جثمان بن بلّة يُحمل على عربة نقل جثمان بومدين ويُدفن بجواره سي أحمد.. الرجل الذي عرفه الجميع ولم يعرفه أحد ووري الثرى جثمان الرئيس الأول للجزائر المستقلة المرحوم أحمد بن بلة أمس الجمعة بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة بحضور الرئيس بوتفليقة الذي رافق الموكب الجنائزي من قصر الشعب إلى غاية المقبرة، كما حضر مراسم الدفن الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، وعلي كافي، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة ومسؤولون سامون في الدولة.في مشهد جنائزي مهيب ورمزي، يعكس مدى تجذر الثقافة السياسية في الجزائر، اجتمع ثلاثة رؤساء تداولوا على تسيير شؤون الحكم في البلاد المستقلة في جنازة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، الذي يعد أول رئيس عرفه الجزائريون الأحرار. حيث لم يفوت كل من الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد والرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي وفي مقدمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فرصة إلقاء النظرة الأخيرة على الرجل الذي سبقهم إلى الرئاسة، وكانت جنازة الفقيد أمس مناسبة لالتقاء الرجال الثلاثة في مشهد تاريخي عز نظيره في أغلب بلدان العالم الثالث.هذا، ولم يقتصر الحضور على الشخصيات الجزائرية فحسب، حيث تم تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير بحضور الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي والرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، إضافة إلى الوزير الأول الموريتاني، مولاي ولد محمد الأغدس، ورئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، ومستشار الملك محمد السادس، طيب فاسي فهري ونجل أمير دولة قطر جوعان بن خليفة آل ثاني والوزير الأول السابق المغربي، عبد الرحمن يوسفي. وحضر الجنازة أيضا رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، وممثل رئيس اللجنة الإفريقية، مفتاح مصباح أزوان، وكذا الأمين العام المساعد للجامعة العربية، محمد صبيح، فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. كما حضر التشييع أيضا العديد من ممثلي الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية، إضافة إلى جمع غفير من المواطنين. وأكد وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، في كلمة تأبينية، أن الفقيد يعتبر “رجلا كبيرا وهامة شامخة من أبناء الجزائر الذين أحبوا هذا الوطن وضحوا من أجله غير آبهين بالصعاب والمطبات التي تعترضهم”. كما عدد الوزير خصال الرئيس الراحل ونضاله الدؤوب من أجل انتزاع الاستقلال بدءا من انضمامه إلى الحركة الوطنية وهو في مقتبل العمر وصولا إلى مشاركته في تفجير ثورة أول نوفمبر التي توجت بالنصر وحصول الجزائر على استقلالها. وقال محمد الشريف عباس إن الفقيد كان أول من قاد البلاد بعد الاستقلال و”ساهم في وضع اللبنات الأولى للدولة الجزائرية التي كانت ساكنة في قلبه” معتبرا رحيله “خسارة للجزائر وللأمة العربية والإسلامية ولكل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق”. وأوضح أن “التاريخ لن ينسى المواقف المشرفة للرئيس الراحل فيما يتعلق خاصة بوقوفه إلى جانب سياسة الوئام والمصالحة وكذا إسهامه في الحفاظ على العدالة والمساواة”، مذكرا بأن الأجيال اللاحقة “ستبقى تذكر الرئيس الراحل وسيبقى قدوة لها ورمزا في مسيرتها المستقبلية” مضيفا بأن “هذا الرجل العظيم قد وهب نفسه للجزائر وظل مناضلا