توجهت أمس أنظار كبرى وسائل الإعلام الأجنبية والعربية إلى الجزائر لمتابعة المسيرة التي تنبأ لها البعض بأن تكون مقدمة سيناريو تونسي أو مصري في الجزائر، وبين من يتحدث عن “مسيرة الغضب” ومن يتحدث عن مشاركة ألفي متظاهر شد الطوق الأمني المفروض على العاصمة خلال اليومين الأخيرين، خاصة أمس، انتباه الصحافة الأجنبية التي لخصت في مجملها أن الطوق الأمني أفشل مشروع المعارضة المتمثل في مسيرة كبرى بالعاصمة للمطالبة بتغيير النظام. “أورونيوز” التي وصفت المظاهرة بـ”العارمة” ضد النظام في الجزائر، تحدثت هي وغيرها من الصحف العالمية عن تمكن 2000 متظاهر من كسر الطوق الأمني والتقدم بخطوات. بعض وسائل الإعلام الأجنبية تحدثت عن “القمع” دون أن تنسى التذكير بأن المسيرة لم يكن مرخصا لها وركزت أغلبية التقارير الإعلامية الأجنبية والعربية أمس على “الصدامات” التي حدثت بين الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا اختراق الطوق الأمني الذي قدر حسب بعض الصحف الفرنسية ووكالات الأنباء العالمية ومواقع إخبارية بـ23 إلى 30 ألف شرطي.وكتبت “ذي أندبندنت” أن الشرطة الجزائرية كانت مصممة على إجهاض كل محاولات تجسيد السيناريو المصري بالجزائر. وكتبت صحيفة “لوفيغارو” أن المعارضة الجزائرية يصعب عليها بناء جبهة موحدة وأن الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين انتهت بانسحاب المتظاهرين. من جهتها كتبت صحيفة “لوموند” على لسان لويس مارتيناز، باحث في معهد الدراسات والبحوث الدولية والعلوم السياسية، أن الاحتجاجات في الجزائر قد تطول أكثر من أي دولة أخرى، وأن الجزائر تملك القدرة والوسائل والخبرة في إقامة حصار على العاصمة لمدة تفوق الشهرين.وقد اعتمدت أغلب التقارير الصحفية العربية والأجنبية على تصريحات منظمي المسيرة، فيما تناقلت الأخرى تقارير وكالة الأنباء الفرنسية وتحدثت كلها عن مواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين وعن عشرات الاعتقالات التي أصدرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية بيانا بشأنها. فيما تحدثت “العربية” عن أن احتجاجات واسعة في الجزائر ستكون لها آثار على الاقتصاد العالمي بالنظر إلى أنها مصدر مهم للنفط والغاز، لكن محللين كثيرين يقولون إن انتفاضة على غرار ما حدث في مصر غير مرجحة لأن الحكومة يمكنها أن تستخدم ثروتها من الطاقة لتهدئة معظم الشكاوى. وذكرت أن الوجود الكثيف للشرطة شيء روتيني في الجزائر للتصدي لتهديد هجمات متشددي القاعدة، وبالمقابل أرادت بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية أن تجعل مسيرة السبت بداية لما حدث في مصر وتونس وما تزال الأنظار مشدودة إلى الجزائر.نسيمة عجاج
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/02/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com