الجزائر

تنوعت أساليبها وتعددت فنونها ''تجارة'' دروس الدعم في الطارف تزدهر خارج نطاق الرقابة



 المتتبع لواقع هذه المدارس التدعيمية على العموم قد لا يختلف مع آخر بأن فضاءاتها قد لا تليق بمهنة التدريس في الظروف الطبيعية، فما بالك بتدريس أطفال وجدوا صعوبة في تلقي المعارف الجديدة، فالفوج الواحد يزيد تعداده عن مساحة القاعة ليتجاوز الـ 20 فردا• هذا الأمر دفع بالعديد من التلاميذ إلى تلقي معارفهم، التي من المفروض أن تساعدهم على فهم ما لم يستوعبوه في المدارس والثانويات، ولكن ما يجدونه هو جو يبعث على الإرهاق والتعب المضاعف، ناهيك عن التشويش نتيجة تشكيل أقسام ممزوجة بين مستويات دراسية مختلفة• وما اطلعنا عليه بإحدى حجرات الدروس الخصوصية في بلدية بن مهيدي، حول واقع أقسام التدريس ، اكتشفنا أنها تفتقر إلى الحد الأدنى لشروط التعليم وحتى الراحة، وأضحى كل تجمع سكني لا يخلو من معلم أو مدعي تدريس يقدم على إعطاء هذه الدروس التدعيمية، في مختلف المواد المقررة في البرنامج الدراسي ولكل المستويات التعليمية من التحضيري والابتدائي والإكمالي وحتى الثانوي• حديثنا مع أحد أساتذة إحدى الإكماليات في الذرعان لم ينف فيه أنه يقدم مثل هذه الدروس، وهذا قصد الحصول على دخل إضافي يساعده على تحسين مستوى المعيشة الذي ارتفعت تكاليفه ببلادنا بشكل محسوس، ولتجاوز مختلف المتاعب المالية لتلبية حاجيات الأسرة ومتطلبات الأبناء• وأضاف الأستاذ: أحيطكم علما أنني أقوم بذلك دون حرج، فأنا أقدم الدروس بكل كفاءة ودون غش، وهذا سبب توافد التلاميذ علي• كما أن معظم التلاميذ الذين درسوا لدي نجحوا، وهذا يعني أن الجميع استفاد، وهذا مهم بالنسبة إلي، فما أكسبه هو مال من عرق جبيني وخبرتي في التعليم هي من أهلني لهذا الدور • العديد من الأساتذة الذين تقربنا منهم أكدوا لنا أن الحاجة هي التي دفعت بأصحاب هذه الأقسام التدعيمية من المعلمين تحديدا على تقديم هذه الدروس الخصوصية، حتى وإن تحسنت وضعيتهم حاليا عمّا كانت عليه في السابق نتيجة رفع أجور أساتذة التعليم• واتضح لنا، حسب ما شاهدناه وما أكده لنا الأساتذة، بأنه ليس جميع مقدمي هذه الدروس التدعيمية من الأساتذة• فالكثير منهم من خريجي جامعات لم يجدوا مناصب توظيف عملوا على كراء أماكن قد تكون غير مجهزة أصلا وفي أحسن الأحوال لا ترقى لأن يتعلم فيه التلميذ• كما أن أغلب هذه الأقسام خارج الرقابة القانونية، حيث تعتبر أماكن للتجارة وغير مصرح بها لمفتشيات الضرائب، ولا يملك ملاكها لا رخصة ولا سجلا تجاريا يثبت وضعيتهم القانونية• هذا الواقع جعل من مهمة التدريس الخصوصي عند البعض تجارة لا غير، حتى أن الحصص تحسب بالساعات• ولهذا، وبالنظر إلى التعداد الكبير للتلاميذ داخل القسم لا يتوانى الأستاذ أو المشرف على الدروس التدعيمية في إفهام البعض وتجاهل الآخرين، وهذا بدعوى أن الوقت لا يكفي وبذلك تكون الأموال التي دفعها الأولياء قد ذهبت أدراج الرياح• بعض الأولياء في الطارف، ممن التقينا بهم، أكدوا لنا أن ما بيدهم حيلة، فالتلاميذ بحاجة إلى الدروس التدعيمية ويجب تقديمها لهم، وما من خدمة مقدمة إلا لدى هذه المدارس التي لا يستطيعون تبيان جديتها إلا بعد التجربة التي تكون على حساب التلميذ نفسه• أما بعض التلاميذ ممن حاورناهم وتناقشنا معهم، فأكدوا بأن الأوضاع داخل هذه الأقسام تختلف من قسم تدعيمي لآخر، فبعضها بأزيد من 6 آلاف دينار للشهر، في حين أن البعض الآخر لا ينزل عن 4500 دينار•    حمزة خلاف     


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)