بريطانيا تطالب بتسليمه للاهاي ونواكشوط غير ملزمة بمعاهدة المحكمة الدولية
أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن فرنسا ستطلب تسليمها السنوسي المحكوم عليه غيابيا بالسجن المؤبد في قضية اعتداء إرهابي سنة 1989، ويفسر الطلب الفرنسي ببعض الأسرار التي تهدد الرئيس الفرنسي كتمويل القذافي لحملته الانتخابية على اعتبار أن السنوسي رجل العقيد الراحل الأول وحامل كل أسراره ، كما طلبت بريطانيا تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية مع العلم أن نواكشوط ليست من بين الدول الموقعة على اتفاقية روما المنشئة لها.
أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا ستطلب تسليمها السنوسي المحكوم عليه ”غيابيا بالسجن المؤبد في قضية الاعتداء الارهابي يوم 19 سبتمبر 1989 ضد رحلة يو تي ايه 772 الذي قتل فيع 170 شخص، بينهم 54 فرنسيا”.
يشار الى أن موريتانيا ليست من الدول الموقعة على معاهدة روما التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية وليست ملزمة نظريا بتسليم السنوسي لفرنسا.
والقي القبض على السنوسي من قبل أجهزة الأمن الموريتانية لدى وصوله من الدار البيضاء في رحلة عادية، بحسب مصدر أمني موريتاني، أوضح أنه كان يسافر مستخدما جواز سفر مالي.
من جهتها، رحبت بريطانيا باعتقال مدير المخابرات الليبي السابق، عبد الله السنوسي، في موريتانيا داعية الى تسليمه ليحاكم أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأثنى وزير الخارجية، وليام هيغ، في بيان على نجاح السلطات الموريتانية في اعتقال آخر رموز نظام معمر القذافي مؤكدا على أهمية أن تتعاون جميع الاطراف لتسليم السنوسي الى المحكمة الجنائية الدولية ليحاكم على جرائمه ضد الشعب الليبي.
وذكر هيغ أن اعتقال السنوسي ومحاكمته ستسمح بطي صفحة قاتمة من تاريخ النظام الليبي السابق وستسمح أيضا للسلطات الليبية الجديدة بمواصلة بناء الدولة الحديثة على أسس ديمقراطية.
وكشفت مصادر إعلامية عن بعض ملابسات اعتقال رجل المخابرات لدى العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، فقد اتصل السنوسي - الذي يحتفظ بعلاقة قوية مع مسؤولين موريتانيين منذ الأزمة التي عاشتها موريتانيا بعد الإطاحة بنظام سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وتدخل القذافي كوسيط في حلها - بشخصية موريتانية كانت إلى وقت قريب تشغل منصبا حساسا، طالبا منها مساعدته لاسترجاع ودائع أسرة القذافي الموجودة في موريتانيا.
وأكدت المصادر أن هذه الشخصية ساعدت على استدراج السنوسي، وقدمت له كافة الضمانات والتطمينات بشأن عدم اعتقاله في موريتانيا، كما شجعه على السفر إلى هناك أن النظام في نواكشوط كان مساندا لنظام القذافي حتى سقوط طرابلس.
وكشفت هذه المصادر أن الهدف من زيارة السنوسي لموريتانيا ليس التخفي فيها بل استرجاع بعض الودائع المالية التي كانت أسرة القذافي قد أودعتها في موريتانيا قبل انهيار نظام القذافي.
وحسب مصادر متطابقة، فإن السلطات الموريتانية أبلغت نظيرتها الفرنسية عن اتصال السنوسي بها، فشجعتها على استدراجه، وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي ساركوزي، أن اعتقال السنوسي جاء نتيجة لجهود مشتركة بين السلطات الفرنسية والموريتانية، مؤكدا أن السلطات الليبية كانت على علم بتلك الجهود.
وفور إعلان موريتانيا نبأ اعتقال السنوسي سارعت الحكومة الانتقالية في ليبيا إلى المطالبة بتسليمه لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وجرائم ومطاردة بحق مدنيين منذ اندلاع الثورة الليبية منتصف فبراير 2011.
موريتانيا ستحقق مع السنوسي قبل تسليمه لليبيا
وقال مصدر أمني موريتاني لوكالة ”فرانس برس” إن سلطات نواكشوط ستحقق مع عبد الله السنوسي، القائد السابق للمخابرات الليبية، قبل دراسة طلب تسليمه.
وأضاف المصدر أن موريتانيا ”ستشرك الشرطة الدولية ”أنتربول” في التحقيق الذي بدأته” حول السنوسي و”بعد الانتهاء من هذا التحقيق ستدرس الحكومة طلبات التسليم المحتملة من طرابلس ومن غيرها”. ولم يوضح المصدر المدة التي قد يستغرقها التحقيق. وكانت ليبيا أعلنت أنها طلبت من موريتانيا تسليمها السنوسي الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الانتقالية الليبية، ناصر المانع، في مؤتمر صحفي إن ”الحكومة الليبية مستعدة لاعتقال السنوسي في سجن ليبي ولمحاكمته محاكمة عادلة”.
مسعودة. ط /الوكالات
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com