من أجل حريتها واستقلالها ثم رافقها في تطورها وازدهارها وسيبقى بعد رحيله ذلك الرجل المثالي”. واستطرد محمد الشريف عباس قائلا “لقد شاء القدر أن يغادرنا الرئيس بن بلة والجزائر تتأهب للاحتفال بالذكرى الــ 50 لاستقلالها” هذا الاستقلال الذي كما قال “شارك الراحل بن بلة في استعادته ولذلك سيبقى الراحل المناضل الرمز والقائد المحنك”. وقد اصطف عدد كبير من المواطنين على جنبات الشوارع التي عبرها الموكب الجنائزي للترحم على روح هذه الشخصية الوطنية التاريخية حيث مر الموكب الجنائزي بشوارع ديدوش مراد والبريد المركزي وشارع جيش التحرير الوطني باتجاه مقبرة العالية حيث وضع الجثمان الذي كان مسجى بالعلم الوطني فوق عربة عسكرية وكان محاطا بعناصر الحرس الجمهوري ممتطين الدراجات النارية. مالك ردادفي جنازة رسمية مهيبةجثمان بن بلّة يُحمل على عربة نقل جثمان بومدين ويُدفن بجوارهأعاد الموكب الجنائزي الرسمي للرئيس الراحل أحمد بلة من قصر الشعب إلى مقبرة العالية تحت إشراف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والطاقم الحكومي وإطارات المؤسسة العسكرية، إلى أذهان الجزائريين تاريخ 27 ديسمبر 1978، تاريخ وفاة الرئيس الأسبق هواري بومدين حيث اشتركت الجثتان في العربة العسكرية الشرفية ذاتها، التي أقلتهما لمربع الشهداء بمقبرة العالية.أعادت ترتيبات وصور العفوية للموكب الرسمي لجنازة الفقيد الرئيس أحمد بن بلة الذي وافته المنية أمس الأول عن عمر ناهز 96 سنة، إلى أذهان الجزائريين سيناريو الموكب الكبير لجنازة الرئيس الراحل هواري بومدين المتوفى بتاريخ 27 ديسمبر 1978، سواء بمكان التأبين الذي امتزج بين الحضور الرسمي والجماهير الذين اكتظ بهم بهو قصر الشعب، ومن نفس المكان القاعة الشرفية التي ألقى فيها الجزائريون النظرة الأخيرة على الرئيس بومدين ألقى فيها الحضور النظرة الأخيرة على الرئيس أحمد بن بلة، بل حتى العربة العسكرية الشرفية التي أقلت جثمان بن بلة هي نفسها التي أقلت جثمان خليفته في رئاسة الجمهورية الجزائرية.الجنازة التي جمعت قادة المغرب العربيوعرف قصر الشعب حضورا رسميا أجنبيا مكثفا حيث كان أول الوافدين رئيس الجمهورية العربية الصحرواية محمد عبد العزيز، الذي قال في تصريح صحفي إن “الرئيس بن بلة كان وسيبقى رمزا للتحرر والدفاع عن الشعوب المستعمرة”. كما واصل الحضور الرسمي ممثلا في بعض السفراء وولاة الجمهورية من جميع الولايات وكذا وزراء سابقين وحاليين، تلاهم الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي أول الحاضرين إلى قصر الشعب؛ حيث قدم التعازي باسم الشعب والحكومة التونسية في فقيد الجزائر.وصل رئيس الحكومة المغربية أحمد بنكيران في حدود الساعة الحادية عشرة مرفوقا بكل من مستشار العاهل محمد السادس والسفير المغربي بالجزائر، وكان يرافق المسؤول المغربي الوزير الأول أحمد أويحيى، تلاه رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي مرفوقا بوزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، وكذا مفتاح أزوان ممثل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ، بالاضافة إلى رئيس جبهة العدالة والتنمية الشيخ عبد الله جاب الله. وفي حدود منتصف النهار وصل إلى قصر الشعب قائد أركان الجيش الشعبي الوطني، الفريق قائد أحمد صالح، ثم الوزير المنتدب للدفاع الوطني اللواء أحمد ڤنايزية ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، وكذا نائب الوزير الأول نور الدين يزيد زرهوني ووزير المالية كريم جودي ووزير