الجزائر

ثورة برغم أنف " العربية "



ثورة برغم أنف
لو كان الأمر صادرا من جهات غربية لقلنا أنه وفاء الغرب للغرب، والكلب لا يعض ذيله، لكن أن يأتي تقرير تلفزي على قناة " العربية الحدث " السعودية المنشأ والاماراتية الموطن، فانه يحز في النفس كثيرا، ويدعو الى وقفة جدية مع من يسمون " أشقاء "، لكنهم يحسدوننا في كل شيئ وفي تاريخنا تحديدا. والا ما الغرض من أن تبث " العربية " تقريرا يطمس الحقيقة ويشوه تاريخ ثورتنا المجيدة، فهو نسخة كربونية لما تروج له فرنسا حول ما تسميه " حرب الجزائر ".
قناة العربية التي لم تكلف نفسها حتى نقل وجهة النظر الأخرى اعتمدت في تقريرها على " الخزعبلات " التي تتبناها فرنسا في التعاطي مع فترتها الاستعمارية للجزائر، وركزت على مصطلحات حرب الجزائر والانتقام من المتعاونين مع فرنسا، وترحيل الاقدام السوداء، و400 ألف ضحية في ثمان سنوات من الحرب، والمساواة بين المستعمر والمقاوم، وغيبت تماما مصطلحات الثورة الجزائرية والمجاهدين الجزائريين، وجرائم فرنسا ضد الانسانية والأساليب الوحشية، ولم تكلف نفسها عناء التحقق من أرقام الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض الجزائر، ولا ما فعله الاستعمار بالجزائريين، فمئات المدارس والكتاتيب التي كانت في نهاية القرن 19 وغياب الأمية في الجزائر، وخيراتنا التي كانت تصدر الى أوروبا، وقمحنا الذي غذى الفرنسيين، لم يحضر في تقرير العربية..!
لا يمكننا حجر حق الناس في قول الحقيقة والحديث عنا، لكنه من حقنا أن نطالب بالحياد والموضوعية في هذه المسائل وفي غيرها، ولا نريد من أمثال العربية جزء ولا شكورا، الا احترام الحقيقة وعدم التجني على التاريخ، فقولوا أي شيئ وكيفما شئتم، الا تاريخنا فهو خط أحمر لأننا صنعناه بدمائنا وتضحياتنا، فلما كنا نناضل ونصنع أمجادنا، كان أهل " العربية " بدو هائمون في فيافي الصحراء، يتلاعب بهم " لورانس العرب " للاطاحة بالامبراطورية العثمانية تحت شعار " القومية العربية "، استعدادا للوقوع في الحضن البريطاني.
وللتاريخ فقط هل بامكان " العربية " أن تعد أو حتى تفبرك سيناريوهات في استوديوهات هوليود لصناعة تاريخ لبدو الخليج؟ حتى تقبل على بث سمومها للنيل من نصر لم يتحقق للعرب والمسلمين منذ سقوط الأندلس الا على يد الجزائريين، بفضل الله وبفضل دعم الأحرار العرب في العراق والشام ومصر وفي المغرب العربي، لأن هؤلاء كانوا يدركون أن انتصار الجزائر هو نصر لهم، قبل أن ينقلب الزمن ويتحول بدو الخليج الى " صرة " الأرض، وقبل أن تظهر " العربية " وأمثالها التي تسمي " الفوضى " ربيعا، والفتن والحروب ثورة، بينما تتطاول على ثورة الجزائريين..!؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)