الجزائر

تلقيح النخيل بالمنيعة في غرداية مهنة الآباء والأجداد.. لكنها لا تخلو من المخاطر



تلقيح النخيل بالمنيعة في غرداية              مهنة الآباء والأجداد.. لكنها لا تخلو من المخاطر
مع قدوم فصل الربيع من كل عام، يقوم معظم فلاحي بلدية المنيعة في غرداية على تلقيح النخيل، وهي عادة دأب عليها الآباء والأجداد وسار على دربها الأبناء. وبالرغم من حاجتهم إليها، كون النخيل لا تثمر إلا إذا تم تلقيحها، فإن غالبية العائلات ترفض أن يعتلي أبناؤها النخيل خوفا على هلاكهم إما سقوطا منها أو لأسباب أخرى.. وهو ما دفعنا إلى البحث في الموضوع من خلال هذا الروبورتاج. تجوّلنا في غالبية بساتين بلدية المنيعة، فما من بستان يخلو من عامل (الخماس) يعتمد على تلقيح النخيل، وهذا بواسطة عرجون صغير أبيض يدعى “الدكار”، حيث يلفه حول العرجون المراد تلقيحه،  ويحمل هذا العرجون الصغير غبارا تُلقّح عن طريقه العراجين الكبيرة. وقد دأب الآباء ومن قبلهم الأجداد على تلقيح النخيل ، فكانوا يصعدون إلى أعالي النخيل ويمارسون هذه العادة، والتي أصبحت في الآونة الأخيرة مهنة يكسب من خلالها العامل البسيط قوت يومه.وروى لنا أحد الشيوخ أنه مارس هذه المهنة منذ أن كان في مرحلة الشباب، إبان الحقبة الاستعمارية، ولم يتركها إلا في مرحلة الشيخوخة، كما أنه لقّنها لأبنائه الذين يمارسونها كل موسم، وأضاف :”إننا نورّث لأبنائنا مهنة تبعدهم عن مد أياديهم للناس وتدرء عنهم الجوع”.الموت القادم من أعالي النخيل  روايات كثيرة تلك التي سمعناها من السكان حول موت العديد من الشباب من أعالي النخيل، إمّا سقوطا منها أو بصعقة كهربائية تفضي إلى هلاك الفلاّح الذي تتواجد نخيله بالقرب من الأسلاك الكهربائية.  فعلى سبيل المثال لا الحصر، عمي فحشوش، كهل ظل طوال حياته يمارس هذه المهنة وما من بيت في بلدية المنيعة لا يعرف قصته المشهورة.. ظلت لسنوات تروى على ألسنة الناس، حيث وجد ميتا ومعلقا في أعالي النخيل.وحسب الروايات.. تهاطلت الأمطار بغزارة كبيرة في آخر يوم قام فيه عمي فحشوش بتلقيح النخيل، إلا أنه وبالرغم من تحذير صاحب البستان من عدم الصعود إلى النخيل إلاّ أن القدر ساقه إلى إحدى النخيل القريبة من أسلاك الكهرباء شديدة التوتر، وما إن لمس دون قصد أحد الأسلاك أصيب بصعقة كهربائية أفضت إلى موته. ومع كل موسم يذكر أهالي هذه القصة.. مما دفع الكثير منهم لمنع أبنائه من الصعود إليها خوفا من فقدانهم إلى الأبد.   طه بلقندوز


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)