المجاهدين محمد شريف عباس، فيما وصل السيد رئيس الجمهورية إلى قصر الشعب في حدود الواحدة والربع ظهرا، وهي الأثناء التي ألقى فيها النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس أحمد بن بلة وسط أفراد من عائلته وأصدقائه، ليوضع بعدها الجثمان على العربة العسكرية الشرفية التي كانت مرصعة بالورورد، وهي نفس العربة التي أقلت جثمان الرئيس هواري بومدين. وقد انطلق الموكب الجنائزي نحو مقبرة العالية مرورا بالشوارع الرئيسية للعاصمة ديدوش مراد والبريد المركزي وكان يتبع عربة نعش بن بلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا ثم وزير الدفاع الوطني وقائد الأركان الفريق قايد صالح وعدد من الوزراء، ووصل الجثمان إلى مقبرة العالية في حدود الثانية زوالا.رشيد حمادوشهادات في حق الراحل أبو جرة سلطاني: رحل أحد أعمدة المصالحة الوطنيةوصف رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، أول أمس، الراحل الرئيس الأسبق، أحمد بن بلة، بأحد أعمدة المصالحة الوطنية بالجزائر من خلال تفضيله مصلحة البلاد على الخدش في آلام الماضي.وقال رئيس حركة مجتمع السلم في تصريح صحفي بقصر الشعب أين كان يلقي جموع الشخصيات والمواطنين النظرة الأخيرة على جثمان الراحل أحمد بن بلة، إنه جالس المرحوم في العديد من المرات، فرأى فيه أنه من بين خصاله رفضه الحديث عن آلام الماضي حتى لو تعلق الأمر به، فحسبه بن بلة كان دائما يقدم مصلحة ومستقبل الجزائر على أية مصلحة، حتى ولو كانت لا تخدم خصومه السابقين الذين سامحهم وهذا دليل خصاله الحميدة وحبه لوطنه، يضيف أبو جرة. لويزة حنون: “دعانا إلى قيادة حملة دولية ضد الإمبريالية” من بين ما قالته الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، في حق أحمد بن بلة، أنه قامة من قامات الجزائر وصفحة من صفحات تاريخها العريق، وكشفت لأول مرة في تصريح صحفي هامشي أن الرئيس أحمد بن بلة كان يتمنى أن تقود الجزائر حملة دولية ضد وحش الامبريالية وهو ما حث عليه الأحزاب والشخصيات الوطنية في احتفالية الفاتح من نوفمبر الماضي بقصر الشعب. ياسف سعدي: “نبذ الأحقاد بين جيل الثورة” وأفاد المجاهد ياسف سعدي متحسرا وهو يلقي النظرة الأخيرة على الرئيس بن بلة، أن الرجل من الشخصيات الثورية القليلة التي جمعت بين الدهاء العسكري والسياسي، وهو ما أثبته في الميدان خلال الثورة التحريرية سواء في جناحها العسكري ممثلا في جيش التحرير الوطني أو جناحها السياسي ممثلا في جبهة التحرير الوطني، وتحدث عن إنسانيته واعترافه بالجميل ونبذه للأحقاد بين جيل الثورة. هنري تيسي: “كان رئيسا متواضعا”قال أسقف الجزائر السابق، هنري تيسي، إنه “عايش معظم الإجراءات التي اتخذها الرئيس بن بلة بعد الاستقلال كتأميم الأراضي التي كانت تابعة للمعمرين الفرنسيين في الجزائر”، مشيرا إلى تواضعه وحضوره المناقشات التي كانت تنظم في نادي السينما.فاتح ربيعي: “فقدانه خسارة لإفريقيا والعالم العربي” صرح فاتح الربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، أن “الجزائر فقدت اليوم رمزا قدم تضحيات جساما ولقن المستعمر درسا في التضحية والفداء. وأوضح أن فقدانه “لا يعد خسارة للجزائر فقط، بل لإفريقيا، التي فقدت أحد حكمائها وكذا العالم العربي والإسلامي والشعوب التواقة للحرية والعدل”.عبد الله جاب الله: “لم يسخر نضاله للجزائر فقط” تحدث عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، عن المجاهد والرئيس بن بلة، عن نضاله السياسي المرتكز على القيم الوطنية والممتد إلى ساحات العمل العربي، فهو لم يسخر حياته النضالية للجزائر فحسب بل للعالم العربي والعالم الثالث.