تمّ مؤخرا تنصيب اللّجنة الوطنية المكلّفة بإنجاز موسوعة الجزائر بمقر المجلس الأعلى للغة العربية، في اجتماع ترأّسه رئيس المجلس الأستاذ صالح بلعيد، وبحضور 35 عضوا يمثلون الهيئة المشرفة على إنجاز هذا المشروع، وهم نخبة من الكفاءات الوطنية والمتخصّصين من مختلف الجامعات، وقد تمّ انتخاب مكتب لهذه الهيئة برئاسة الأستاذ نور الدين السد وعضوية الأساتذة عبد الجليل مرتاض، حبيب مونسي، عبد الحميد هيمة، الطيب دبة، وعمار لحسن.يتطرّق مشروع «موسوعة الجزائر» الذي جاء باقتراح من المجلس الأعلى للغة العربية، واستنادا إلى مهامه المحدّدة قانونا وبوصفه واجهة وطنيةً وسلطةً مرجعيّةً لغويةً وثقافيّةً إلى العديد من المداخل من بينها جغرافية الجزائر، تاريخ الجزائر، الآثار في الجزائر، الدين والمعتقدات والأعراف، الأدب والفنون الثقافات، اللغات واللهجات، العلوم الإنسانية، العلوم وتطبيقاتها، أنظمة الحكم والسياسة والإعلام، الاقتصاد وقطاعاته الكبرى، الاجتماع والعمران، الجيش والعسكرة، الأعلام والشخصيات.
ويعتبر المشرفون على هذا المشروع أن إعداد موسوعة للجزائر ضرورةٌ حضاريةٌ ملحّةٌ يتطلّع إليها المواطن الجزائري، ومَعْلَم بارز من معالم الأمة ينبغي السعي إلى رفعه والنهوض بمتطلباته كما هو شأن كل أمة أنجزت موسوعتها، ودخلت التاريخ بالتدوين لذاكرتها من أجل حماية ذاتها، والحفاظ على هُوّيتها، ولا سيما في ظلّ التدفقات المعرفية والثقافية المهولة عبر مختلف منصَّات التواصل المعرفي والثقافي والاجتماعي، والتي من شأنها أن تُعرِّض مجتمعنا لخطر الذوبان.
ومن هنا يعدُّ تدوين التراث الثقافي والعلمي للجزائر، ونقله إلى أجيالنا تطعيماً لهم ضدّ كل أشكال المسخ والذوبان، وحمايةً لأمنهم الفكري، وصيانةً لمقدّراتهم الذاتية ومكتسباتهم الحضارية، حيث أن الموسوعة ستكون بحق مشروعا حضاريا كبيرا من شأنه توحيد رؤية المجتمع الجزائري على الثوابت الوطنية، كما ستكون هذه الموسوعة بعد إنجازها واحدة من أهم المرجعيات الأساسية التي يقوم على عاتقها الاحتفاء بتراث الأمة وتاريخها، وبيان أمجادها وبطولاتها، لذلط فهي ستظل الذاكرة الحيّة الناطقة بما يزخر به رصيد الأمة من المعارف، والثقافات، والأحداث، والوقائع، والتراجم، والسير، وغير ذلك.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المشروع بدأت فكرته منذ سنة 2006 في عهد الأستاذ العربي ولد خليفة، وبقي المشروع يراوح مكانه حتى أعاد البعض المشروع إلى الواجهة، وحوّلوه من فكرة مجرّدة إلى واقع ملموس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/10/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إيمان كافي
المصدر : www.ech-chaab.net