الجزائر

تواتي يحمّل مدلسي "كارثة خليفة"



تواتي يحمّل مدلسي
انتهت آخر جلسات الاستماع للشهود في محاكمة خليفة، على وقع مواجهة لفظية ساخنة بين نائب محافظ بنك الجزائر، علي تواتي، ومحامي دفاع عبد المومن خليفة، نصر الدين لزعر. قال فيها الأول إن قرار تصفية بنك خليفة كان حتمية ولم يكن ممكنا إنقاذ بنك مزور، ورد الثاني بأن بنك موكله تعرض لعملية تصفية ممنهجة.بصرامة شديدة كادت تخرج في كثير من الأحيان عن حدود اللياقة، تكلم علي تواتي، نائب محافظ بنك الجزائر، أثناء مثوله للشهادة في محاكمة قضية خليفة، عن الوضعية “الكارثية” التي كان عليها بنك خليفة، من خلال التفتيشات التي كان يقوم بها بنك الجزائر. ونفى تواتي أن يكون قرار توقيف التجارة الخارجية عن بنك خليفة، في نوفمبر 2002، السبب وراء انهيار البنك ووصوله إلى مرحلة التصفية، بدليل أن بنك البريد في فرنسا يعد من أكبر البنوك ولا يتعامل أبدا في التجارة الخارجية، واصفا تحليلات المحامين والدكاترة والصحافة التي تبنت هذا الطرح ب”التفاهة”.اشتباك لفظي بين تواتي ولزعرهذه الكلمة فجرت غضب المحامي نصر الدين لزعر الذي انتفض في وجه الشاهد وهدد بالانسحاب من الجلسة. وطالب بتدخل نقابة المحامين لتضع حدا لهذا التجاوز اللفظي “الخطير” على حد وصفه. لم يتمكن القاضي من تهدئة الجو المنفعل في القاعة فعمد إلى رفع الجلسة، وعاد بعد ربع ساعة لاستئنافها، لكنه فوجئ مرة أخرى برفض الصحفيين الجلوس لما اعتبروه هم أيضا إهانة من الشاهد، فتدخل القاضي ليطلب من نائب بنك الجزائر سحب كلمة “تفاهة”، فامتثل وطلب الاعتذار.بيد أن شهادة علي تواتي، بعيدا عن هذا الصدام، كانت مهمة في إيضاح أكثر من نقطة ملتبسة. قال الشاهد إنه أرسل إلى وزارة المالية التي كان يتولاها آنذاك مراد مدلسي، تقريرا يتضمن مخالفات حول التجاوزات المرصودة في بنك خليفة، بهدف تحريك دعوى قضائية ضد البنك، وهو ما يناقض ما قاله مدلسي في محاضر التحقيق، من أن التقرير الذي وصله كان إخباريا ولم يكن ممكنا البناء عليه لتحريك الدعوى القضائية، وساق في ذلك تبريرا بأن التقرير لم يتضمن محاضر مخالفات أعدها أعوان محلفون كما يقتضي القانون.يرد تواتي على سؤال القاضي الذي تضمن رأيه في أقوال مدلسي، إنه أمام خطورة الوقائع لم يكن ممكنا انتظار تقارير يصدرها مفتشون محلفون، إذ كانت الوكالات التابعة لبنك الخليفة تقوم بمعاملات التجارة الخارجية دون رخصة، من خلال الغش والتحايل باستعمال وكالات أخرى لديها تفويض، وهذا يعد تزويرا واستعمالا للمزور.خليفة أسس “خزينة حرب” في الخارجوفي موضوع تهريب العملة الصعبة إلى الخارج، وصف علي تواتي ما كان يقوم به خليفة بمحاولة تأسيس “خزينة حرب”. هذه العبارة القوية أثارت من جديد محامي عبد المومن خليفة الذي طلب التوضيح، فأجاب تواتي بأن “خليفة كان يشتري عقارات منها فيلا مدينة كان، عبر البنوك الفرنسية، دون أن يتم توطينها في الجزائر”.وقال تواتي إن قرار التصفية كان حتمية لا مفر منها، لأن نسبة الملاءة المالية في البنك كانت لا تسمح له بالنشاط. وحول ما إذا كان ممكنا إنقاذ البنك عبر ضخ مبالغ مالية من بنك الجزائر، قال تواتي إن مجرد التفكير في ذلك يعد “عارا كبيرا”، لأنه لا يمكن لبنك الجزائر أن يمول بنكا مزورا، ولو فعل ذلك لكانت لطخة سوداء في تاريخه.وفي نهاية شهادته، قال تواتي، باعتباره أيضا عضوا في مجلس إدارة سوناطراك، إنه أخطر المديرية العامة لسوناطراك حول حقيقة البنك، وهو ما جنب “كارثة” وضع سوناطراك أموالها في بنك خليفة. لكن هذا الإخطار الذي وجهه تواتي، مثلما قال المحامي لاصب وعلي، لم يستغله مسيرو سوناطراك في إعلام باقي فروعها التي قدر عدد من أودع منها أموالا في بنك خليفة ب14 فرعا.رؤساء النوادي يثنون على خليفةقال محند شريف حناشي إن عبد المومن خليفة لو ترك يعمل في الجزائر لكان قد قضى على مشكل إقامة مراكز تكوين الشباب في كرة القدم. وأوضح حناشي أنه الوحيد من بين رؤساء النوادي ممن لم يأخذوا ظرفا بقيمة 5000 فرنك فرنسي وزعه خليفة في حفل توقيع تمويل نادي أولمبيك مرسيليا. كما أثنى بن عباس بن قرعة بلقاسم، رئيس جمعية وهران، بينما كان رأي سرار حكيم، رئيس وفاق سطيف، أن تمويل كل الفرق كان سياسة شعبوية من خليفة.وقال معمر جبور، المعلق الرياضي المعروف، إن خليفة للتلفزيون كانت رائدة في وقتها، بدليل أن الصحفيين الذين عملوا بها أصبحوا اليوم نجوما في كبرى القنوات العالمية. وأوضح أن تمويل فريق أولمبيك مرسيليا كان فكرة رائعة وفخرا بالنسبة للجزائر، بعدما سخر ذات يوم الفرنسي برنار تابي من إمكانية تمويل مؤسسة جزائرية فريقا فرنسيا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)