إختتمت أمس الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا التي إحتضنتها وهران على مدى ثلاثة أيام بمركز المؤتمرات محمد بن أحمد، حيث أشاد رؤساء الوفود المشاركة بالدور الهام الذي تقوم به الجزائر في إطار توحيد كلمة إفريقيا في المنتديات الدولية وبصفة خاصة على مستوى مجلس الأمن للأمم المتحدة، كما أكد على ذلك السيد رتياب كمال المكلف بالدراسات والتلخيص على مستوى ديوان وزارة الخارجية، الذي قدم في ندوة صحفية عقدها عقب إنتهاء أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى المنعقدة بمركز المؤتمرات محمد بن أحمد بوهران، حوصلة وإستنتاجات لما توصّل إليه المشاركون في هذا اللقاء، في بيان ختامي تلاه على مسامع الأسرة الإعلامية الحاضرة لتغطية الأشغال.ومن بين النقاط التي إتفق عليها المشاركون، نجد وجوب تقوية ومساندة كل المؤسسات الإفريقية التي تم وضعها من قبل الدول الإفريقية ضمن مجلس الأمن لتمثل القارة السمراء لدى هذه المؤسسة الأممية، بالإضافة إلى وجوب إحترام القرارات التي تصدر عن هذه الهيئات والمؤسسات الإفريقية من قبل الدول الإفريقية، والعمل على تقوية القيادة الإفريقية وكذا وزن المؤسسة الإفريقية لدى المنظمات العالمية وبصفة خاصة منظمة الأمم المتحدة، وكذا العمل على تقوية الحكامة الإفريقية مع إعطاء دور هام لكل من الشباب والمرأة ،وتوحيد الصفوف من أجل محاربة الخطر الإرهابي الذي تعدت حدوده إلى مناطق إفريقية واسعة لم تكن تعرف هذا الخطر من قبل، مع العمل على تقليل الخطر الإرهابي من خلال تضييق فرص ولوجه إلى الشبكة العنكبوتية وبصفة خاصة إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أضاف المتحدث السيد كمال رتياب بأن المشاركين اتفقوا أيضا على العمل على تقليص الهوة بين الإعلانات السياسية للقادة الأفارقة والموارد التي يتم وضعها لتحقيقها ، ووجوب الإستفادة من التجارب الناجحة في مجال محاربة الإرهاب، حيث ساندوا في هذا الإطار التجربة الجزائرية والمصرية.
إشراك الشباب والنساء
في السياسات الموضوعة
لمحاربة الإرهاب
كما أكدوا أيضا على ضرورة إشراك الشباب والنساء والقادة في السياسات الموضوعة لمحاربة الإرهاب، مع التركيزعلى تحديد المفاهيم والسياسات، ليتم من خلالها تحديد الآليات الناجعة لمحاربة مختلف المخاطر وأولها الإرهاب الذي يتهدد القارة السمراء وشعوبها.
وأجمعوا أيضا على أنه بالإضافة إلى محاربة الإرهاب، يجب أيضا التنديد بالأطراف والدول التي تمول وتساند المجموعات الإرهابية، والعمل على تجفيف مصادر تمويل هذه المجموعات.
وأكد المشاركون على أن هناك تحاملا على العمل المتعدد الأطراف، نظرا لتضارب المصالح بين أعضاء مجلس الأمن، وفي هذا الإطار تم إسداء الشكر لكل من الجزائر وتونس على العمل الذي قاما به باسم إفريقيا على مستوى مجلس الأمن، والمطالبة بتقوية عمل مجموعة 3+1 أي مجموعة الدول الإفريقية التي تمثل إفريقيا على مستوى مجلس الأمن.
في جانب آخر أكد المجتمعون أيضا على وجوب العمل على تنسيق أكبر بين مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجموعة 3+1 ، وذلك على مستوى مجلس الأمن، مع التأكيد على أن هذا التنسيق يجب أن يكون قبل افتتاح أشغال مجلس الأمن، حتى يكون ممثلو إفريقيا على دراية بجميع المواضيع التي يجب توحيد صوت إفريقيا حولها.
