عطار: الجزائر استرجعت مكانة دبلوماسيتها الطاقويةارتفعت أسعار النفط الخام في تعاملات أول أيام الأسبوع بعدما هبطت ب 4 في المئة في تعاملات نهاية الأسبوع الماضي الجمعة، وذلك تزامنا مع بدء فعاليات الدورة ال 15 للمنتدى الدولي للطاقة الذي سيشهد غدا اجتماعا مصيريا للمنتجين، وبرزت أمس توقعات بأن تشكل الأزمات الجيوسياسية بين الدول المنتجة للنفط كالمملكة العربية السعودية وإيران عقبات تعرقل التوصل إلى قرار توافقي بخصوص تجميد إنتاج النفط يرضي جميع الأطراف، وظهرت التوقعات سريعا بعد أن قلل ممثل طهران من أهمية الاجتماع قائلا أن توقعات ما سيسفر عنه متواضعة.ظلت أسعار النفط تحوم حول حاجز 45 دولارا للبرميل في انتظار نتائج اجتماع الجزائر الذي قال بشأنه وزير الطاقة نور الدين بوطرفة بأنه لن يخرج خاوي الوفاض . ووصل سعر الخام الأمريكي الخفيف في تعاملات الأسواق الآسيوية صباح أمس إلى 44.9 دولار للبرميل بينما وصل سعر خام برنت إلى 46.31 دولار للبرميل. وكان التفاؤل باتفاق حاسم بشأن سوق النفط تراجع، خاصة مع الموقف الإيراني الذي بدا لوهلة مستجيبا لتجميد الإنتاج، لكن البعض شكك في التزام إيران حتى بعدما أبدت السعودية أكبر منتج للنفط في أوبك استعدادها لتجميد الإنتاج إذا التزمت إيران، إلا أن إصرار الجزائر وفنزويلا على الوصول إلى اتفاق دفع الأسواق إلى التفاؤل بأن هناك اتفاقا محل نقاش ويمكن أن تتوصل إليه اجتماعات الجزائر. وتشهد أسعار النفط هبوطا منذ جوان 2014 حين هوت بأكثر من النصف مع زيادة الإنتاج والتصدير مقابل طلب ضعيف على الخام، ويقدر فائض العرض في السوق النفطية بنحو مليوني برميل يوميا، حتى مع غياب قدر من النفط النيجيري بسبب الاضطرابات في دلتا النيجر وغياب أغلب النفط الليبي عن السوق. ويدرك المجتمعون في الجزائر أن عودة أكثر من نصف مليون برميل يوميا من نفط نيجيريا إلى السوق واحتمالات عودة إنتاج وتصدير النفط الليبي تدريجيا يمكن أن يزيد من فائض العرض بما يهوي أكثر بالأسعار في ظل عدم نمو الطلب العالي بشكل جيد. ويشكل ذلك عامل ضغط آخر يعطي ضغوط الجزائر وفنزويلا للتوصل إلى اتفاق زخما قد يسفر عن نتيجة بحسب ما أكدته وكالات مختصة.هل يستمر تعنّت إيران والسعودية ؟في مؤشر على بدء الصراع السعودي الإيراني، قال وزير النفط الإيراني أمس أن الاجتماع غير الرسمي لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المخطط انعقاده على هامش منتدى الطاقة الدولي بالجزائر هو اجتماع تشاوري فقط، وإن توقعات ما سيسفر عنه متواضعة. ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن الوزير بيجن زنغنه قوله قبل أن يغادر طهران إلى الجزائر، هذا اجتماع تشاوري وهذا كل ما يجب توقعه منه . وأضاف الوزير المحادثات بين أعضاء أوبك (في الجزائر) يمكن أن تستغل في قمة أوبك بفيينا في نوفمبر . وكان وزير الطاقة نور الدين بوطرفة قد أكد أن اشتراط السعودية لتجميد إنتاجها تثبيت إيران لإنتاجها هي الأخرى، مقترح مسؤول جدا ، على اعتبار أن إيران مطالبة بالاستجابة أيضا وعدم الوقوف كعائق خلال الاجتماع غير الرسمي لدول منظمة الأوبك بالجزائر -حسبه -.وأضاف بوطرفة في ندوة صحفية نشطها بمقر وزارة الطاقة أول أمس، بأن مقترح السعودية وموقف إيران منه يندرجان ضمن مساعي كل طرف البحث عن ما يتناسب ومصالحه، مضيفا بأنه ما دام الكل متفق على ضرورة استقرار السوق بقي البحث عن الكيفية المناسبة لتحقيق ذلك، التي اعتبرها مسؤولية كل الدول المنتجة والمصدرة للنفط، متابعا في نفس الإطار بالقول -حاليا اتفاق الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك على حل ملائم هو المهم والباقي إيجاد التقنية المناسبة لتحقيق ذلك والأجندة المتبعة للوصول إلى الهدف، أما الأهم فهو استدراك الخسائر التي تسبب فيها انهيار الأسعار-. كما أثنى بوطرفة على مقترح السعودية بتثبيت إنتاجها عند مستويات شهر جانفي الماضي أين كانت تنتج حوالي 10 ملايين و100 ألف برميل يوميا، معتبرا موافقتها على التراجع بعدما وصلت إلى إنتاج 10 ملايين و500 ألف برميل يوميا خطوة جيدة وفرصة للوصول إلى اتفاق خلال هذا اللقاء.عطار: الجزائر استرجعت مكانة دبلوماسيتها الطاقويةقال عبد المجيد عطار، الرئيس المدير العام الأسبق لسونطراك ونائب رئيس الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز، إن الجزائر استرجعت مكانة دبلوماسيتها الطاقوية باحتضانها هذا الأربعاء لحدث طاقوي عالمي مهم، موضحا أن المعطيات المبدئية تشير إلى نجاح اللقاء نظرا إلى عدد والدول التي أكدت مشاركتها.وأكد عبد المجيد عطار في تصريح إذاعي أمس أن الاجتماع غير الرسمي للبلدان المصدرة للنفط أوبيب يعد فرصة ثمينة لتبادل الآراء وإمكانية التوصل إلى قرار توافقي لتجميد إنتاج النفط، لتفادي تدني أسعار النفط إلى ما دون ال 40 دولار. وفي هذا الإطار، توقع المتحدث ذاته أن تشكل الأزمات الجيوسياسية بين الدول المنتجة للنفط كالمملكة العربية السعودية وإيران عقبات تعرقل التوصل إلى قرار توافقي بخصوص تجميد إنتاج النفط يرضي جميع الأطراف. وفي هذا الصدد، أشار عبد المجيد عطار إلى أنه على هامش هذا المنتدى، يجب أن يكون هناك اجتماع غير رسمي لممثلي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيب) يمكنها من محاولة إبرام اتفاق حول إنتاجها من النفط الخام. وفي معرض حديثه، أستعرض عطار أسباب تراجع اسعار النفط حيث أرجعها إلى الركود الإقتصادي على مستوى العالم، إضافة إلى توجه الدول الأكثر استهلاكا للطاقة نحو ترشيد الإستهلاك بتغيير سياسيتها الطاقوية والتوجه نحو الطاقات المتجددة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إسماعيل ض
المصدر : www.alseyassi.com