الجزائر

جمع القطع النقدية النادرة يثير الاهتمام



يتميز بعض الأشخاص حول العالم بشغفه بجمع القطع النادرة، كالتحف الفنية، الطوابع البريدية، أو القطع النقدية، ولكل هاو ميوله الخاص، وهو ما يمكن رصده لدى بعض الجزائريين الذين تخصصوا في جمع التحف، وفق مبدأ يقيّمون عليه هوايتهم، وهو "كل ما قدم عمره زاد ثمنه"، وهو المنطق الذي يجعل الكثيرين ينتقلون من دولة إلى أخرى لجمع البعض من تلك القطع، لإضافتها إلى مجموعاتهم الخاصة التي لا تكتمل مهما بلغ عددها.عن هذا الموضوع، حدث "المساء" بائع قطع نقدية محمد عيون، الذي وصف نفسه ب«غير الجامع"، حيث قال بأن التعلق بالقطع سواء النقدية أو الطوابع البريدية أو التحف الفنية أمر لا يليق به، لأن ذلك يجعله لا يستغني ولا يمكنه التخلي عن أية قطعة منها، وقال "باعتباري بائعا لبعض القطع، أفضل البقاء كوسيط فقط بين الجامعين، حيث يتمثل دوري في البحث عن بعض القطع لدى الأشخاص، ثم إعادة بيعها لهواة الجمع، وبذلك أوسع آفاقي بين القطع النقدية النادرة، وبين الطوابع البريدية، فضلا عن بعض الصور القديمة الأصلية".
أشار المتحدث إلى أن هذه الهواية عرفت منذ العصور الوسطى، وكانت تمارسها الطبقة المالكة والغنية، التي كان لها إمكانية السفر بين مختلف الدول، وكانت تتميز العملة المتداولة بصنعها من مادتي الذهب والفضة، ولراحتهم المادية يمكنهم الاحتفاظ بها على شكل ذكرى عن مختلف الدول، ولم يكن بإمكان البقية ممارستها، حيث كانوا يفكرون دائما في إنفاقها عند الحاجة إليها.
يختلف الجمع من فرد لآخر، فكل هاو أو جامع يختار سواء فترة زمنية معينة لجمع قطعه، في حين يفضل آخرون اختيار الدولة التي يريدون جمع نقودها من مختلف المراحل التاريخية، وعليه تجد أن الكثيرين ليست لديهم ميولات محددة، بل يحاولون جمع القطع النادرة مهما كانت حقبتها التاريخية أو الدولة الصادرة منها، وأضاف "القطع النقدية لا تعني فقط المعدنية منها، لأن الجمع يشمل القطع والأوراق المالية، لكن تبقى القطع النقدية أكثر أهمية لأنها الصيغة القديمة للنقود التي كانت تصنع من المعادن الخالصة، كالذهب والفضة وبعدهما النحاس، وإنما الأوراق لم تكن موجودة في العصور القديمة".
الجدير بالذكر أن الإقبال على المجموعة التي عرضها محمد، على هامش معرض الصناعة التقليدية بساحة "أودان" في العاصمة كان كبيرا، وأشار "التعامل يتم بالاتصال المباشر بالجامعين الذين عادة ما يبادرون إلى الاتصال بممولي مجموعاتهم، للاستفسار عما إذا كانت هناك قطع جديدة، ويسألون عن ثمنها الذي دائما ما يفاوضون عليه لكسر السعر الأولي، لكن عرض تلك القطع على الجمهور الكبير لا يعني شيئا بالنسبة للكثيرين، الذين يرون أنها مجرد قطع قديمة لا قيمة لها من حيث البيع أو الشراء، وهذا ما يجعل المارة يقفون أمامها وتأملها لبضع دقائق فقط لا أكثر، وهناك فئة قليلة تقتني بعض القطع الجزائرية القديمة، كذكرى لتلك الحقبة من التاريخ، ليس من أجل ضمها إلى مجموعة خاصة، إنما للاحتفاظ بها دون غيرها".
يضيف المتحدث أن هذا العالم قائم بحد ذاته، فحتى وإن كان هناك مجرد هواة في الجزائر، إلا أنه يوجد عبر العالم شغوفون بجمع القطع النقدية، الأمر الذي أدى إلى بروز العديد من المواقع الإلكترونية المختصة في تقديم كل الأخبار المتعلقة بالقطع النادرة عبر العالم، سواء بتحديد بيع المزاد المخصصة لها، أو تحديد قيمة بعض القطع، أو تحديد موقع تواجد قطعة محددة أو صاحبها. أضاف أن سمة كل عملة هي الوجهان، إحداهما يحمل تصميما خاصا بالدولة، وآخر يحمل قيمة العملة، في حين يحمل إحدى الوجهين مصدر العملة، تاريخ إصدارها أو سكها، وتختلف اللغة المكتوبة على العملة من دولة لأخرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)