إشادة بالجهود الجزائرية
في الدفاع عن مصالح
إفريقيا
في نهاية جلستهم أشاد المشاركون بالعمل الجبار الذي قامت به الجزائر ولازالت تقوم به من خلال ممثلها السيد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، الذي كان سباقا في إقتراح مثل هذا الإطار أي الندوة رفيعة المستوى للسلم والأمن في إفريقيا، التي سمحت للإخوة الأفارقة بالإجتماع وكذا تقوية تمثيل الإتحاد الإفريقي على مستوى مجلس الأمن، كما طالبوا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بضرورة إستمرار إحتضان الجزائر لهذه الأشغال، نظرا للدور الهام الذي تقوم به الجزائر في تقوية اللحمة الإفريقية حول القضايا العادلة والمصيرية في القارة.
للتذكير فإن المنتدى الذي إلتقت فيه الوفود الإفريقية لمدة 3 أيام، ابتدأ بوهران في شهر ديسمبر 2013 وكان بمبادرة من الجزائر، بحيث كان الهم الوحيد حينها هو توحيد كلمة إفريقيا حتى تكون مسموعة، تلته طبعات أخرى في سنوات 2014 و2015 و2016 ، كان يتم إستضافتها دائما في مدينة وهران على نفس المستوى، علما أنه أنه بمناسبة المنتدى الأول لسنة 2013 تم تحديد آلية التنسيق، أي أن إفريقيا تمثّل لدى مجلس الأمن الدولي بثلاثة مقاعد غير دائمة للدول إفريقية، تتداول بصفة دورية عليها دول إفريقية أخرى لتمثيلها على مستوى مجلس الأمن الأممي .
أما الشيء الذي تم إستحداثه منذ عامين حسب المكلف بالدراسات والتلخيص على مستوى ديوان وزير الخارجية السيد كمال رتياب، فهو إضافة بلد يمثل المنطقة إفريقيا والكراييب وهو المسماة بالمنطقة السادسة على المستوى الدولي، لأن دول الكراييب لها نفس الإهتمامات والإنشغالات مثل الدول الإفريقية، وبصفة خاصة ليسمع صوتها في المنتديات الدولية.
الوفود الإفريقية تبدي
إعجابها بمخرجات
الجامعة الإفريقية
كما أنه في إطار الندوة المختتم أشغالها أمس، فقد تم فيها تناول ثلاثة (3) مواضيع مهمة، خصّ الموضوع الأول الإنقسام على مستوى مجلس الأمن وإلزامية القيام بتوحيد الصف الإفريقي على هذا المستوى، أين تطرق المشاركون إلى عدة مواضيع أولها هو "الهندسة الإفريقية للحكامة" لما لهذه الأخيرة من دور هام في تسيير شؤون الدول الإفريقية، ومن خلال هذا العنوان تم التطرق إلى الإنجازات التي تحققت إلى يومنا هذا، وكذلك العقبات التي تقف في وجه الدول الإفريقية والتي يجب إيجاد الحلول لها، بينما كان الموضوع الثاني الذي تم التطرق إليه هو التهديد الإرهابي على إفريقيا، من خلال البحث في سبل تعزيز نجاعة آلية الإتحاد الإفريقي لمجابهة هذا الخطر، ليليها الموضوع الثالث الذي كانت له حصة الأسد في هذه الندوة رفيعة المستوى، والذي خصّ وجوب تحقيق تنسيق للجهود من أجل توحيد صوت إفريقيا داخل مجلس الأمن للأمم المتحدة.
للتذكير فقد كان للوفد الإفريقي فرصة لزيارة المركب الأولمبي الذي سوف يحتضن ألعاب البحر الأبيض المتوسط في سنة 2022 ، وذلك لما لهذا المشروع من بعد ثقافي وسياسي ورياضي ذي أهمية بالغة تكريسا للبعد المتوسطي والعربي والإفريقي للجزائر ولمدينة وهران ، كما كان كذلك للوفد فرصة لزيارة الجامعة الإفريقية في مدينة تلمسان، أين عاين من خلالها المشاركون، العمل الجاد الذي تقوم به الجزائر في مجال تكوين الأطر الإفريقية القادمة من مختلف الدول الإفريقية، وبصفة خاصة في مجالي التحكم في تسيير الطاقة المتجددة منها بصفة خاصة، وتسيير المنشآت المكلفة بتوزيع وإنتاج المياه لما لهذين الموضوعين من أهمية بالنسبة لمستقبل القارة ووجوب التحكم فيها بإطارات إفريقية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/12/2021
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة عاصم
المصدر : www.eldjoumhouria.dz