اتحاد المحامين العرب: “انتصر لحركات التحرر في العالم” نعى اتحاد المحامين العرب الجزائر في فقدانها الرئيس أحمد بن بلة، مشيدة بالدور الحيوي الذي لعبه كمناضل عربي وزعيم تاريخي وقائد فذ، إلى جانب الرئيس المصري جمال عبد الناصر إبان الثورة التحريرية، لينتصر لحركات التحرر في إفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية.بوعلام بسايح: “ رجل حكمة ومصالحة وحوار” وجه الرئيس السابق للمجلس الدستوري، الدكتور بوعلام بسايح، تعزية إلى كل الجزائريين وإلى أسرة الراحل بن بلة، عدد فيها خصاله النضالية إبان الثورة، أهم ما جاء فيها “إن الرجل ظل حتى آخر يوم في حياته رجل حكمة ومصالحة وحوار، مؤمنا مدافعا عن القضايا العادلة في العالم..”محمد صبيح: “كان مشعلا للحرية” ترحم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، محمد صبيح، على روح الراحل بن بلة، مشيدا بنضاله بقوله: “إنه كان رمزا كبيرا للكفاح من أجل تحرير وطنه واسترجاع سيادته وظل مشعلا للحرية في مختلف أرجاء العالم”.سيدي السعيد: “لم يطلب مقابلا على تضحياته” شدد عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين العام للمركزية النقابية، في الشهادة التي أدلى بها في حق الرئيس الراحل، على أنه رغم تضحياته إبان الثورة التحريرية ومواقفه التاريخية من حركات التحرر في العالم ونضاله السياسي في إفريقيا لم يطلب يوما مقابلا أو اعترافا بمواقفه ومجهوداته”. جمعتها : كريمة. بالغنوشي: بن بلة مدرسة مغاربية في حوار الحضارات قال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، في تصريح لوسائل الإعلام بقصر الشعب وهو يلقي النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الراحل أحمد بن بلة، إنه “لا يعتبر فقيد الجزائر فحسب، بل المغرب العربي وإفريقيا والعالم أجمع”. ووصف زعيم النهضة المرحوم بالمدرسة المغاربية في حوار الحضارات، مبرزا أنه لا يزال إلى اليوم يتذكر نصائح الفقيد وجهوده لما كان في منفاه الاختياري الجزائر فارا من الاستبداد، في إشارة منه إلى نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.رشيد. حبن بلة .. زعيم جلس مع كل صنّاع تاريخ القرن العشرينأقلام القارات الخمس تؤبّن “سي أحمد” شغلت وفاة أول رئيس للجمهورية الجزائرية بعد الاستقلال حيزا واسعا من الصحافة العربية والدولية والإفريقية، لتتقاطع كلها في الثناء على مناقب الراحل الذي شهد تشييعه إلى مثواه الأخير وتقترب من رجل شغل “السلطة الرابعة” بالقارات الخمس. الصحافة الأمريكية: حياتي كلها كفاح أشادت الصحافة الأمريكية بمناقب أول رئيس للجزائر المستقلة السيد أحمد بن بلة ونشرت اليومية الأمريكية “واشنطن بوست” نبذة عن حياة الراحل بن بلة حيث وصفته بــ “زعيم” الثورة الجزائرية، كما اعتمدت الصحيفة الأمريكية على كتابات وشهادات الأستاذ ويليام ب. كاند من جامعة فرجينيا ومؤلف كتاب “الثورة والزعامة السياسية: الجزائر 1954-1968”. ومن جهة أخرى تطرقت يومية “نيويورك تايمز” الأمريكية لمسار الرئيس الجزائري الأسبق من خلال نشر مقاطع من التصريحات التي سبق له أن أدلى بها إلى بعض الصحف الدولية، كما أعادت اليومية الأمريكية نشر تصريح بن بلة التالي “حياتي كلها كفاح..