تيري هنري نجم المنتخب الفرنسي حيّر عشاق أرسنال وأشهر إسلامه بالأزهر الشريف

في ماي 2006 فوجئ أكثـر من 45 ألف متفرج في ''ستاد هايبري''، معقل المدفعجية القديم، والملايين على شاشات التلفاز بالنجم الكبير هنري يسجد على الأرض بعد إحرازه لهدف.   لم يصدق الناس أعينهم، وحدثـت ضجة كبيرة، انقسم فيها الجمهور إلى قسمين، فمنهم من برّر سجود هنري بأنه تقدير واحترام من اللاعب للملعب الذي شهد نبوغه في كرة القدم، لأن تلك الحادثـة تزامنت مع آخر مباراة لفريق أرسنال على ملعبهم القديم قبل الانتقال إلى ستاد الإمارات، والقسم الآخر من الناس ويقوده أنيلكا، نجم المنتخب الفرنسي، حيث برّر ما حدث بأنه ترجمه دينية خالصة، مفادها أن هنري اعتنق الدين الحنيف بعد المباراة.  وحين سئل هنري: هل أسلمت؟ أجاب في حسم وقوة: ''ما يهم الجمهور هو أهدافي وليس ديني''. بقي الجدل بعدها مستمرا، حتى فاجأت صحيفة ''ليكيب'' الواسعة الانتشار بأوروبا عشاقها بتقرير ساخن يفيد اعتناق هنري للدين الحنيف، بل إن هناك من يؤكد أن التوقيت القصير بين نهاية البطولة الإنجليزية المحترفة وبداية كأس العالم حال دون سفر الغزال الأسمر إلى السعودية لأداء مناسك العمرة. لكن الأمر الأكثـر إثـارة للجدل هو حدث قدوم هنري للقاهرة في زيارة سريعة لم تستغرق أكثـر من 12 ساعة، لتصوير إعلان لشركة بيبسي مع المطربة هيفاء وهبي، قبل التحاقه بمعسكر ''الديكة'' المشارك في كأس العالم بألمانيا، حيث أشهر إسلامه في الأزهر الشريف، وتم التكتم على تلك التفاصيل بناء على رغبة النجم الفرنسي. محاربته العنصرية قادته للتعلق بالإسلام  قصة إسلام هنري بدأت بعد واقعة الألفاظ العنصرية التي تعرّض لها من المدرب أراجونيس، المدير الفني للمنتخب الإسباني، أثـناء حديثـه للاعب أنطونيو رايسو، وهو ما تسرّب للصحافة بتفاصيله، وطالب الكثـير وقتها بعقاب أراجونيس بسبب سخريته من بشرة وهيئة الغزال الأسمر، وقام وقتها هنري بإنشاء جمعية خاصه لمناهضة العنصرية بالملاعب العالمية. وفوجئ هنري باستقبال الموقع الإلكتروني للجمعية لمئات الرسائل من أناس مسلمين يدعمونه، مستشهدين بالقرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة، تؤكد مساواة الإسلام بين البشر حتى في اللون، وكان طبيعيا أن يتفاعل هنري مع الرسائل. ولكنه اختلف عن غيره من نجوم العالم الذين أسلموا في شهرين، حيث استغرقت دراسة هنري للإسلام عامين، حضر خلالها مؤتمرات وندوات دينية سرية بصحبة صديق له يدعى فرانسوا، صاحب إحدى الجمعيات الدينية بفرنسا، وتم تسجيلها تليفزيونيا بحجة ضمها لمكتبة الجمعية. وبعدها، قرّر التقرب أكثـر للإسلام ونصوصه، وحرص على التقرب من شيخ جزائري يدعى بن شداد، هذا الأخير الذي أبدى اهتماما ورعاية كبيرة لهنري، وفسر له آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، بناء على رغبة نجم المنتخب الفرنسي ونادي برشلونة.