الجزائر

''تمرد التوارق في الشمال صناعة فرنسية ردا على دعم الماليين لثورة الجزائر'' المؤرخ المالي سايدو باديان كوياتي



صنّف المؤرخ المالي، سايدو باديان كوياتي، مشكل تمرد التوارف في شمال البلاد بكونه ''صناعة فرنسية''، تنتقم فيها باريس من دعم الماليين للجزائر في ثورة التحرير. وذكر أن أول إشارات التمرد في الشمال قادها معمرون فرنسيون، احتجوا على دعم الماليين للثوار الجزائريين.
يضع المؤرخ المالي سايدو باديان كوياتي الدولة الفرنسية خلف الأحداث التي تشهدها بلاده منذ خمسين عاما، بفعل حركات تمرد مستمرة في الشمال، الذي تسكنه قبائل تارفية وعربية. وقال المؤرخ سايدو باديان كوياتي، وهو أحد المقربين من أول رئيس دولة منذ استقلال مالي، إن ''تجدد الأزمة في الشمال في كل مرة صناعة فرنسية، منذ فترة الاحتلال، بفعل صداقة الماليين، ومساعدتهم للثوار الجزائريين خلال حرب التحرير''.
ويشرح المؤرخ سايدو باديان كوياتي وجهة نظره بخصوص الأزمة المتفجرة في الشمال: ''الأزمة الحالية تحسسني بالخجل، لم أسمع في حياتي شيئا اسمه أزواد، بالرغم من انتمائي للجيل الأول للمتمردين التوارف''. وفي توضيحات سايدو باديان كوياتي لصحيفة ''لوكومبا'' المالية، حول مسار حركات التمرد منذ استقلال البلاد يقول: ''أول حرب تفجرت في شمال البلاد كانت بيد معمرين فرنسيين، لأنه كانت هناك ضغوط محتملة من خلال حرب الجزائر''، وتابع ''هؤلاء المعمرون لم يرغبوا في رؤية مالي تقدم الدعم للمقاتلين الجزائريين في حرب التحرير، ووجدنا أنفسنا في حرب، ومن ربح ربح. لكن في النهاية مشكلة التوارف أسبابها الرئيسية هي دعم الماليين للثوار الجزائريين''.
وينقل المؤرخ المالي سايدو باديان كوياتي، عن وزير الثقافة الفرنسي أندري مالرو، الذي حمله الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول، رسالة للرئيس السنغالي في تلك الفترة، بسبب خطاب له ضمن فيدرالية مالي السنغال يهاجم فرنسا، أن ''مالرو قال لي: أنتم مخطئون، لا نترك مصيرا من أجل مغامرة، وصداقتكم مع الجزائريين مجرد مغامرة، أما صداقتكم بفرنسا فثمة مصيركم''، وأضاف ''حينها سألني بصفة مسؤولا عن إبلاغه برد الحكومة المالي: إذا ماذا قررتم''، وتابع ''أجبته أننا سنواصل ما بدأناه، يعني صداقتنا مع الجزائر''، ويقول إن رد الوزير الفرنسي لم يزد عن كلمة ''شكرا''.
لكن سايدو باديان كوياتي يسجل على ما سماها ''جزائر اليوم'' تغييرات كثيرة مقارنة بجزائر ''تلك الحقبة''، ويقول إنه ''خلافا للفترة الحالية، جزائر أحمد بن بلة كانت صديقة لمالي، جزائر تلك الفترة كانت مختلفة عن الجزائر الحالية''. وينظر لمواقف المسؤولين الماليين بخصوص الأزمة الحالية قائلا ''المسؤولون الماليون لم يصلوا لدرجة الاستماع، لأن همهم مصالح شخصية وسياسات حزبية، يعني كل شيء قد يدخل البلاد في خلاف وطني، بلدنا أكبر من هذا، فالحلول تبقى موجودة شرط أن ننسى أنانيتنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)