تهديد للنسج الإجتماعي

تعتبر المخدرات بكل أنواعها من أخطر الآفات التي تهدّد سلامة وأمن المجتمعات، لأنها تدمر قيّم الشباب وما ينجرّ عنه من تفريغ البلدان من العقول المبدعة فيه، وبالتالي تساهم في تعطيل عملية التنمية والتطور.وفي هذا الصدد، صرّح السيد علواش كريم أستاذ في علم الإجماع ل "الشعب"، "المخدرات تعدّ من الأسباب المباشرة المرتبطة بالتهديدات الأمنية الإنسانية والجسدية، والتي تسعى الدولة بكافة إمكانياتها من أجل التقليل من حدتها والقضاء عنها بصفة نهائية، ونحن كمختصين نحث على ضرورة تكثيف التوعية والتحسيس من مخاطر المخدرات وإدمانها في المؤسسات التربوية، وإبراز خطورة هذه الآفة التي غالبا ما تستهدف فئة المراهقين، خاصة وأن الإدمان على المخدرات له آثار سلبية على القوى العقلية والعصبية، وحتى على الدورة الدموية ونشاط الكبد للشخص، فضلا عن الآثار النفسية التي تتركها، وتبدأ المشاكل في الوسط الأسري والتي كثيرا ما تنتهي بجرائم ومأسي، ما يتسّبب في تهديد أمن المجتمع".أكدت الأستادة بديعة فرجي مختصة في علم الإجتماع، "المخدرات هي تهديد اجتماعي، وتؤثر على أمن الفرد الذي يشكل أساس المجتمع، وقد تغلغلت بشكل ملفت ومقلق سواء في المدن أو الأرياف، وانعكاساتها السلبية الواضحة، تستدعي تكثيف تضافر جهود كافة الجهات المعنية في المجتمع، والمختصون النفسانيون بدورهم يؤكدون أنه من بين الأسباب التي تؤدي على الإدمان، الفراغ، البطالة، المشاكل العائلية في غياب جسور التواصل بين الوالدين والأبناء، وتدفعهم إلى الهروب من الواقع الذي يعيشونه، وولوج عالم المخدرات والمسكرات.وفي سياق متصل، نظمت المؤسسة الاستشفائية لأوقاس يوما تحسيسيا، حول مشكل المخدرات وأثرها على الفرد والمجتمع، بحضور مختصين نفسانيين وأطباء وبعض الجمعيات الشبانية، حيث تمحورت جل التدخلات، حول شرح الآثار الوخيمة لتعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة على صحة الفرد وتماسك المجتمع، وضرورة تكاثف الجهود من أجل محاربة الظاهرة في أوساط الشباب، كما كان التركيز على الدور المنوط بالأسرة في التعامل مع أبنائهم، وأكد المشاركون على ضرورة التصدي لظاهرة المخدرات بتضافر كل الفاعلين في المجتمع، وإنشاء مؤسسات خاصة للتكفل بالمدمنين بالولاية، إضافة إلى تدعيم خلايا الإصغاء ووقاية صحة الشباب عبر بعض البلديات. وللتذكير فقد تمكنت مصالح الدرك ببجاية من حجز كمية معتبرة من المخدرات، منذ مطلع السنة، من حجز كمية تقدر بأزيد من 10 كيلوغرام من الكيف المعالج.