وهو كفاح شرعت فيه وعمري 16 سنة واليوم وقد بلغت 90 سنة لم تتغير محفزاتي ونفس الحماس لازال يرافقني”. الصحافة الإفريقية: رجل تسامح كافح ضد الطغاة كما أثنت الصحافة الإفريقية على الرئيس الراحل أحمد بن بلة، لاسيما الصحفي السنيغالي المعتمد لدى الأمم المتحدة ومدير المجلة الإفريقية الإلكترونية “كونينت برومير” الحاجي غورغي واد إندوي الذي كتب “بن بلة رجل تسامح وهو الذي طالما رفض إبداء أية كراهية تجاه هؤلاء الذين طغوا على شعبه والذين كافح ضدهم”. أما صحافة جنوب إفريقيا ومن خلال الموقع “أفريكا جورناليزم ذي ورولد” فقد علقت على وفاة أول رئيس جزائري؛ إذ كتبت تقول إنه كان “عضوا مؤسسا في المنظمة الخاصة وكافح الاستعمار” مؤكدة على أن الفقيد كان رجلا “معتدلا ورجل سلم”. الصحافة الأوروبية: مناضل ضد العولمة الرأسمالية كما وصفت الصحافة الأوروبية، لاسيما البلجيكية بن بلة بــ “الشخصية البارزة في استقلال الجزائر”؛ حيث ناضل أيضا ضد “العولمة الرأسمالية”، كما ذكرت الصحافة البلجيكية بدعم بن بلة للمصالحة الوطنية في الجزائر. ومن جانبه، نشر موقع الشبكة العنكبوتية “ماركسيست أوبدات” مقالا كتبه بن بلة بمناسبة إحياء الذكرى الــ 30 لوفاة تشي غيفارا تحت عنوان “ تشي غيفارا وكوبا والثورة الجزائرية”. القدر يمنع بن بلة من الاحتفلال بخمسينية الاستقلال في الصحافة الفرنسية من جهتها، ارتأت الصحافة الفرنسية الحديث عن المصير غير المتوقع لأول رئيس للجزائر المستقلة، الفقيد أحمد بن بلة الذي لن يحتفل هذه السنة مع شعبه بالذكرى الــ 50 لاستقلاله. في هذا السياق، كتبت صحيفة “لوموند”: “غريب منطق هذا القدر، فأحمد بن بلة، 96 سنة، لن يشهد بلده الجزائر تحتفل بـ 5 جويلية الذي يصادف الذكرى الــ 50 لعيد استقلالها” مذكرة بأنه على غرار عديد الجزائريين فإن التزام “سي أحمد” بالنشاط النضالي من أجل الاستقلال قد بدأ سنة 1945 مع مجازر 8 ماي في كل من سطيف وڤالمة وخراطة. من جانبها، عادت صحيفة “لوفيغارو” إلى شخصية الراحل بن بلة من خلال حديث مع بن جامين سطورة، المختص في تاريخ الجزائر المعاصرة. أما صحيفة “لومانيتي” فكتبت أن بن بلة قد حاول تطبيق “الاشتراكية المسيرة ذاتيا” بعد تسلمه السلطة في سبتمبر 1962، في ذات السياق عادت “واست فرانس” إلى أحد الأحداث النضالية للرئيس الجزائري الأسبق الذي كان رهن الإقامة الجبرية لمدة ستة أشهر في قصر فيسارديار بتوركان من 20 ماي إلى 26 أكتوبر 1961.الصحافة الإيطالية: رحيل أب الاستقلال الجزائري خصصت وسائل الإعلام الإيطالية عناوينها الرئيسية لوفاة الرئيس الجزائري السابق، أحمد بن بلة، مبرزة مساره منذ الحرب العالمية الثانية إلى استقلال الجزائر. وكتبت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” تحت العنوان الذي تداولته أغلبية الصحف الإيطالية “برحيل أحمد بن بلة في سن يناهز 96 عاما فإن الجزائر تفقد أب الجزائر العصرية ورئيسها الأول بعد الاستقلال”. ومن جانبها، أبرزت القناة التلفزيونية العمومية “راي 1”: “توديع بن بلة، أب الجزائر العصرية” مشيرة إلى أن “هذه الشخصية الشعبية قد كانت الرائدة في محاربة الاستعمار وكذا بين دول عدم الانحياز خلال الحرب الباردة”.وفاة “بطل الاتحاد السوفيتي” وعن وفاة أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، أحمد بن بلة، الذي تولى الرئاسة في الجزائر من عام 1963 إلى غاية جوان 1965، قالت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” إن أحمد بن بلة، ثاني زعيم دولة أجنبية، بعد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، أكرمه الاتحاد السوفيتي بأسمى أوسمته، وسام “بطل الاتحاد السوفيتي” وأيضا وسام “لينين”.