الجزائر - A la une


جامع يغادرالسلطة

لم تعمر الأزمة السياسية التي عاشتها غامبيا، على خلفية تمسك الرئيس المنتهية ولايته بالسلطة طويلا، لتعود الأمور الى نصابها بعد قرار يحيى جامع ترك الحكم لغريمه أداما بارو ومغادرة البلاد، في تطور اعتبرته وساطة إفريقية انتصارا لخيار السلام عن خيار العنف، ولاقى ترحيبا قويا بالشارع الغامبي. ودخلت غامبيا لعدة أيام في دائرة توتر ومأزق سياسي شديد تطلبت وساطة خارجية وتدخل للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) التي أيدت الحل العسكري لفك الأزمة التي نشبت بغامبيا. وغادر رئيس غامبيا المنتهية ولايته، يحيى جامع، العاصمة بانغول إلى كوناكري عاصمة غينيا التي سافر اليها برفقة الرئيس الغيني، ألفا كوندي على متن طائرة خاصة تابعة للأخير في حين أقلعت طائرة موريتانية أخرى على متنها أسرة جامع وحاشيته. ومن المقرر ان يستقر جامع الذي ودعته غامبيا بعد أكثر من عقدين من الحكم في منفاه بغينيا الاستوائية بعد اعلانه تنحيه عن السلطة في قرار تمخض بعد محادثات استمرت لساعات توسط فيها الرئيس الموريتاني محمد ولد عزيز والرئيس الغيني ألفا كوندي في بانغول. وكان جامع الذي جاء إلى السلطة في يوليو عام 1994 تعرض للهزيمة في الانتخابات الرئاسية في أول ديسمبر العام الماضي على يدي مرشح المعارضة اداما بارو. وقال جامع في خطاب متلفز: لقد قررت، بضمير صاف، التخلى عن حكم هذه الأمة العظيمة، مع شعوري بالامتنان لكافة أفراد الشعب . انتقال سلس إذا للسلطة لم تشبه اعمال عنف تعيشه غامبيا في الوقت الراهن والتي سيقودها رئيسها الجديد، اداما بارو الذي أدى اليمين الدستورية، في سفارة بلاده في دكار بالسنغال. يشار الى ان يحيى جامع كان لا يزال متمسكا بالسلطة وقت اداء بارو اليمين الدستورية وعملية تنصيبه حيث اعقبت ذلك دخول قوات من السنغال مدعومة بقوات من غرب إفريقيا إلى أراضي غامبيا في عملية عسكرية تحت مظلة (ايكواس) كانت تهدف إلى إجبار جامع على تسليم السلطة. لكن جنود (ايكواس) اوقفوا التقدم بعدها في أراضي غامبيا وبالتحديد ليلة الجمعة إلى السبت لمنح الفرصة الأخيرة للوساطة الإفريقية ولجامع لترك السلطة سلميا. وأعلن الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أن الاتفاق الذي تم التوصل إلى في غامبيا وتنحى بموجبه الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع يعد انتصارا لدعاة السلم على دعاة العنف ومن يقرعون طبول الحرب ظنا منهم أن بوسعهم تسوية هذه المشكلة وفق ذلك الخيار. وهنأ ولد عبد العزيز الرئيسين الغامبيين المنتهية ولايته على تضحيته من أجل مصلحة بلاده ومغادرته لبلاده وكذا المنتخب على منصبه الجديد الذي سيستلمه قريبا، حاثا إياه على الالتزام بهذا الاتفاق الذي سيعزز لحمة الشعب الغامبي وسيرسخ الاستقرار والأمن في هذا البلد.الجيش يعلن الولاء المطلق لبارو ويدعو للمصالحةأعلن الجيش الغامبي، بشكل رسمي، أمس، الولاء المطلق للرئيس الجديد، أداما بارو، واصفا إياه بأنه القائد العام للقوات المسلحة الغامبية، وذلك في بيان أصدره الجيش قبيل رحيل الرئيس السابق، يحيى جامع عن البلاد. وأكد الجيش في بيان أصدره عقب اجتماع ضم القيادات العسكرية في البلاد وتم توقيعه باسم قائد أركان الجيش، عثمان بيرجي، حرصه على أن تنتهي الأزمة السياسية في البلاد بطريقة سلمية مشيرا إلى أن ما جرى كان مأزقا سياسيا لم يسبق أن حدث مثيل له في تاريخ غامبيا، إذ اجتاحت البلاد موجة من الخوف والقلق تسببت في نزوح جماعي. وشدد الجيش حرصه على تسوية المأزق السياسي الذي وقعت فيه البلاد بطريقة أكثر سلمية وبما يتماشى مع ثقافة التسامح المتجذرة في هذه البلاد ووفق القيم الدينية والتفاهم المتبادل. واستعرض بيان الجيش الغامبي جملة من الإجراءات التي اتخذها من أجل ضمان الأمن خلال الأزمة السياسية التي استمرت قرابة الشهرين كوضع نقاط إستراتيجية من أجل منع أي تضارب محتمل بين أنصار الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن عمليات انتشار الجيش وقوات الأمن في الشوارع خلال الفترة الماضية لم تكن للدفاع عن نظام معين وإنما لحماية المواطنين. بالمقابل، دعا الجيش إلى مصالحة جماعية في غامبيا، مشددا على ضرورة أن يجنح الجميع إلى المغفرة والنسيان وأن يحتضن الغامبيين بعضهم البعض ويكرسوا قيم التعايش التي ميزتهم لقرون.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)