ملخّص المداخلة عاشت تلمسان عصرها الذهبي في ظل الثقافة العربية الإسلامية، فكانت مركز إشعاع حضاري ومدينة زاخرة بالفكر والعمران، ومحطة تجارية أساسية يلتقي عندها الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. وقد شهد بذلك الازدهار الحضاري والرخاء الاقتصادي ما أورده الرحالة والمؤرخون (من عرب وغيرهم) عن مسيرة هذه الحاضرة مع التاريخ، وما تخلّف عنها من عمائر فخمة تشير إلى عظمة منشئيها وإلى ما بلغته الفنون التلمسانية من تهذيب في الأشكال ودقة في الصنع.
وإذا كانت دراسة هذه الشواهد المادية، على اختلاف أنواعها، قد أفادت البحث في إعادة تركيب الأحداث ومحاولة التأليف بينها بما أمكن استنباطه من الآثار، فإن النتائج التي خلصت إليها بعض الاستقصاءات العلمية الحديثة تؤكّد ما كان للمبادلات التجارية - التي أجرتها تلمسان مع البلاد
الأفريقية الجنوبية وأوروبا خلال العصر الوسيط - من بالغ التأثير على اقتصادها ونموّها الحضاري. فمن الثابت أن عاصمة المغرب الأوسط أدّت منذ نشأتها دور المركز السياسي والعسكري في المنطقة وأنها أقامت منذ القرن الثالث الهجري (الموافق للقرن التاسع الميلادي) علاقات تجارية متميّزة مع البلدان الأفريقية والأوروبية. ولا شك في أن هذه العلاقات (وما انجرّ عنها من وظائف عمرانية واجتماعية وثقافية واقتصادية) قد تنوّعت وزادت وَثَاقة لمّا أقرّ الزيانيون تلمسان عاصمة لسلطانهم. فقد أتاحوا
لحاضرتهم ظروف إنماء مستوىً راقٍ من الخدمات والمصالح والمنافع ميّزها عن غيرها من المراكز الحضرية المجاورة ومكّنها من تأدية دور جهويّ هامّ.
ما هي اهم مميزات المدينة في العصر الوسيط؟
mahfoud kassouri - طالب - relizane - الجزائر
18/06/2013 - 102530
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : Dr. El-Ghouti Besnouss / د. بسنوسي الغوثي أستاذ محاضر بقسم التاريخ وعلم الآثار جامعة تلمسان
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال ' تظاهرة تلمسان 2011 عاصمة الثقافة الإسلامية '