وذكرت الصحيفة أن أحمد بن بلة كان نصيرا كبيرا لسياسة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وراهن على الجيش والفقراء، وقاد الجزائريين إلى بر الاشتراكية وسلطة الشعب معتمدا على مساعدة الإخوة السوفييت. وأكرمته موسكو وفقا لقرار الزعيم السوفيتي خروشوف الذي وجد أحمد بن بلة شبيها له في أيام شبابه الثوري. الصحافة العربية: “غيفارا الجزائر” وأبرزت الصحافة التونسية بإسهاب كفاح الرئيس الأسبق أحمد بن بلة من أجل استرجاع سيادة الجزائر. وقالت صحيفة “الصباح” إن الفقيد أمضى معظم حياته في النضال ضمن الحركة الوطنية في مواجهة جيوش الاستعمار الفرنسي، كما أمضى جزءا من حياته في السجن خلال الحقبة الاستعمارية، وذكرت الجريدة أن الراحل انضم إلى حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية و”قاد عمليات بطولية، بينها الهجوم على بريد وهران عام 1947 مع شخصيات أخرى لعبت دورا هاما في مرحلة التحرير الوطني مثل آيت أحمد ورابح بيطاط”. وبدورها ذكرت صحيفة “الصريح” أن الرئيس الجزائري الأسبق ترأس بداية من عام 2007 مجلس الحكماء الأفارقة. أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فعنونت رحيله بـ “غيفارا الجزائر” وعادت إلى نضاله في حزب الشعب الجزائري. أمين لونيسيعاش زعيما ومات رئيسابن بلة.. الرجل الذي عرفه الجميع ولم يعرفه أحدكشفت جنازة أحمد بن بلة، الذي تشاء الأقدار أن يرحل عشية احتفال الجزائر بخمسينية الاستقلال، أن هذا البلد يحسن صناعة التاريخ؛ لكنه لا يحسن تسويقه، حيث تبين ومن خلال تغطية التلفزيون الجزائري للحدث، أن أغلب الشباب من جيل الاستقلال لا يكادون يعرفون شيئا عن أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة وفيهم ربما من كان يعتقد أن الرجل مات قبل اليوم. كشفت جنازة بن بلة، أن خمسين سنة من الاستقلال لم تمكنّا بعد من كتابة تاريخنا الذي ما يزال خاضعا للحسابات السياسية وأمزجة رجال المراحل المختلفة. جيل الاستقلال لا يعرف عن بلة أكثر من أنه “أزيح” من طرف بومدين وأنه صاحب فكرة صندوق التضامن الذي أنشأه غداة الاستقلال لإعمار الجزائر، لأن المدارس الجزائرية لم تتحدث عنه ولم تؤرخ لسيرته. حتى تلك الحكايات المتواترة عن جيله، تعبر أذهان الشباب مثل الأساطير القديمة التي لا تعرف حقيقتها من زيفها. وحتى الذين تداولوا على “بلاطو” التلفزيون للحديث عن بن بلة، لم يقولوا شيئا.. هل كان إبعاد بن بلة من السلطة انقلابا أم ما اصطلح عليه “تصحيحا ثوريا”؟ على رأي التلفزيون الرسمي.. ما هي أسباب خلافه الحقيقية مع بومدين؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تجيب عنها للأسف مدارسنا.ومن سخرية الأقدار أنه وبعد خمسين سنة من الاستقلال نجد أنفسنا مضطرين لنستقي بعض تلك الإجابات من محاميته الفرنسية مادلين لافي فيرون وروبير ميرل، الذي أملى عليه مذكراته، أي أن فرنسا هي التي تملي علينا تاريخ زعمائنا وتكتبه أيضا.برحيل بن بلة، لم تخسر الجزائر زعيما حقق الإجماع شرقا وغربا من إفريقيا إلى المغرب العربي فحسب؛ ولكنها أيضا خسرت جزءا من ذاكرتها وتاريخها الخاضع لقانون الشفاهة، خاصة وأن الرجل ختم برحيله نهاية مرحلة وجيل ليس من السهل أن يتكرر في تاريخ هذا البلد. ورغم الجنازة الرئاسية التي أقيمت للراحل ولها ما لها من دلالات سياسية في هذه المرحلة بالذات، إلا أنها قد لا تنجح في التغطية على ثقوب ذاكرتنا التاريخية التي وعلى ما يبدو، هي أكبر وأعظم من أن نستحقها نحن.زهية منصر
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com