر عنه الحلقات الأخيرة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/06/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زينة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz