جدد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي حول فلسطين، بإسطنبول (تركيا)، موقف الجزائر المبدئي المتمثل في دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة ودعمها لنضاله من أجل دحر كل الإجراءات المجحفة في حقه في مواجهة آلة القمع الإسرائيلية . وأكد بن صالح في كلمته أمام رؤساء دول وحكومات البلدان الإسلامية المشاركة في هذه القمة، أن الجزائر تجدد، تحت قيادة رئيس الجمهورية، التعبير عن موقفها المبدئي المتمثل في دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة ووقوفها جنبا إلى جنب مع الأشقاء الفلسطينيين في هذه الظروف العسيرة . كما تؤكد مرة أخرى يضيف بن صالح دعمها لنضالهم من أجل دحر كل الإجراءات المجحفة في حقهم في مواجهة آلة القمع الإسرائيلية وممارسات الاحتلال التعسفية في القدس الشريف والضفة الغربية وقطاع غزة ، مشيرا إلى أن الجزائر تدعو إلى تفعيل ومواصلة كل الجهود الدولية التي تصب في دعم نضال الشعب الفلسطيني . وقال رئيس مجلس الأمة في هذا الصدد أنه يتعين على منظمة التعاون الإسلامي مضاعفة جهودها للدفاع عن القضية الفلسطينية، التي هي قضيتها المركزية الأولى، ولن يتأتى لها ذلك إلا بتفادي الانقسامات داخل البيت الإسلامي ورأب الصدع فيه وإصلاح الخلافات، مما سيسمح حتما لجميع الدول الأعضاء بتوحيد وتفعيل كل السبل السياسية والدبلوماسية والقانونية المتاحة على المستويات الوطنية و الجهوية والدولية لمواجهة ووقف نظام الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي وسياسة تهويد المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف . كما ينبغي على منظمة التعاون الإسلامي، بالتعاون مع المجتمع الدولي يستطرد ممثل رئيس الجمهورية تفعيل المساعي الرامية للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته وذلك من خلال خلق واقع سياسي وقانوني إيجابي يساعد على إحلال السلام وصياغة مقاربة مشتركة وذات مصداقية لإنهاء النزاع ووقف الاحتلال وفقا لأحكام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة . وأضاف أنه أمام جريمة الحرب التي جاءت تزامنا مع إحياء الذكرى السبعين للنكبة وخروج الفلسطينيين في مسيرات سلمية تعبيرا عن رفضهم لمجمل الاعتداءات الممارسة ضد حقوقهم المشروعة، فإن المجتمع الدولي وبالخصوص مجلس الأمن الأممي، مدعو من جديد وبقوة إلى تحمل كامل مسؤولياته إزاء الشعب الفلسطيني من أجل ضمان حمايته وفقا للقانون الدولي الإنساني وكذا إنصافه . واعتبر أن ارتكاب قوات الاحتلال لمثل هذه الجرائم النكراء التي أدت إلى استشهاد 60 فلسطينيا وجرح الآلاف منهم، ما هو إلا نتيجة لعدم احترام القانون الدولي وقرارات المجموعة الدولية، على غرار قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس الشريف، الذي يعد خرقا سافرا للوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرار 181 لسنة 1947، المتعلق بتقسيم فلسطين والذي أضفى على مدينة القدس طابعا خاصا لا يعترف لإسرائيل بأي شكل من أشكال السيادة عليها . وأبرز أن الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف يكتسي أهمية مركزية بالنسبة للأمة الإسلامية وللمجتمع الدولي قاطبة بغض النظر عن الديانات التي يدين بها وعليه وجب صون الطابع الروحي والديني والثقافي الفريد لهذه المدينة المقدسة بتسوية الوضع النهائي لها عن طريق المفاوضات وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة . وبعد تذكيره بأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس تم إدانته بشدة من قبل المجموعة الدولية واعتبرته اعتداء يستهدف الحقوق التاريخية والقانونية والطبيعية والوطنية للشعب الفلسطيني ، أكد بن صالح أن هذا الوضع المأساوي والدموي الذي تسببت فيه قوات الاحتلال ما هو إلا إحدى التداعيات الوخيمة لهذا القرار الجائر الذي تم تجسيده في الرابع عشر من هذا الشهر، على عملية السلام في الشرق الأوسط وعلى الاستقرار الإقليمي والدولي . وأضاف بن صالح قائلا أن عملية السلام برمتها تجد نفسها اليوم في مواجهة انتكاسة حقيقية ونسف لمسارها الذي كان أصلا في انسداد كامل منذ سنوات، وذلك نتيجة لمواقف غير عقلانية وباطلة سياسيا وقانونيا ودبلوماسيا تتعارض كليا مع الدور المنوط بها في سبيل المساهمة في الجهود الدولية لإحلال السلام في المنطقة . هذا فحوى لقاء بن صالح مع نظيره الفلسطينيكما تحادث رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، بمدينة إسطنبول التركية، مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، وهذا على هامش مشاركته في أشغال القمة الطارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وحسب بيان للمجلس، فقد سمح اللقاء، الذي جرى بحضور وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، باستعراض "الراهن الفلسطيني على ضوء التصعيد الخطير والاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يوميا في حق الفلسطينيين العزل". كما تطرق الطرفان حسب ذات المصدر، إلى "سبل مواجهة هذا الوضع من أجل حماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وفي هذا السياق، جدد بن صالح "موقف الجزائر، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الداعم والثابت وتضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه كاملة". من جهته، نوه رئيس الوزراء الفلسطيني ب"دعم الجزائر، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اللامشروط للقضية الفلسطينية ووقوفها الدائم إلى جانب قيادة وشعب فلسطين". هذا و طالبت قمة منظمة التعاون الإسلامي الاستثنائية التي انعقدت بمدينة إسطنبول التركية، المؤسسات الدولية باتخاذ الخطوات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على حدود قطاع غزة، وإرسال قوة دولية لحماية الفلسطينيين. ودعت قمة إسطنبول في بيانها الختامي من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، التحرك العاجل لإنشاء لجنة خبراء دولية مستقلة للتحقيق في جرائم ومجازر القوات الإسرائيلية ضد المتظاهرين السلميين بغزة، وتحديد المسؤولية الجنائية للسلطات الإسرائيلية، ونقل النتائج التي تخلص إليها اللجنة إلى الهيئات الدولية ذات الصلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/05/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إ ض
المصدر : www.alseyassi.com