جامعة باتنة تستحضر تاريخ وأعمال صالح لمباركية

ينظم مخبر الشعرية لكلية اللغة والآداب والفنون بجامعة باتنة 1 "العقيد الحاج لخضر"، غدا 11 أكتوبر، ملتقى وطنيا حول أعمال المسرحي الجزائري الدكتور صالح لمباركية، تحت عنوان "أعمال المسرحي الدكتور صالح لمباركية.يأتي هذا الملتقى ليخاطب جيل المسرحيين خارج تشنّج اللحظة التاريخية التي عاش فيها المرحوم صالح لمباركية، الذي ينحدر من منطقة الأوراس، ويُعدّ من بين عشرة أعلام مسرحية في العالم العربي، حيث كُرم من طرف وزارة الثقافة المصرية عام 1994، كما كان واحدا من مؤسسي الجمعية العالمية للمسرح بلياج البلجيكية، ومشاركا دائما في ملتقيات دولية بأوروبا والعالم العربي، وعضو لجان تحكيم بمهرجانات عالمية وجامعية.
وكتب المرحوم الذي شغل سابقا منصب مدير المسرح الجهوي بباتنة ومدير معهد الفنون الدرامية بالعاصمة، عدّة مؤلفات حول المسرح الجزائري، كشف خلالها محطات مهمة في تاريخ المسرح الجزائري. كما نقض عدة بديهيات، مرجعا تاريخ العمل المسرحي للجزائر، إلى فترة سبقت زيارة الفرق المشرقية المعروفة، ومؤكدا وجود كتابات مسرحية جزائرية منسوبة لمؤلف جزائري مغمور، سبقت قدوم فرق الشرق العربي. كما اشتغل المرحوم على عدة قضايا متعلقة بالشخصيات المسرحية، والجزأرة. وحظيت مؤلفاته بإشادة نقاد مسرحيين كبار في العالم العربي.
وأخذ منظمو الملتقى من خلال برنامج ثري، في الحسبان، أهمية المسرح ومكانته، والتأكيد على صياغة ونشر المداخلات، وتشجيع طلبة الدراسات العليا في الفنون، ومطالبتهم بدراسة الموضوعات ذات الصلة بموضوع الملتقى، وإقامة جسور شراكة وتعاون بين الجامعة والمؤسسات المدنية، والفكرية والأكاديمية؛ لتشجيع مثل هذه الملتقيات الهادفة.
ومن المرتقب أن يستقطب الملتقى مشاركة نوعية من عدة جامعات وطنية، لمختصين وأكاديميين سيبحثون في الصور التي يسوّقها الملتقى عن الأستاذ صالح لمباركية، كمنتوج ثقافي بعيدا عن الإيديولوجيات.
وفي هذا السياق، سيناقش الحضور من خلال 17 محاضرة، أعمال الراحل لمباركية، مع العمل على كشف الأبعاد الجمالية للغة الحوارية في أعماله؛ عبر استعراض طبيعة اللغة الحوارية، ومدى استجابتها لوظيفة المسرح، وقدرته على استمالة المتلقي، وأشكال هذه اللغة، ووظيفتها على مستوى النص المسرحي، وأهم الدلالات الرمزية التي تحملها، وأبرز مميزاتها.
ففي ثلاث جلسات سيتم إبراز "الحس الوطني، والبعد القومي في مسرح صالح لمباركية، مسرحية الشروق نموذجا"، و" مساهمة صالح لمباركية في التأريخ للمسرح الجزائري"، إلى جانب التطرق ل "بناء الشخصية الجزائرية في المسرح مسرحية "الزلفة" لصالح مباركية نموذجا ". كما سيشمل برنامج الملتقى عدة محاور، تقدم وجهات نظر مختلفة ومتقاطعة حول الموضوع؛ منها الإطار النظري والمفاهيمي حول تسويق الصورة الحية للمرحوم صالح لمباركية عبر وسائل الإعلام، ناهيك عن نماذج وتجارب عن المواد الإعلامية المساهمة في رسم صورة المسرح الجزائري عبر العصور.
وبخصوص أهداف الملتقى أدرج المنظمون أهمية البحث في سبل الوقوف على أهم أعماله التي مجّدت القضية الجزائرية، والكشف عن نماذج من حياة المسرحي، وأهم أعماله في سبر أغوار البنية الدرامية، والبحث عن استراتيجية المؤلف في التعاطي مع القضايا القومية والإسلامية، وفق ما أشارت إليه رئيسة الملتقى الدكتورة نجية طهاري، فضلا عن أهم الجوانب التاريخية التي اشتغل عليها، وطبيعة الحجج والبراهين التي اعتمد عليها للتأسيس لموقفه النابع من اعتقاده الخاص بعدالة القضية وقدسية الأراضي المباركة، والدعوة إلى نشر الوعي التحرري في أوساط الشباب العربي.
للإشارة، توفي صالح لمباركية، أستاذ الأدب والناقد المسرحي بجامعة باتنة، يوم 3 أفريل 2015 بعد معاناة مع المرض. ونشأ في مسقط رأسه بالأوراس. وكان الابن البكر لوالده الشيخ أحميدة، الذي اشتهر بالورع والتقوى والزهد في دنياه. وحصل الراحل على شهادة الأهلية سنة 1968، ثم شهادة البكالوريا سنة 1976.