ينفرد الجزائريون كل سنة في مثل هذا التاريخ، عن شعوب الأمة الإسلامية، في الاحتفال بذكرى المولد الشريف، حيث يتمازج صدى الذكرى والابتهال من المساجد في ليلة مولد سيد الخلق، مع انفجارات ''الشيطانة''، ''الوردة''، ''البوق'' و''الدوبل بومب''.
لا يستغني الجزائريون بمختلف أعمارهم، ومنهم من خرجوا للشارع في انتفاضة الزيت والسكر، عن حرق مبالغ تتجاوز أحيانا 15 ألف دينار في لحظات، في سبيل أن يحظوا بلحظات متعة في ليلة يحسبها الغريب عن البلد، ميدانا لهجوم عسكري أو حربا بين القناصة.
لا يمكن للراغب في إحياء المولد النبوي الشريف على الطريقة الجزائرية، الاحتفال بالمناسبة دون التوقف في جامع ليهود بساحة الشهداء في قلب العاصمة لاقتناء المفرقعات بأنواعها وبسعر الجملة، حيث تصطف بالمكان طاولات على مد البصر، تحوي أنواعا لا تحصى من المفرقعات التي جاد بها ''التنين الصيني''.
ويقف أمام الطاولات شباب دون العشرين في الغالب، ينتظرون هذه المناسبة السنوية لتحقيق ربح يعجزون عن تحقيق ثلثه على مدار السنة، يزاولون نشاطهم بحذر من مداهمات الشرطة التي لا تتركهم وشأنهم ''فيما تصرف النظر عن البارونات الذين يخرجون حاويات بالملايير من الميناء، دون أن يوقفهم أحد''، يقول أحدهم.
قذيقة ''عنتر يحيى'' يوقفها ''البوق''
إذا كان عنتر يحيى، قائد المنتخب الوطني، نجم المولد النبوي الشريف في السنة الماضية، صاحب الهدف المؤهل لمونديال جنوب إفريقيا، حيث أطلق اسمه على أنواع من المفرقعات، وحملت علب تعبئة المفرقعات والألعاب النارية صور زملائه في المنتخب الوطني، فإن النتائج الهزيلة التي سجلها أشبال بن شيخة منذ خروجهم دون رصيد من المونديال، سرعان ما أنست الجزائريين ما حققه ''الخضر''. فحلتّ ''الوردة''، ''البوق''، ''مرفازة''، ''زلاميت'' وغيرها من المفرقعات محل نجوم الخضرا، وخاصة ''البوق'' الذي يكثر الطلب عليه رغم أن ثمنه بسعر الجملة يصل إلى 3200 دينار للعلبة الواحدة، ''فكل شيء يهون في سبيل لحظة متعة''، يقول إلياس، 22 سنة، الذي التقيناه في المكان، بصدد اقتناء ''مخزونه'' من المفرقعات قبل نفادها في السوق، مواصلا: ''مرتبي لا يتجاوز 30 ألف دينار، أنفق أكثر من نصفه على المفرقعات، أقتنيها لي ولأبناء أشقائي الصغار.. أحييني اليوم واقتلني غدوة، ولا شيء يضاهي لحظات الفرحة في يوم المولد''.
مصاريف المفرقعات تتجاوز ميزانية عائلة لشهر
هو ما وقفنا عليه في جولتنا الاستطلاعية في جامع ليهود، فإذا كانا إلياس أعزب ودون مسؤولية، لا يتوانى عن إنفاق أكثر من نصف مدخوله في أغلب الأحيان من أجل المفرقعات، فأرباب عائلات يحذون حذوه من أجل عيون أطفالهم، ولو أجبروا على التقشف فيما يلي من الأشهر لتعويض المصاريف، على غرار السيد ''كريم. ك''، الذي يقول ''تصدقين أنني أقتصد في المصاريف من أجل توفير ما يطلبه أطفالي في هذه المناسبة، وأستغني عن الكثير من الأساسيات في سبيل إرضائهم، رغم أنني أقسمت السنة الماضية على عدم اقتناء المفرقعات التي بلغت مصاريفها 12 ألف دينار''.
وفعلا لا يقل ثمن العلبة الواحدة من المفرقعات عن 400 دينار، أغلاها ''البوق'' الذي يصل ثمن العلبة الصغيرة منه إلى 2500دج و500 دينار لـ''الكواريوم'' و700 دينار لـ''الزالاميت''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/02/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: سلمى حراز
المصدر : www.elkhabar.com