جامع سيدي إبراهيم المصمودي

يعتقد أن تأسيس مسجد سيدي إبراهيم المصمودي يعود إلى عهد حكم السلطان أبو حمو موسى الثاني، الذي شيد المدرسة اليعقوبية نسبة إلى والده الأمير يعقوب المدفون بضريح بجوارها.
وبما أن الشيخ العلامة إبراهيم المصمودي قد توفي عام 805هـ، فإن هذا المسجد يكون قد بني عام 765هـ، كان في الأصل المدرسة اليعقوبية التي أسست عام 763هـ خصيصاً للعالم والفقيه والمتحدث التلمساني أبي عبد الله محمد الشريف العلوي الحسني ليدرس فيها، هو وابنه من بعده محمد، وتلميذه الشيخ إبراهيم المصمودي الذي دفن بها.
يقع مسجد سيدي إبراهيم المصمودي إلى الشرق من مسجد أبي الحسن وإلى الجنوب الغربي من المشور في حي باب الحديد، فوق أرض منبسطة ومستطيلة، يقع المسجد في قسمها الشمالي.
بنيت قاعة الصلاة في الجزء الشرقي وهي مربعة الشكل تحتوي على ستة عشر سارية أو عوداً أقيمت عليها قبة بجوار المحراب وقبة أخرى في الوسط؛ وسقف المسجد خشبي مثل كل مساجد تلمسان.
وعلى جانبي قاعة الصلاة يوجد بابان اثنان على الشوارع، لا يفتحان إلا أيام الجمعة والأعياد، وعلى يسار المحراب توجد بيت صغيرة مخصصة للإمام.
يمتلك مسجد سيدي إبراهيم المصمودي خلافاً لمسجدي أولاد الإمام وسيدي أبي الحسن حصناً مساحته 112 متراً مربعاً، وهو محاط بأروقة عريضة ذات جناح واحد من جهة الشرق، والثاني من جهة الغرب، يتم الدخول إليه عن طريق باب في مقدمة المبنى. وللمسجد ثلاثة أبواب: شرقية وغربية وشمالية.
أما محراب جامع سيدي إبراهيم المصمودي فهو عبارة عن كوة (فتحة) عمقها حوالي مترين وعرضه متر ونصف.
وفي القسم الجنوبي من أرض المسجد توجد المنارة (المئذنة)، وهي مربعة الشكل متوسطة العلو لها باب شمالي يؤدي إلى رواق داخل ساحة المسجد. وخلف المنارة غرباً يوجد حمامان يستعملان في الصيف فقط.
توافد على هذا المسجد العديد من العلماء والفقهاء وطلبة العلم، وعلى رأسهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن يحيى بن محمد بن القاسم المعروف بالشريف التلمساني، والشيخ إبراهيم المصمودي وغيرهم من الأعلام البارزة، حتى أن أبا حمو موسى الثاني بنى بجوار المسجد زاوية لطلاب العلم وضريحاً إكراماً لعميه الأميرين أبي سعيد وأبي ثابت وأبيه الأمير أبي يعقوب.