في الوقت الذي تفضل فيه اغلب العائلات الجزائرية صوم شهر رمضان في جو عائلي حميمي والبقاء في منازلهم بعيدا عن أماكن الترفيه والمخيمات الصيفية والمركبات السياحية والحمامات المعدنية، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت تطور فكرة الربط بين التمتع بالعطلة صيفا والصوم معا في أماكن سياحية أو في شقق مفروشة مستأجرة قريبة من البحر، وأكثر الجزائريون تقبلا لهذه الفكرة هم الذين يعيشون في الصحراء أو ولايات داخلية لا تطاق فيها الحرارة صيفا.ومن خلال جولة استطلاعية للشروق لمركبات سياحية بالعاصمة وتيبازة تبين أن أغلب الشقق والفيلات الصغيرة مستأجرة خلال شهر رمضان، حيث أكد صاحب مركب سياحي أن إقبال المغتربين والقاطنين في ولايات داخلية هذا العام لحجز الشقق والشاليهات خلال شهر رمضان عرف تطورا ملحوظا مقارنة بالسنة الماضية، وهي حسبه ظاهرة بدأت تنتشر في المجتمع الجزائري. بينما أكد عاملٌ بفندق الشيراتون أن الكثير من رجال الأعمال العرب وحتى الجزائريين من ولايات أخرى حجزوا غرفا طيلة شهر رمضان وأن الفندق وضع قائمة خاصة لمختلف الأطباق التي ستُطهى للصائمين من زبائنه.وكشف الكثير من الموظفين في فنادق واقعة بالقرب من البحر ومركبات سياحية كمركب "السات" بتيبازة أن بعض الجزائريين يدفعون فاتورة تفوق 40 مليون سنتيم لقضاء شهر رمضان في جو المتعة والجمع بين نسمة البحر وأهازيج الحفلات المقامة ليلا داخل هذه الفنادق والمركبات، حيث علق عمر وهو عامل في مركب سياحي قائلا "يصومون نهارا ويرقصون ويحتسون الخمر ليلا!؟".من جهة أخرى، أكد المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي ل"الشروق"، أن السياحة الاستقبالية في الفنادق السياحية تعرف نقص الهياكل القاعدية، والبنية الأساسية الفندقية خاصة، وهو ما يهدد الوكالات السياحية خلال هذا الصيف ب"الإفلاس". وقال سنوسي، إن توافد السياح الأجانب على الجزائر يأتي غالبا في فصل الشتاء بحكم زيارتهم لمدن صحراوية وأن الثقافة السياحة الساحلية الجزائرية تبقى متأخرة مقارنة بالمغرب وتونس في ظل مشكل القدرة الاستيعابية للإيواء في الفنادق والتي تبقى مرتبطة بنقص العرض عن الطلب حيث ومع تزايد طلب حجز الغرف والشقق والشاليهات في المركبات السياحية خلال شهر رمضان هذا العام أصبح الجزائريون لا يتمتعون بشواطئهم نظرا لعدم توفر الغرف في الفنادق الواقعة بالقرب من السواحل لاحتلالها من طرف رجال الأعمال وتحويلها إلى "مراقد" خاصة بهم طول العام بعيدا عن الاهتمامات السياحية. وسأل "ما هو محل قطاع السياحة من الإعراب؟!..هل الحكومة تراه محركا للاقتصاد الوطني أم أنها لا تزال تنتظر مداخيل المحروقات؟".ورد سنوسي سبب بقاء ارتفاع أسعار بعض الفنادق إلى مشكل العرض والطلب، مشيرا إلى أنه منذ عامين بدأت ثقافة تحضير موائد رمضان في الفنادق الساحلية نظرا لتوافد سكان الجنوب عليها خلال فصل الصيف هربا من الحر. وأوضح أن الجزائر تتوفر على شريطها الساحلي 132 ألف سرير فقط، من بينها نحو 70 ألف سرير للمجمعات السياحية والفنادق الصغيرة وهي بالنظر لدول البحر الأبيض المتوسط الأقل قدرة على استيعاب السياح والمصطافين خلال الصيف في انتظار انتهاء بعض المشاريع التي سطرتها الحكومة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/06/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com