تعاني بلدية تيمزارت الواقعة أقصى شمال شرق ولاية تيزي وزو، التهميش لغياب التنمية، حيث يفتقد سكانها لأبسط الضروريات كغياب الهياكل القاعدية وانعدام المرافق الرئيسية من مؤسسات ثقافية وشبانية.
باستثناء الملعب الجواري الذي أنشئ حديثا وأصبح المتنفس الوحيد لكل أطفال وشباب المنطقة، لا وجود لمظاهر التنمية بهذه البلدية المعدومة، لتمتد معاناة السكان إلى الأطفال، وبالأخص تلاميذ البلديةالذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المتوسطات والثانويات المتواجدة في منطقة واقنون وفريحة، الأمر الذي انعكس سلبا على تحصيلهم العلمي، حيث يطالب أولياء التلاميذ في هذا الصدد السلطات الوصية بالنظر بعين الرأفة إلى معاناتهم هذه.
كما أن غياب قاعة توليد بالبلدية جعل النساء الحوامل يتكبدن عناء السفر من مقر إقامتهن إلى بلدية بني سليمان للفحص، قاطعات مسافة 27 كلم ذهابا وإيابا، ومعرضات بذلك صحتهن وصحة الجنين للخطر.
والمشكل المأساوي هنا، أن عادات وتقاليد المنطقة المحافظة تمنع المرأة من الركوب مع غرباء في سيارة واحدة، ما يحتم على الزوج أو القريب كراء سيارة بثمن لا يقل عن 500 دج في غالب الأحيان. بالنظر إلى قرب واقنوان من تميزرات وهنالك يتم التكفل بهن.
ويتوجه معظم الشباب ممن أنهوا دراستهم صوب ورشات البناء للبحث عن عمل لم يتح لهم في بلديتهم النائية، أو الاتجاه إلى أسواق واقنون لبيع ما يملكون من محاصيل زراعية، في حين أن بقية الشباب يعملون في إطار الشبكة الإجتماعية وتشغيل الشباب التي لا توفر لهم حتى تكاليف السجائر، ومن يفوز بمنصب في الشبكة الإجتماعية في هذه البلدية يعد محظوظا، نظرا لانعدام فرص العمل بها وانتشار البطالة التي كان بالإمكان امتصاصها لو أن البلدية استفادت من مشاريع تنموية في مجال السكن والعمران، وانعدام مقومات الحياة الكريمة من جهة أخرى ومع استتباب الأمن وعودة روح التنمية في المنطقة، تبقى الكرة في ملعب المسؤولين والمعنيين، كل حسب اختصاصه، في عودة النازحين إلى قراهم ومداشرهم بعدما عانوا مرارة التشريد ونظرة الإزدراء، خاصة إذا علمنا حالتهم المعيشية السيئة التي وقفنا على بعضها من خلال حديثنا مع بعض العائدين، الذين أكدوا أن ما توفره أراضيهم من خيرات يجعلهم في غنى عن طلب المساعدة، مطالبين في نفس السياق بضرورة تسهيل طرق الدعم الخاصة بالبناء الريفي والإستفادة من الدعم الفلاحي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : السلام اليوم
المصدر : www.essalamonline.com