تحتوي ولاية قسنطينة على العديد من المقومات السياحية والترفيهية والمحميات الطبيعية الخلابة التي تتميز بروعتها وجمالها الأخاذ، ما يجعلها تصنف ضمن المدن ذات المناظر الجميلة والهواء النقي.فالزائر لعاصمة الشرق الجزائري يلاحظ تميزها بمناطق خلابة تجلب عشاق الطبيعة والباحثين عن متعة المنظر ونقاء الهواء، وبعيدا عن الجسور المعلقة تجد تلك الحدائق التي تعانق صخورها الصلبة، لتشكل بساطا جميلا يمكن للزائر الاستمتاع بمنظره من أعالي الجسور حتى قبل أن يتجول بها، رغم أن المناطق الخلابة والجميلة بالولاية طالها خلال الأعوام الماضية الإهمال والتسيب، على غرار حديقة «سوسة» الجميلة الواقعة أسفل جسر باب القنطرة وحديقة «بن ناصر»، وغيرها من الحدائق المتواجدة بوسط المدينة وخارجها، إلا أنها بدأت تسترجع إشراقها، خصوصا بعد أن تم اختيار قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية لسنة 2015.بعض الغابات والمحميات الطبيعية التي تتربع على مئات الهكتارات ساهمت بشكل فعال في إثراء الولاية بيئيا بمؤهلات ضخمة، من شأنها أن تنعش القطاع السياحي، فغابة جبل الوحش بمركبها الترفيهي ومحميتها الطبيعية بأشجارها و بحيراتها وأنواع طيورها النادرة، شكلت خلال فترة من الزمن مقصدا هاما للمواطنين والزوار من داخل الولاية وخارجها. كما ساهمت في إنعاش الولاية اقتصاديا قبل أن تحل بها العشرية السوداء التي جعلت منها مكانا مهجورا ومهملا، إلى جانب غابة المريج التي استرجعت أخيرا مكانتها بعد خضوعها قبل سنتين لعمليات تهيئة واسعة تحت وصاية محافظة الغابات للولاية، والتي أوكلت الأشغال لشركة جهوية للهندسة الريفية بغلاف مالي قدره 17 مليارا، حيث تم تجهيز الحديقة وإعادة تهيئتها كليا، ليصبح المرفق وفق التجهيزات الجديدة، على غرار الألعاب والبحيرات وحظائر السيارات التي تصل سعتها الاستعابية إلى 12 ألف سيارة على مدار اليوم، ناهيك عن 3 ملاعب ذات أرضيات مزدوجة وملعب كبير لكرة القدم وشق مسار صحي مخصص لممارسة المشي والجري بطول 03 كلم ومسالك غابية طولها الإجمالي 3.5 كلم، ملجأ للمئات من العائلات القسنطينية التي باتت تقضي أوقاتا رائعة تحت ظلال الأشجار رفقة الأطفال الذين يجدون متنفسهم بين أحضان نحو 15 مركبا للعب. ولا يقتصر فقط على مركبات اللعب بل يشمل عددا من الخدمات كالأكشاك والمطاعم وهياكل للإدارة و الإسعاف، إلى جانب مرحاضين عموميين، مع العلم أن الجهة المكلفة بالإنجاز اعتمدت مواد طبيعية محضة من خشب استخدم في إنشاء معابر لربط حواف البحيرات والمرافق، إضافة إلى الاستخدام الواسع للحجارة سواء في بناء الشلال الاصطناعي أو تزيين حواف البحيرات، حفاظا على طبيعة المكان باعتباره محمية طبيعية، وتجنب استخدام الإسمنت بشكل كبير.ومن شأن الثروة الطبيعية الهائلة التي تزخر بها عاصمة الشرق أن تعطي قسنطينة طابعا جماليا، كما أن الحدائق والغابات والمحميات الطبيعية ستتيح الفرصة للمواطنين بغية الاستمتاع بجمالها، لاسيما أن مثل هذه المرافق لا تقل أهمية عن أي هيكل، خاصة أن قضاء ساعات بين أحضان الطبيعة يساعد على التخلص من ضغوط الحياة ومشقاتها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عزيزة كيرور
المصدر : www.el-massa.com