تتحول كل سنة المساحات الغابية المحاذية للوادي بمنطقة "دار البحر" بجيجل، إلى محل استقطاب العائلات القادمة من وجهات مختلفة من الوطن، باحثة عن سحر المتعة التي تحتويها الطبيعة هناك، لكن خضرة الطبيعة ونقاؤها بدأت تغتصبه أيادي بعض الزوار، بعدما حوّلوا زواياها إلى مكب للنفايات، أمام غياب الثقافة السياحية وسطهم.كشفت الجولة الميدانية التي قادت "المساء" إلى منطقة "دار البحر" بالعجيبة في ولاية جيجيل عن خطر التلوث الذي بات يهدد المنطقة، هذه الأخيرة التي تكاد تختنق من شدة تراكم النفايات التي تلقي بها العائلات الزائرة للمنطقة، أمام كثرة المتوافدين عليها على مدار السنة، على اعتبار المنطقة تتوفر على مغارة طبيعية وشواطئ ساحرة الجمال، لا تزال تبحث عمن يعيد لها الاعتبار."دار البحر" قصر طبيعي مفتوح يمتع الناظرينالولوج إلى "دار البحر" خلال الصائفة ليس نفسه في الفترات الأخرى من السنة، فكثرة الزوار باتت تصنع العرقلة المرورية والتوجه إلى الوادي يكلفك المرور عبر الجسر العلوي، ثم النزول من الجهة السفلى، وصولا إلى أسفل الوادي الذي بات محل استقطاب عشرات العائلات التي أصبحت تفضل التوجه إلى أعالي المنطقة الخضراء عن طريق المشي وسط الوادي، فمنها من فضلت الجلوس على الكراسي العائمة وسط مياه الوادي، ومنها من فضلت الاستمتاع بجلسات الشواء وسط المساحات الغابية الخضراء، ومنها من فضلت السباحة عبر الوادي، فتوفر الأمن بالمنطقة، ساعد كثيرا على توافد العائلات عليها.المنطقة رغم مساحتها المتوسطة، تملك الكثير من المقومات السياحية، بداية من المساحات الغابية العذراء، والوديان العذبة المملوءة ببعض أنواع الأسماك، غير أن نقص المرافق يبقى من أهم النقائص التي قد تواجهها العائلات التي قد تفكر بالتوجه إلى المنقطة، فهذه الأخيرة تنتعش في فترة الصيف، وتكاد تكون مهجورة في الفصول الأخرى، وهو الأمر الذي طرحه العديد من الحرفيين الذين وجدناهم بالمنقطة يعرضون سلعهم، مؤكدين أن "دار البحر" متنفس لهم خلال فصل الصيف، أما في باقي الأيام الأخرى فعدد الزوار قليل جدا.حواف الوادي لتخييم الشبابأثناء تواجدنا بالمنطقة، لاحظنا تواجد عدد كبير من الشباب الذين فضلوا التخييم أمام حواف الوادي، معتمدين على الطهي الطبيعي عن طريق الحطب، في جو طبيعي محض، فالخيم التي كانت مترامية هنا وهناك تؤكد من جديد توفر الجانب الأمني بالمنطقة، حيث أكد عبد الرؤوف، وهو أحد الشباب القادم من العاصمة، أن التخييم على ضفاف وادي "دار البحر" أو منطقة "العجيبة"، كما يسميها البعض، من أكثر الأشياء متعة، لاسيما أن الأمن موجود وكذلك بالنسبة ل«الحرمة" التي يعرف بها سكان ولاية جيجل.مضيفا في معرض حديثه "..التخييم وسط الطبيعة أحسن بكثير من قضاء ليلية في فندق فخم، لاسيما أن المنطقة تعرف توافدا كبيرا للزوار، فقد اعتدنا المجيئ إلى المنطقة للتخييم على شكل مجموعات".النفايات تفسد عبق الزيارةالمرور عبر بعض المسالك الغابية التي تفصل بين جوانب الوادي، كشف لنا عن وجود كميات كبيرة من النفايات التي باتت تشوه الكثير من المناظر الطبيعية، فالقارورات البلاستيكية كانت تأخذ حيزا كبيرا من المساحات الغابية وقد صادف وجودنا بالمنقطة، الرمي العشوائي لحفاظات الأطفال الرضع، وكذا أكوام من النفايات المنزلية التي كثيرا ما تلقي بها العائلات وهي تستعد للعودة من المنطقة، مخلفة وراءها كميات كبيرة من النفايات المنزلية التي باتت تشوه المنظر الطبيعي لمنطقة "دار البحر".المناظر الطبيعية الخضراء، باتت تشوهها أيادي الزوار الذين يلقون بنفاياتهم هنا وهناك، غير مبالين بخطورة الوضع، في حال استمر الرمي العشوائي للنفايات، لاسيما أن الأكياس البلاستيكية أخذت حيزا كبيرا من زوايا المنطقة، وهو الأمر الذي بات يهد الأسماك القليلة الموجودة في الوادي.منطقة عذراء بحاجة إلى من يعتني بها"دار البحر" كغيرها من المناطق السياحية العديدة التي لا تزال تعرف الإهمال ولم تستقبل بعد مشاريع سياحية كبرى، من شأنها إنعاش المنطقة وتوفير مناصب شغل جديدة لشباب المنطقة، وهو المطلب الملّح الذي باتت تنادي بتحقيقه العديد من الجمعيات التي تنشط في مجال السياحة، لاسيما أن "دار البحر" تتوفر على واد ومساحات غابية كثيفة، بإمكان الجهات الوصية استغلالها لتشييد فندق سياحي، وتزويد المنطقة بمحلات لبيع المأكولات، وكذا إقامة معرض خاص بعرض المنتوجات الحرفية على مدار السنة، من شأنها إنعاش المنطقة سياحيا، وضمان مداخيل إضافية لتموين خزينة البلدية، وتوفير أكبر قدر ممكن من مناصب الشغل، تركنا المنطقة السياحية العذراء، آملين أن يتغير فيها الكثير مع توفير المرافق السياحية، لرد الاعتبار للمنطقة التي لا تزال تفتح يديها بهدف استقبال المشاريع السياحية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كريم
المصدر : www.el-massa.com