وشدد السيد بن صالح في كلمته الافتتاحية للدورة الربيعية لمجلس الأمة على أن مكافحة الإرهاب ستبقى من الانشغالات الكبرى للجزائر، معربا عن تضامنه مع ضحايا الاعتداء الجبان الذي استهدف أول أمس السبت مقرا للدرك الوطني بمدينة تمنراست، ومؤكدا بأن هذا الاعتداء لن يؤثر على مواقف الجزائر الثابتة من مكافحة الارهاب، ''ولن تزعزع مواقفها من موضوع مكافحة الارهاب وتعزيز الأمن وتثبيت الاستقرار في الجزائر وفي المنطقة''.
أكد السيد أحمد أويحيى الوزير الأول عزم الدولة على مواصلة مشوارها في محاربة الإرهاب مهما كان عنوانه وتسميته حتى استئصال هذه الظاهرة العالمية. مشيرا إلى أن القضية لا تتعلق بتنظيم إرهابي دون آخر بل العمل على محاربة كل الجماعات الإرهابية سواء كانت تابعة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو الجماعة السلفية للدعوة والقتال أو غيرها.
وأدان السيد أويحيى باسم الحكومة والشعب الجزائري الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر مجموعة الدرك الوطني بولاية تمنراست أول أمس والذي وصفه بالعمل الإجرامي. وفي تصريح صحفي على هامش افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان أمس أكد السيد أويحيى على ضرورة القضاء على المجرمين الذين نفذوا هذا الاعتداء الذي خلف 23 جريحا معظمهم من عناصر الدرك الوطني، بحيث أصر السيد أويحيى على التأكيد بأنه مهما كانت الجهة التي ارتكبت هذا الاعتداء فهي جماعة إرهابية مهما كانت تسميتها أو الجماعة التي تنتمي إليها ''لأن الإرهاب يبقى إرهابا'' يضيف المتحدث الذي ذكر بأنه على علم أن اسما جديدا ظهر يتعلق بجماعة إرهابية ربما استقطب الاهتمام أكثر من الجريمة والمساس بسلامة المواطنين ومؤسسات الدولة وجرح عناصر من الدرك الوطني ومواطنين.
وهو السياق الذي طالب من خلاله المتحدث باتخاذ الحيطة والحذر لمواجهة هذه الظاهرة من طرف المواطنيين لأن القضية تتطلب يقظة ووعيا دائمين للتصدي لها. مضيفا أن محاربة الإرهاب من مهام الجهات الأمنية، لكن المواطن عليه أن يتجند ويكون واعيا بهذه الخطورة.
وفي رده عن سؤال تعلق بمسألة الأمن في الحدود الجزائرية خاصة منها الصحراوية، ذكر السيد أويحيى بأن الموضوع من صلاحيات الأجهزة الأمنية المكلفة بذلك.
وبخصوص إمكانية تعزيز الإجراءات الأمنية خلال موعد الانتخابات التشريعية التي ستنظم في العاشر من شهر ماي، صرح السيد أويحيى بأن هذه المرحلة تستدعي المزيد من اليقظة.
مؤكدا التزام الحكومة بضمان سير انتخابات شفافة ونزيهة، مشيرا الى أن الشعب الجزائري مدعو الى الاختيار.
وفي هذا النسق تطرق السيد أويحيى الى مسألة مقاطعة الانتخابات التي تدعو إليها بعض الجهات، موضحا بأن المقاطعة ''ليست برنامجا سياسيا'' في إشارة منه الى بعض الجهات وأحد الأحزاب السياسية الذين يدعون لمقاطعة التشريعيات.
وعبر المتحدث عن أسفه لتهجمات احد الأحزاب السياسية دون أن يسميه على مصداقية الدولة والمؤسسة العسكرية، بحيث رد الوزير الأول على هذه التشكيلة السياسية بالقول بأن ''المؤسسة العسكرية لا تزور''، ويتعلق الأمر بحزب العمال الذي كانت أمينته العامة السيدة لويزة حنون قد طالبت بفتح تحقيق بخصوص مواصلة عمليات تسجيل أفراد من الجيش الشعبي الوطني في القوائم الانتخابية، بعد انتهاء آجال إعادة مراجعة القوائم الانتخابية''.
وقد أوضح الوزير الأول ردا على هذه الاتهامات بأن أحكام القانون التي تمنح فترة لتقديم الطعون لهؤلاء الجنود الذين لم يتمكنوا من تسجيل أنفسهم بسبب مشاركتهم في عمليات الإنقاذ خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة. مضيفا بأن ''الجيش الوطني الشعبي ليس هيئة مزورين''. علما أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية أصدرت بيانا أول أمس أكدت فيه السماح لأفراد الجيش الوطني الشعبي بمواصلة التسجيلات في القوائم الانتخابية بالبلديات التي يقيمون فيها، وفقا للقانون الساري المفعول وذلك نظرا لخصوصية المهام التي يقومون بها والتي جعلتهم يتأخرون عن موعد التسجيلات.
