الجزائر

تيجاني محمد صاحب مصنع أحذية بوهران



تيجاني محمد صاحب مصنع أحذية بوهران
" لا ينكر أحد بأن صناعة الجلود بأنواعها كانت مزدهرة في الماصي لكن بعد غلق المصانع و تسريح عمالها تقلص عدد المنتجين كثيرا و كانت مؤسسة والدي الوحيدة التي بقيت تنتج بولاية وهران إلى غاية يومنا هذا فتحدينا كل العراقيل حبّا في هذه المهنة ،و كوّنا من الكثير من الشباب في تصميم و صناعة الأحذية لكن للأسف الشديد لا تزال العراقيل و المشاكل مطروحة و تمنع معظم المنتجين الجزائريين من تطوير نشاطهم و توسيعه و من أهمها ندرة اليد العاملة المؤهلة ،فبدون توفر الموارد البشرية الكافية و بدون تكوين لا يمكننا خلق صناعة ليس فقط في شعبة الجلود بل بكل الشعب الأخرىو ما أريد الإشارة إليه هو أنّه في أيّامنا لا يمكن لمنتج أو صاحب مؤسسة ما أن يحقق الاستقرار في نشاطه و خاصّة في اليد العاملة ،فنجد العامل يطلب وظيفة و يسعى لبلوغها و عندما يجدها يبقى فيها وقتا قصيرا ثم يستقيل بحثا عن منصب أفضل أو أجر أعلى .لكن في الغالب لا يمكن لرب العمل أن يمنح المستخدم راتبا كبيرا لأن المؤسسة صغيرة و وضعيتها المالية لا تسمح بمنح العامل ما يطلبه خصوصا إذا كان لا يملك مؤهلات و مستوى تعليمي عالي .لذلك نجد الفتيات أكثر جدّية في العمل لأنّهن يرضين براتبهن في حين يرفض الشباب العمل مقابل أجر متوسّط.و هذا الوضع ينعكس على المؤسسة و إنتاجها .و ليس هذا فقط فهناك نقائص أخرى تواجه المنتجين منها قضية الشحن فنحن ندفع مبالغ مالية باهضة لاستيراد السلع و التجهيزات التي نحتاجها في مصانعنا إضافة إلى أعباء التصنيع و الأجور و الصيانة و التجهيز و غيرها لنساهم في جلب القيمة المضافة لاقتصادنا ثم نخشى من المنافسة غير الشرعية و من غلبة المنتوج المستورد ،في حين نرى بأن المستوردين لا يتكبدون كل هذه المصاريف ،و سلعتهم تعرض في الواجهات جاهزة و لا تكلف بعد ذلك شيءو رغم كل هذا أن متفائل لمستقبل الصناعة في بلادنا ،فقد بدأنا نحن المنتجون نقترب من نهاية النفق بفضل القوانين الأخيرة التي تصب معظمها في صالح الاقتصاد الوطني و المستثمرين الذين لهم رغبة و إرادة في الانتاج و التصدير.و من حسن حظّنا منحتنا سلطات ولاية وهران قطعة أرض مساحتها 4 آلاف متر مربّع لنوسّع نشاطنا أكثر و ننجز مصنعا للأحذية يوظف حوالي 200 عاملا و تقدر طاقته الانتاجية ب 100 ألف وحدة سنويا و هدفنا من هذا الاستثمار الانتقال إلى مرحلة التصدير لأن منتجنا دو جودة عالية و يمكنه المنافسة في الأسواق الخارجية بل هو أفضل بكثير من المنتج الصّيني .فنحن المنتجون الجزائريون لا نقل كفاءة و مهارة و قدرة على تحقيق الجودة و اقتحام الأسواق الخارجية عن نظرائنا بأوروبا أو آسيا ،لكن ما ينقصنا هو الخبرة في التسويق و الإشهار بمنتجنا "


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)