وفي موضوع آخر يتعلق بصحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام بخصوص تلقي الحكومة الجزائرية طلبا من السلطات الليبية تطالبها فيه بتسليم عائلة العقيد الليبي معمر القذافي اللاجئة بالجزائر، أوضح السيد أويحيى أن الحكومة الجزائرية غير معنية بهذا الكلام، وهي لا تتعامل دبلوماسيا من خلال وسائل الإعلام، في الوقت الذي تجمعها فيه قنوات للحوار والتفاهم وكذا التبادل مع البلدان الشقيقة والجارة. مشيرا الى أن الجزائر تعمل حاليا على تعزيز العلاقات مع جيرانها وأشقائها ولا تدخل في الأقاويل التي تتداولها وسائل الإعلام التي تروج لأشياء كثيرة وتحلل من طرف البعض بطرق متعددة'' على حد تعبيره.
أكد السيد مدلسي وزير الشؤون الخارجية بأن الجزائر لا يمكنها طرد اللاجئين الماليين الذين يطلبون مساعدتها كغيرهم من اللاجئين الآخرين من الدول المجاورة الذين طالبوا مساعدة الجزائر في الظروف الصعبة التي مرت بها بلدانهم.
وأعرب السيد مدلسي عن أمل الحكومة الجزائرية في أن تتمكن مالي من تسوية النزاع الذي تعيشه في اقرب وقت ممكن حتى يتمكن هؤلاء اللاجئين من العودة الى أراضيهم وتجسيد الوحدة الوطنية في مالي.
وأفاد السيد مراد مدلسي في تصريح صحفي على هامش افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان أمس، أن الزيارة التي تقوده الى العاصمة الليبية طرابلس برمجت لعقد لقاءات مع مسؤولين ليبيين ستتمحور حول القضايا الهامة المشتركة والعلاقات الثنائية للبلدين. مشيرا الى أن العلاقات بين الجزائر وليبيا طبيعية ولا يوجد ما سيتم تطبيعه.
وأكد السيد مدلسي بأن هذه الزيارة تندرج ضمن سلسلة من الزيارات المبرمجة بين البلدين بعد تلك اللقاءات التي سبقتها والتي جمعت مسؤولي البلدين في اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي السيد مصطفى عبد الجليل والمحادثات بين الوزيرين الأولين للبلدين في أديس أبابا وكذا الزيارة التي أجراها وفد جزائري هام برئاسة الأمين العام لوزارة الداخلية.
وفي موضوع آخر تعلق بالرعية الايطالية التي تم اختطافها خلال الشهر الماضي بجانت بإليزي فصرح السيد مدلسي بأنه لا يتوفر حاليا على أية معلومات جديدة بخصوص هذه السائحة المختطفة من طرف مجموعة إرهابية بالصحراء.
وصرح السيد جودي للصحافة على هامش افتتاح الدورة الربيعية لمجلس الأمة أن ''المفاوضات متواصلة وأود أن أفرحكم بالقول أن هناك جديدا ولكن هذه هي المفاوضات...بنوك الأعمال للطرفين بصدد إجراء تقييمهما وسنتوصل إلى حل مشترك في وقت ما''. وردا على سؤال حول معرفة ما إذا كان شراء جازي سيتجسد فعليا خلال الشهر الجاري مثلما أعلنه من قبل أجاب الوزير مبتسما ''إن شاء الله''.
وكانت الجزائر قد أوكلت عملية تقييم جازي لمكتب شيرمان وستيرلينغ- فرنسا وافتتحت قاعدة معطيات متعامل الهاتف النقال اوراسكوم تيليكوم الجزائر المعروف بالاسم التجاري جازي خلال التوقيع في نهاية ديسمبر على بروتوكول اتفاق للسرية مع فيمبيلكوم مالك أغلبية اوراسكوم تيليكوم الجزائر.
وأوضح السيد جودي مؤخرا أننا ''طبقنا في هذه الصفقة حق الشفعة ونحن اليوم بصدد عملية إعادة الشراء، وتطبيقيا يجب على العملية أن تتم في أحسن الظروف''. وكانت فيمبلكوم قد أعادت في مارس 2011 شراء المجمع الايطالي ويند تيليكوم الذي يمتلك 51 % من اوراسكوم تيليكوم هولدينغ صاحب الأغلبية في رأس مال اوراسكوم تيليكوم الجزائر. ويجدر التذكير أن المجمع الروسي فيمبلكوم قد وافق على التنازل عن أغلبية رأس مال جازي مقابل سعر ''مناسب''.
وردا على سؤال حول المستوى الحالي لاحتياطات الصرف أشار السيد جودي أن الأرقام مهما كانت أهميتها فهي ليست العامل المحدد لفعالية اقتصادنا بل طريقة التوصل إلى تنويع مواردنا التي تشغلنا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : وردا من جهة أخرى عن سؤال متعلق بمستوى التضخم جدد الوزير التأكيد على أن هذا المؤشر يبقى متحكما فيه بفضل دعم أسعار المواد القاعدية. وأوضح أن الأسعار لم تكن مدعمة وأنه كان من الممكن أن يسجل التضخم نسبا أكبر. علما أن نسبة التضخم في الجزائر قد ارتفعت الى 5ر4 سنة 2011 مقابل 9ر3 بالمائة سنة .2010
المصدر : www.el-massa.com